قراءة في شعر مصطفى جمال الدين

4٬457

ألقى الكاتب والناقد الأستاذ عبدالله فيصل آل ربح محاضرة في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء يوم الثلاثاء 4 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 2 مايو 2006م بعنوان “قراءة في شعر مصطفى جمال الدين” استعرض فيها الدراسة المجازة له من جامعة الملك سعود بالرياض. وأدار الندوة عضو اللجنة المنظمة للمنتدى الأستاذ ذاكر آل حبيل الذي عرف المحاضر بأنه من مواليد مواليد 1397هـ و يعمل معلماً للغة العربية وقد حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الملك سعود عام 1420هـ  وكذلك حصل على الماجستير في الأدب والنقد عام 1426هـ وكان عنوان رسالة الماجستير “شعر مصطفى جمال الدين: دراسة فنية” وله كتاب تحت الطبع بعنوان “المنهج الجمال في النقد الأدبي”.

ألقى المحاضر بعد ذلك بحثه وهو دراسة فنية في شعر الشاعر العراقي السيد مصطفى جمال الدين فذكر فذكر أن الشاعر عاش في الفترة (1927-1996م) في العراق قبل أن ينتقل إلى دمشق هرباً من النظام العراقي آن ذاك. وقد درس بالمدارس الدينية بالنجف وأردفها بالدراسة الأكاديمية بحصوله على درجة الدكتوراة في اللغة العربية. ويعتبر الشاعر من شعراء المدرسة الكلاسيكية.

وقد أشار الكاتب إلى أن كتابته للبحث جاءت بعد عدة مشاكل أهمها أن مصطفى جمال الدين لم يدرس دراسة مستقلة من قبل إضافةً للمراجع القليلة التي أشارت إلى شعره، منبهاً إلى أنه من خلال البحث والتتبع وصل إلى نتيجة مفادها أن الشاعر لم يحظى بأية دراسة تفصيلية عن شعره. وهذا جعل الباحث في مواجهة النص مفرداً لفتح باب القراءة واستجلاء الشعر رؤية وأداء.

استعرض الضيف بعد ذلك المنهج الذي اتبعه في فصول البحث فذكر أنه خصص الفصل الأول لدراسة أبرز الروافد التي شكلت شاعرية جمال الدين وهي: البيئة النجفية المحتفية بالشعر ويرجع ذلك إلى القراءة المتنوعة وإن النجف مدينة الوافدين العلمية التي يقصدها الكثير. والدراسة الدينية الأكاديمية فقد تخصص الشاعر في دراسة العلوم الدينية وللغة العربية أهمية بارزة في هذا الحقل من العلوم مما يزيد من اهتمامات الطالب بالشأن الأدبي. والجذر التراثي وكم هو معلوم أن الدراسة الدينية التقليدية في الحوزة العلمية تسهم في رسوخ حب التراث. والأفكار السياسية فإن من أبرز من تحمس للتيارات السياسية من الشعراء هم أبناء المدرسة الكلاسيكية الحديثة والتي ينتمي إليها الشاعر.

انتقل المحاضر بعدها للفصل الثاني من بحثه والذي يحتوي على تصنيف المضامين المستخلصة من شعر مصطفى جمال الدين ومنها: شعر المناسبات فإن النجف بيئة للمناسبات الدينية وإن كل مناسبة غير دينية في الأساس لابد وأن تصطبغ بالجانب الديني. ذاكراً أن هنالك قسمٌ لم يتعدى إطار المناسبة، وقسمٌ استغل المناسبة لبث القضايا التي تشغل ذهنه سواء سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك ومن أبرز تلك الموضوعات الصراع بين المحافظة والتجديد في الأدب، ونقد الحوزة العلمية، والمواقف السياسية.

ومن المضامين المستخلصة القضايا الوطنية والقومية وبما أن الأفكار السياسية تعتبر من أهم الروافد المشكلة لإبداع الشاعر فمن الطبيعي أن يطغى هذا الرافد على سطح شعره. وكذلك الإغتراب وتناول هذا الموضوع من خلال الإغتراب المكاني فتجد جمال الدين يحن لكل الأشياء الموجودة في وطنه، وإذا قارن بين أشياء وطنه وأشياء الآخرين يغلب دائماً الوطن. والإغتراب الزماني  فجمال الدين رجل معمم يرى الزمان يتجاوز أبناء أمة العروبة والإسلام بعدما كانوا يصنعون تقدمه. ومضمون المرأة فقد تنوعت تشكلات صورة المرأة في شعر جمال الدين بين المرأة الجسد، والمرأة الحب، والمرأة المثال.

تحدث المحاضر بعد ذلك حول الفصل الثالث والذي يتحدث فيه عن الخصائص الفنية في شعر مصطفى جمال الدين والذي تناول فيه الكاتب أبرز وسائل التشكيل بالصورة الشعرية عند الشاعر وهي: التشخيص والتجسيم والتمثيل والتجريد ذاكراً أن لكل منها تعريفه وحيثياته وشواهده التي تناوله بالتحليل، فالتشخيص “إكساب الجمادات أو قوى الطبيعة أو المعاني شخصيات، بمعنى تخياها أشخاصاً أحياء قائمين بأنفسهم” فهو بالتالي أنسنة غير الإنسان. والتشكيل بالحواس في الصورة الشعرية فذكر اللون أو الرائحة أو الصوت يستفز الخبرة الذهنية التي يختزنها العقل البشري فيستطيع الإنسان التفاعل مع تلك الصورة من خلال تصوره لها عن طريق الحاسة. والتشكيل بالصور المتناقضة والمفارقة التصويرية فذكر الباحث إلى أن هذا الباب واسع عند الشاعر. والموسيقى والإيقاع الشعري وقد تنوله المحاضر على المستويين الخارجي ويقصد به الأوزان والقوافي، والداخلي وتناول فيه تشكلات الإيقاع الداخلي للبيت الشعري.

انتقلت الأمسية بعد ذلك إلى المداخلات وطرح الأسئلة على الضيف التي تمحورت حول توظيف الشاعر للكلمات والمعاني، وطريقة الانسجام عند الانتقال من بيت إلى آخر، وأثر شعر مصطفى جمال الدين على الشعر والشعراء فذكر الضيف أن دراسته مليئة بالتوظيف فهي دراسة فنية تثبت أن توظيف الشاعر جميل ورائع مشيراً إلى أن مصطفى جمال الدين يراعي الانسجام والاتصال فهو يمهد عند الربط بين المناسبة والفكر، وإن الشاعر دقيق في الانتقال من بيت إلى آخر.

ذكر بعدها الأستاذ مظاهر اللاجامي بعض الملاحظات حول بحث الكاتب آل ربح منها استبعاد عنصر المقدس الذي أدخل قصص ألف ليلة وليلة ضمن الأسطورة مشيراً إلى أن الشاعر لم يتأثر بكربلاء كما ذكر في البحث. فذكر المحاضر إلى أن تعريف أنس داوود يختلف عن آخرين مشيراً إلى أن كتاب ألف ليلة وليلة يوجد به بعض الأساطير. وفيما يتعلق بأثر كربلاء في شعر مصطفى جمال الدين فبين أن هذا واضح من خلال الدراسات التي تحدثت عن ذلك.

وفي نهاية المحاضرة تحدث الشيخ سليمان عن المثقفين والرواد الذين يحيون تراث السلف الصالح من تحت الأرض إلى سطحها ليتطلع عليه الآخرين ذاكراً أن الشعر باباً من أبواب الجهاد فقد روي “من قال فينا بيتاً بنى الله له بيتاً في الجنة”.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد