استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي في ندوته الأسبوعية للموسم الثقافي الرابع عشر مسؤولي أبرز المؤسسات القرآنية في المنطقة للتعريف بأنشطتها ومناقشة التطلعات والتحديات التي توجهها وذلك في مساء الثلاثاء 29 جمادى الثانية 1435هـ الموافق 29 أبريل 2014م . وأدار الندوة الأستاذ حسين التاروتي الذي بدأها بإعطاء لمحة تاريخية عن علاقة المجتمع بالقرآن الكريم وأساليب تعليمه وحفظه سابقا ، مؤكدا على الإرتباط الوثيق بين أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم رجالا ونساءا بالقرآن الكريم .
كما أشار إلى تطور الإهتمام بإنشاء العشرات من المؤسسات والجمعيات التي تعنى بتعليم القرآن الكريم ونشر معارفه ، إنتسب إليها عدد كبير من الدارسين والباحثين . وعرف المشاركين في الندوة وهم فضيلة الشيخ صالح البراهيم مدير مركز القرآن الكريم بصفوى ، والأستاذ صالح السعود مسئول لجنة الذاكرات بأم الحمام ، والأستاذ عبد الجبار الشافعي رئيس لجنة أنوار القرآن بسيهات ، والأستاذ عبد علي آل كرم مسئول المجلس القرآني المشترك .
بدأ فضيلة الشيخ صالح البراهيم مدير مركز القران الكريم بصفوى حديثه بشكر المنتدى لإهتمامه بقضايا القرآن الكريم وإبرازه لأعمال اللجان القرآنية وأنشطتها . وتحدث البراهيم عن تجربة مركز القرآن الكريم الذي تأسس عام ١٤١٤ هـ كأول مركز قرآني متخصص على مستوى دول الخليج ، وساهم في دعم العديد من اللجان القرانية في المنطقة ، وتمكن من تحقيق إستقلال مالي في برامجه على الرغم من كونه مرتبطا بجمعية الصفا الخيرية بصفوى . وبين الشيخ البراهيم أن من أهم أهداف المركز تعليم القران الكريم حفظاً وتلاوة وتجويداً ، إعداد البنية التحتية لإدارة المشروع القرآني ، نشر وغرس الثقافة القرآنية لدى أبناء المجتمع ، إبراز وتبني الكفاءات القرآنية وتنمية المواهب والإبداعات ، إشاعة أجواء قرانية تربط المجتمع بالقران الكريم .
كما استعرض الشيخ صالح البراهيم أهم الإنجازات التي حققها المركز طوال فترة عمله والتي من بينها إعداد طاقم تعليمي يلتحقون بجمعيات تحفيظ القران ، إقامة دورات قرآنية استفاد منها حوالي ٤ آلاف شخص ، إقامة دورات في مختلف علوم القرآن الثقافية والاخلاقية ، تنظيم دورات متخصصة في المقامات القرآنية فيها ٦٠ قارئ تحت إشراف معلم من الأزهر الشريف ، إصدار العديد من المناهج القرآنية في التجويد والتعليم المبسط والشخصية القرآنية والعلوم والقصص القرآنية ، وتنظيم برامج الرحلات والكشافة القرآنية. إضافو إلى ذلك ، فقد تحدث الشيخ البراهيم عن فعاليات أخرى شملت إقامة مجلس القراء الأسبوعي ، وإقامة المسابقات القرآنية كالحفظ والتلاوة على مستوى الخليج ، وتنظيم مسابقة الحفظ والقراءة والكتابة والتأليف ، وتنسيق الأمسيات القرانية ، وعقد ٩ ملتقيات قرآنية مختلفة على مستوى الخليج ، إضافة إلى العمل على مشروع سلسلة الاصدارات القرانية ، وإقامة منتدى الشباب القرآني لإحتواء الشباب وتوجيههم عبر عقد ٥ ملتقيات موجهة للشباب والطلاب ومخيم قراني سنوي .
وتناول الأستاذ عبد الجبار الشافعي رئيس لجنة أنوار القرآن بسيهات تعريفا بللجنة التي تأسست عام 1421هـ منطلقة من مجموعة مبادئ أبرزها تعزيز التربية الأخلاقية ، تأكيد المرجعية القرآنية ، الإنفتاح على مختلف الأطياف والإتجاهات . وأوضح أن اللجنة تعنى يتعليم القرآن الكريم وإعداد المعلمين ونشر الثقافة القرآنية ، وترأسها هيئة إشرافية منتخبة من مجموع الأعضاء . كما أوضح الشافعي أن اللجنة نفذت العديد من البرامج أبرزها إقامة دورات تعليم التجويد والمقامات ومختلف علوم القرآن ، وتأهيل معلمي المواد الدينية ، وتنظيم رحلات ترفيهية ، وإنشاء لجنة نسائية متخصصة .
وبين الأستاذ عبد الجبار الشافعي أن من الأعمال التي قامت بها اللجنة إصدار العديد من الكتيبات التعليمية مثل “أشبال القران” والذي طبع منه ١١ ألف نسخة ، “آيات وأفكار” للأستاذ مهدي صليل ، “التأملات القرآنية” ، “علم التجويد في الميزان” و “علوم القران الكريم” .
وتحدث بعد ذلك الأستاذ صالح السعود مسئول لجنة الذاكرات بأم الحمام التي تأسست عام ١٤١٨هـ والتابعة لجمعية أم الحمام الخيرية ، وتعنى بعلوم القرآن الكريم وتدريس الطالبات عبر دورة تمهيدية أولية تتبعها برامج تخصصية في مجالات التلاوة والثقافة والحفظ . وأوضح أن برنامج التلاوة يشمل فنون المقامات والموشحات وغيرها ، أما البرنامج الثقافي فيشمل أعداد كتاب ومحاضرين في مجال الدراسات القرآنية ، وبرنامج التحفيظ خرج ١٠٧ حافظة لكامل القران الكريم. وعن برامج اللجنة ، تناول الأستاذ السعود بأن لجنة الذاكرات لها مقر خاص مكون من دورين ، وتقيم برامج في مختلف الفروع والعلوم القرآنية ومنها برنامج المعلم الصغير والتربية القرانية ، وقد خرجت خلال هذا العام ١٢٠٠ طالبة في حفظ وتلاوة القرآن الكريم ، ونظمت عدة مسابقات قرآنية ، ونشرت مجموعة من البحوث والدراسات .
كما اهتمت اللجنة بتفعيل مهرجان الركب القرآني الذي يهدف للتواصل مع عامة المثقفين والخطاطين والرسامين والشعراء والكتاب والمسرحيين لربطهم بالقران الكريم وذلك في المهرجان القراني السنوي . وأخيرا جاءت مشاركة الأستاذ عبد العلي آل كرم مسئول المجلس القرآني المشترك متحدثا عن تاريخ الإهتمام بالقرآن الكريم في المنطقة والذي كان عبر الكتاتيب ومعلمي القرآن الكريم ، وإنعكس ذلك على سلوك وأخلاقيات الناس ، فقد كان أصحاب المحلات التجارية تفتتحها بقراءة القران الكريم الذي كان يتلى من الصباح الباكر ، موضحا أنه في الآونة الأخيرة بدأت العودة للإهتمام بالقرآن الكريم بمختلف جوانبه وأبعاده كالثقافة القرآنية وتنوعت كما وكيفا . أما حول المجلس القرآني المشترك ، فأوضح آل كرم بأنه يهدف إلى التعاون والتنسيق بين اللجان القرآنية في المنطقة ، ودعم اللجان الناشئة فيها وتنمية خبراتها وعملها ، حيث تنضم إليه ٢٠ لجنة قرآنية .
ويعمل الملتقى على إقامة ملتقيات سنوية مشتركة بهدف الإرتقاء بالنشاط القرآني وتمثيل المنطقة في مختلف المحافل داخل المملكة وخارجها ، واشكل من رئيس ونائب له وعدة لجان كالعلاقات والإعلام وغيرها . ويقوم المجلس بتنظيم مسابقات للأنشطة القرآنية ، وينظم زيارات للمؤسسات القرآنية في مختلف المناطق ودول الخليج ، كما يشارك في مختلف المهرجانات والمعارض والفعاليات التي تقام في المنطقة ، وله حضور في العديد من المسابقات القرآنية الوطنية ، وقد أطلق مؤخرا تطبيق على الآيباد حول القرآن الكريم .
وتحدثت الأستاذة إنتصار الصفار عن الأنشطة النسائية في المجلس وخاصة في إقامة دورات في الإدارة وأساليب التدريس وفن الإلقاء .
في بداية المداخلات أشار الأستاذ حسن آل جميعان إلى الحاجة لبلورة رؤية قرآنية تجديدية وليست تقليدية ، فبدلا من الإقتصار والغوص في أساليب الحفظ والتجويد ، فإنه من اللازم استحضار وإبراز القيم القرآنية ذات العلاقة بحاجات وقضايا المجتمع والأمة في هذه المرحلة . وأكد على ذلك الأستاذ هادي المرهون الذي بين مدى الحاجة إلى تظهير الأبعاد الفكرية في القرآن الكريم بما يعود بالنفع على المجتمع .
وتساءل الأستاذ أحمد الكعيبي عن مدى التنسيق بين المؤسسات القرآنية والحوزات الدينية في مجال البرامج والأنشطة المتعددة ، بينما طرح الأستاذ علي عيد آل جضر أهمية التعاون مع المدارس والأسرة لمعالجة ضعف القراءة لدى طلاب المدارس .
وأعرب راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب في نهاية الندوة عن شكره لمسئولي المؤسسات القرآنية في المنطقة على مشاركتهم وتفاعلهم ، ملاحظا حالة التكرار في أنشطة وبرامج هذه المؤسسات ، ومتسائلا عن سبب ضعف الحضور في الندوات القرآنية ، ومطالبا بالإنفتاح على المؤسسات الوطنية التي تعمل في هذا المجال والتعاون معها .
المحاضرة الكاملة: