استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء يوم الثلاثاء 28 صفر 1427هـ الموافق 28 مارس 2006م معالي الشيخ فيصل الشهيل أحد أبرز رجالات الوطن في المجالين الرياضي والاعلامي حيث ألقى محاضرة بعنوان (النشاط الرياضي واقعه وآفاقه)، وحضر الأمسية لفيف من المثقفين والاعلاميين والرياضيين. وقد أدار الندوة الاعلامي فوزان آل يتيم حيث قام بتقديم الضيف للحضور على أنه رجل تجربة وخبرة فذة في المجال الإداري والاعلامي والرياضي، أسس جريدة الرياضي وأصبح عضواً في مجالس إدارة أكثر من صحيفة سعودية كما أنه تولى مسؤولية مدير عام الموانئ في المملكة، ثم وكيلاً مساعداً للطرق والموانئ وترأس وفد المملكة في عدة مؤتمرات خارجية تتعلق بالسكك الحديدية والنقل والموانئ.
وقد قام بأعمال أكاديمية منها التدريس في جامعة الملك سعود بالرياض وحاز على شهادة تقدير من الملك خالد. أما في المجال الرياضي فقد تولى منصب نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ونائب رئيس الاتحاد السعودي لسلاح المبارزة، ورئاسة نادي الهلال السعودي لكرة القدم والذي يعتبر من أبرز الأندية السعودية ومن ثم كان نائب رئيس النادي لثلاث دورات، وعضو اللجنة الاولمبية السعودية، ويتولى حالياً عضو اللجنة الأهلية لتكريم الرياضيين، ورئاسة مجلس الشرف لنادي النهضة السعودي، ومنصب الرئيس الفخري لعدة أندية سعودية، وهو المشرف العام على نادي الفروسية بالمنطقة الشرقية.
ألقى معالي الشيخ فيصل الشهيل بعد ذلك محاضرته التي بدأها بالتأكيد على أهمية الرياضة من الناحية الدينية والاجتماعية والفردية وأنها تعتبر ضرورة ملحة لما فيها من آثار.إيجابية على الجميع، كما استعرض في حديثه تاريخ المسيرة الرياضية في المملكة منذ بدايتها مشيراً إلى أن مفهوم الرياضة كان أكثر شمولية في المراحل السابقة مما هو عليه الآن ولكن النشاط الرياضي تطور بشكل عام وحققت الرياضة السعودية انجازات كبيرة اقليمياً وعالمياً
وأكد المحاضر في حديثه على ضرورة الرياضة المدرسية لما لها من تأثير في زراعة هذا التوجه لدى الطلبة وتنمية مواهبهم في هذا المجال وذلك من خلال تكثيف البطولات والمسابقات المدرسية، مطالباً بفسح المجال أمام البنات أيضاً لممارسة الرياضة حيث أن ذلك يساهم في تقليص أمراض السمنة وتنمية النشاط الذهني لديهن، وأكد على أن المرأة من حقها أن تمارس الرياضة بشتى أنواعها لما لها من دور كبير وفاعل في تنشيط الجسم وتحريك العقل ومعالجة العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية.
أتجه معاليه بعد ذلك إلى التطرق لقضايا الساحة الرياضية والتي من بينها مشاكل الاحتراف مشيراً إلى عدم ادراك رجالات الرياضة لهذا المفهوم، حيث اقتصر فهم الاحتراف على نحو جزئي لا كلي، حيث أن الاحتراف يتطلب إلتزام الإدارة واللاعب بمنهج معد لا يحيدون عنه مذكراً بالتجربة الأوروبية التي تهتم بكل تفاصيل حياة اللاعب المحترف. كما ذكر معاليه بأن هنالك قصور كبير في مستوى الرياضة في المنطقة الشرقية وإن حب الظهور من قبل بعض الرياضيين والإداريين اضعف الرياضة إلى جانب قيام التكتلات المصاحبة لكل دورة انتخابية لمجالس الإدارة ومع ذلك فإن أندية المنطقة الشرقية غذت المنتخب السعودي بلاعبين أكفاء على مستوى جميع الأنشطة والألعاب الرياضية المختلفة، منبهاً إلى أن أندية المنطقة تفتقد إلى الدعم من قبل رجال الأعمال على عكس المناطق الأخرى.
وقد أخذ موضوع الثقافة والنشاط الاجتماعي مجالاً واسعاً في محاضرة معالي الشيخ الشهيل فنبه إلى أن شعار الأندية يحمل تعريفاُ على أنه نادٍ رياضي وثقافي واجتماعي مؤكداً على أن اللجنة التي وضعت هذا الشعار كان هدفها جميلاً ولكن يجب تفعيله على أرض الواقع حيث أن اللجان الثقافية والاجتماعية محدودة جداً في فعاليات الأندية ومقتصرة على المجال الرياضي فقط. ودعا إلى التفكير بجدية في وضع خطط عملية طموحة لتفعيل هذه الأبعاد المهمة والتخلص من الاجراءات البيروقراطية التي تعيق تنشيطها مشيراً إلى أنها توفر البيئة والمناخ الملائم لبروز الطاقات والكفاءات وتفجيرها.
وتطرق المحاضر بعد ذلك إلى تجربته الاعلامية فذكر أن الصحف اليومية بدات بصفحات رياضية خجولة، وأخذت تزيد مساحتها تدريجياً حتى تخصصت بعض الصحف في مجال الرياضة، نتيجة لما لوحظ من زيادة في نسبة المبيعات والاعلانات على الرغم من وجود اتجاهات محافظة كانت تعارض الصحافة الرياضية وزيادة مساحة تغطيتها، وذكر أن بعض الصحف للأسف تركز على رياضة كرة القدم وترك الرياضات الأخرى مما يؤثر سلباً على مستوى الدعم المادي والمعنوي الذي تناله بقية الألعاب والرياضات من قبل الدولة ورجال الأعمال.
وتحدث عن رؤيته الخاصة في مجال الاعلام الرياضي حيث أكد أنه يتطلب حرفية ومهنية عالية ومتابعة دقيقة لمسيرة اللاعبين وتطور مستواهم إضافة إلى الموضوعية في العرض والتحليل، كما تحدث عن تجربة تأسيسه لجريدة “الرياضي” والظروف المالية والعملية التي مرت بها، كما تحدث عن رعايته وتبنيه للجنة الأهلية لتكريم الرياضيين مشيراً إلى أنها تقوم بتكريم الفرق واللاعبين الذين يحققون بطولات اقليمية وليست محلية.
وعقب على الكلمة راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب الذي شكر المحاضر على طرحه الشامل ورعايته للشأن الرياضي في المنطقة منوهاً بالأبعاد المتعددة في شخصيته وبتواصله مع مختلف فئات المجتمع وشرائحه داعياً إلى المزيد من اللقاءات الشبيهة، كما عقب الاستاذ محمد البكر مدير تحرير القسم الرياضي في جريدة اليوم بالثناء على المحاضر والتأكيد على اهتمام الجريدة بقضايا وشئون المنطقة والتعاطي معها بكل جدية ومؤكداً على دور رجال الأعمال في دعم الأنشطة الرياضية وكذلك الحقوق الشرعية التي ينبغي أن توظف في حماية الشباب من خلال تفعيل ودعم النشاط الرياضي.
وطرح مسئولوا الأندية والرياضة في المنطقة العديد من المقترحات والأفكار حول شئون الرياضة في المنطقة من بينها المباني الرياضية وعملية تبادل اللاعبين وحماية حقوق الأندية وضرورة دعمها وخاصة أن معظمها يعاني من عجز مالي كبير وكذلك الاهتمام ببقية الالعاب الرياضية المختلفة. وقد أجاب المحاضر على معظم الأسئلة ومن بينها تلك التي شملت بداية اهتمامه بالرياضة وذكرياته مع رموز الرياضة في المملكة، وأبدى ارتياحه من عقد مثل هذه الندوات التي تناقش شئون الرياضة بمختلف جوانبها.
المحاضرة الكاملة: