أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف حوارا مستفيضا حول دور المنتديات الثقافية في المنطقة ، وذلك ضمن برنامجه للموسم الرابع عشر في ندوة حملت ذات العنوان وذلك مساء الثلاثاء 4 ذو القعدة 1434هـ الموافق 11 سبتمبر2013م.
واستضاف المنتدى بهذه المناسبة العديد من رواد المنتديات الثقافية من بينهم الاستاذ نجيب الخنيزي من ديوانية الملتقى الثقافي ، الاستاذ علي ال عباس من منتدى الوسطية، والاستاذ فؤاد نصر الله من منتدى حوار الحضارات، والاستاذ كمال المزعل من منتدى سيهات الثقافي. و شمل الحضور ايضا عدد من اصحاب المنتديات الثقافية والعديد من المهتمين والمثقفين والعاملين في هذا المجال.
كما استضاف المنتدى الكاتب حسن آل حمادة معرفا بمهرجان (إقرأ كتابك) ، حيث أشاد بالتفاعل الكبير الذي لقيه المهرجان ومشاركة العديد من اصحاب الفعاليات واقبال مختلف الشرائح الاجتماعية على حضوره. وأشار آل حمادة الى ان العديد من المؤسسات الثقافية ومن بينها النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية قد تبرعت للمهرجان بأكثر من 600 عنوان كتاب، وعبر عن امله في تطوير فكرة المهرجان وتوسيع نشاطاته من خلال استمراره كناد متنقل تمتد فعالياته الى المدارس والمجمعات التجارية بهدف التشجيع على القراءة والدفع بصناعة مجتمع قارئ .
في بداية الندوة ، ألقى الاستاذ زكي البحارنة رئيس منتدى الثلاثاء الثقافي في موسمه الحالي كلمة إفتتاحية للندوة تحدث فيها عن أبرز التطورات التي مرت بها المنطقة ثقافيا وسياسيا خلال العقد المنصرم واثر ذلك في تعزيز سبل التبادل المعرفي وارتفاع نسبة الوعي العام لدى مختلف شرائح المجتمع . وتطرق الى دور المنتديات الثقافية في تدوير الثقافة والأفكار وتناول القضايا ذات الاهتمام العام .
أعقب ذلك كلمة لراعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب، تتبع خلالها السياق الزمني لظهور المنتديات الثقافية في المنطقة معيدا اسباب نشوءها الى الحاجة لاحداث حالة تفاعل اجتماعية وثقافية تحيي التواصل بين المثقفين، منوها أن تناول المنتديات للقضايا المهمة اجتماعيا وثقافيا أثبت تفاعلها مع محيطها من خلال مد جسور الصلة بين المجتمع والنخب المثقفة. كما أشار الى أن المنتديات الثقافية قد شهدت نموا ملحوظا عبر عنه ب (مرحلة الربيع) خلال العامين 2003 و 2004م حيث ازداد عدد المنتديات في المنطقة من مختلف التوجهات والتيارات ، إلا أن هذا العدد تقلص لاحقا لأسباب عديدة من بينها ماهو ذاتي كالاسباب الادارية والتنظيمية و منها ماهو خارجي من رقابة واستدعاءات أدت الى حالة انكماش كمي. واعتبر راعي منتدى الثلاثاء بأن المرحلة الحالية هي مرحلة تصحيحية حيث تنمو المنتديات فيها نموا طبيعيا ومعتدلا رغم وجود إشكاليات عديدة بحاجة للمراجعة منها غياب العمل المؤسسي و شيوع حالة الارتجالية في الطرح و ضعف التخطيط .
تحدث بعد ذلك الأستاذ نجيب الخنيزي مشيرا الى ان المنتديات الثقافية جاءت لتسد النقص الحاصل في أدوار المؤسسات الثقافية الرسمية ، وهي بطبيعتها ذات طابع نخبوي بسبب مواضيعها المحددة . واشار الى منطلقات العمل الثقافي في ديوانية الملتقى الثقافي وهي الاحتفاء بالثقافة والفكر وتعزيز التسامج والتوجه الوطني مع مراعاة الخصائص والتطلعات ، حيث أن التكوينات الضيقة لا تزال مسيطرة في المجتمع . وأكد على أن من ابرز المعوقات هو غياب التشريعات القانونية التي تهيأ الأرضية المناسبة لحرية العمل الثقافي ، مطالبا بمأسسة عمل المنتديات الثقافية لتكون مستقلة تنظيميا وماليا .
وتناول الأستاذ علي آل عباس راعي منتدى الوسطية الثقافي موضوع الجماهيرية في عمل المنتديات موضحا أنها أنشأت لعموم الناس من خلال رسالة يحملها مؤسسوها ، وأن مواضيعها تكتسب اهتماما جماهيريا عاما ينعكس من خلال التفاعل حولها ، وقد جسرت المنتديات العلاقة بين النخب والجمهور. وشدد على ضرورة اختيار المواضيع المناسبة والقضايا التي تهم الجمهور من أجل تحقيق هذا التواصل واستمراريته ، كما أشار الى ان من أبرز التحديات عدم الجرأة في تناول المواضيع ، والضعف أمام الضغوط المختلفة مقترحا تشكيل رابطة تجمع مسئولي المنتديات للتنسيق بينها .
وتحدث الأستاذ فؤاد نصر الله راعي مننتدى حوار الحضارات بالاشارة الى ان من اهداف المنتدى الانفتاح على الجماهير والتاكيد على مشاركة الحضور العام وخاصة الطلبة ، موضحا ان المنتديات لا تخلق مثقفين وانما تساهم في بلورة رؤى وافكار ومشيرا الى ضرورة عمل دراسات لمعرفة تاثير المنتديات على توجهات وآراء الناس. وحول التحديات طرح نصر الله موضوع قلة الحضور في المنتديات وصعوبة التنسيق مع محاضرين متميزين ، مبديا تفاؤله في مستقبل المنتديات .
وأوضح الأستاذ كمال المزعل راعي منتدى سيهات الثقافي بأن حضور الندوات يختلف حسب الموضوع مما يعزز حالة التفاعل لدى الجمهور وخاصة عندما تكون المنتديات غير متخصصة . وأشار الى ان بعض المنتديات طرحت مبادرات عملية باتجاه مشاريع اجتماعية مختلفة ، مشيرا الى أن من ابرز التحديات القيود الرسمية وضعف المأسسة وصعوبة توفر الامكانيات وكذلك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي . وتحدث حول مسئولية اصحاب المنتديات في اثراء التجربة ومواجهة التحديات القائمة مؤكدا على أهمية اعطاء فرص للوجوه الجديدة الشابة .
وقبل مداخلات الحضور تناول الفنان مازن عبد الجبار آل حسين الذي أقام معرضا فنيا في المنتدى ، تجربته الفنية حول الاهتمام بتراث المنطقة كصور كبار السن والموروث الشعبي كاللباس والمسكن وعن اقامته لمعرض (بقايا تراث) الذي ركز فيه على اضفاء الواقعية على المعالم الأثرية والتراثية في المنطقة.
بدأت المداخلات بمشاركة للفنان عبد العظيم الضامن راعي منتدى ابداع الثقافي الذي أشار الى وجود ضغوط على انشطة المنتديات بعضها من المجتمع نفسه ومن خلال وجود حالة الشللية بين المثقفين . كما تحدث الأستاذ عبد الله العوامي راعي منتدى بناء الثقافي حول التحديات الجديدة التي تواجه المنتديات ومنها العزوف عن الحضور ومشاهدة الندوات مقترحا تأسيس مركز للخدمات الاعلامية المشتركة للمنتديات من اجل تقليل النفقات .
وتحدث الاستاذ علي الشعبان حول ضرورة تحديد هدف واضح لكل منتدى ، لكون المنتديات لم تنجح لحد الآن في تعميق الامتداد الثقافي العمودي وخاصة لدى الشباب حيث تفتقد آليات فهم الجيل الجديد وبالتالي صعوبة التعامل معهم . وأشار الأستاذ زكي ابو السعود الى ان المنتديات نشأت لتسد فراغا وتستقطب حضورا كبيرا عندما تتناول قضايا الشأن العام التي تحوط بها محاذير عديدة ، موضحا أن القيود المفروضة عل المنتديات تساهم في اعاقة عملها.
وبين الأستاذ حسن الجميعان ضرورة الاستماع لهموم وقضايا الناس، كما ان غياب الرؤية يسبب في ضعف عمل المنتديات. واقترح الشاعر حسن السبع فكرة دمج بعض المنتديات لتقليل عددها وتقوية عملها، كما أشار الأستاذ جعفر النصر الى أن المنتديات تنحو منحى اقليميا ضيقا بينما تطالب بالانفتاح على مكونات المجتمع المختلفة . وطالب الكاتب على الدرورة باتاحة المجال امام الشباب للمشاركة في المنتديات ، واقترح عضو منتدى الثلاثاء الثقافي الأستاذ عيسى العيد عقد لقاء دوري بين اصحاب المنتديات الثقافية للتنسيق بينها.
المحاضرة الكاملة: