تحت عنوان”شبكات التواصل الاجتماعي ودورها في التغيير” استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 15 مارس 2011م الموافق 10ربيع الثاني 1432هـ, الكاتبان والمدونان المهندس عصام محمد الزامل والأستاذ خالد أحمد الناصر, حيث ركزت الندوة على عدة محاور منها ثورة المعلومات ووسائل التقنيات الحديثة, الشباب واستخدامات الانترنت, التحولات في وسائل الاتصال, والتأثيرات الاجتماعية لشبكات التواصل الحديثة, والإعلام الجديد ودوره في المنطقة العربية.
وأدار الأمسية الأستاذ زكي البحارنة الذي أشار في مقدمته إلى التسارع الزمني والتغييرات التي نعيشها, ودور التقنيات الحديثة في ذلك, واستخدامها في العديد من الأغراض كالتوثيق والتعليم والثقافة، وكذلك في عملية التغيير والتنظيم الاجتماعي.
ابتدأ البرنامج بمشاركة الأستاذ محمود الشماسي وهو مدرب في نادي الروبوت بالقطيف, حيث عرض فكرة هذا النادي الذي أنشأ قبل أربع سنوات ويهتم بالتقنيات العلمية وقدم عدة دورات تدريبية للطلاب في مختلف المراحل الدراسية، ويهدف لتشجيعهم على الإبداع العلمي والمشاركة في المسابقات العلمية المحلية والدولية، وذكر أن النادي شارك في مسابقة “الفيرست ليغو السعودية السنوية” وتأهل من ضمن 6 فرق في الدوري على مستوى المملكة ويطمح النادي بأن يصقل العديد من المواهب العلمية والإبداعية.
افتتحت الندوة بمشاركة للأستاذ خالد الناصر الذي ذكر أن شبكات التواصل الاجتماعي برز دورها التأثيري والجماهيري بعد ثورة 25 يناير, وأصبح الناس يعولون كثيراً على أهمية ودور هذه الشبكات. وأشار إلى بعض القيم والمفاهيم الإنسانية التي برزت في المجتمع السعودي مع استخدام هذه الشبكات كالحرية الفكرية والانفتاح على الأخر, والإبداع الإنتاجي والشعور بالمشاركة، وانتحت هذه التقنيات الحديثة منحى جديداً في التعبير عن آراء وأفكار الشباب حيث أصبحت أداة لتغيير سلوك أو لتصحيح مسارات معينة. كما ولعبت شبكات التواصل الاجتماعي وتحديداً “الفيسبوك” و”التويتر” و”اليوتيوب” دور كبيراً في نشر وإيصال الأفكار إلى اكبر شريحة في المجتمع بالصوت والصورة، وبذلك تقلصت سلطة الصحافة التقليدية أمام هذه الموجة التقنية المعلوماتية، كما أبرزت مواهب إبداعية متعددة في مجالات التصوير والنشر والكتابة والتدوين، واستشهد بالعديد من النماذج والأمثلة لمبادرات شبابية ساهمت في التأثير على الرأي العام والوصول لنتائج ملموسة سريعا.
وتحدث الأستاذ خالد عن دور الرقابة على المدونات والنشر الالكتروني حيث ظهرت قوانين جديدة للرقابة منها قوانين “اللائحة الالكترونية” و”الجرائم الالكترونية”، وأوضح بعض العقوبات التي قد يواجهها الأفراد كحجب المواقع والمنتديات والمدونات والصفحات. ونصح المستخدمين والجمهور بضرورة استخدام أسمائهم الحقيقية لتلافي المساءلات والمحاسبات القانونية، وحتى تتحول المشاركة والتدوين لعمل مسئول.
وقدم الأستاذ عصام الزامل كلمته التي ذكر فيها مثالاً لتأثير الشبكات الاجتماعية على المجتمع، حيث ألقى الضوء على قضية الطفلة التي احتجزت في المستشفى بسبب عدم سداد والدها فواتير العلاج وكان تفاعل الناس معها سريعاً وعميقاً بسبب انتشار الموضوع على التويتر. كما أوضح الزامل سبب تأثير هذه الشبكات على المجتمع, حيث نوه بأن سلطتها تكون بيد المستخدمين أنفسهم فهم المحرك والمؤثر عليها وهم الذين يضعون الأخبار ويبثونها مباشرة بدون مجاملات أو حدود رقابية أو محسوبيات، وبالتالي فأن سلطة الجرائد تقلصت أمام سلطة الشبكات الاجتماعية وقلت مصداقيتها في الأوساط الاجتماعية .
وتحدث الأستاذ عصام عن استغلال الأفراد للحرية الفكرية التي تيتحها هذه الشبكات وإبراز أفكار متوترة أحيانا موضحا دور المقص الرقابي فما قد يكون مباحاً عند المستخدم قد لا يكون مسموحا به عند الرقيب وبالتالي فان عملية الحجب والتقييد في هذه المواقع تعتمد على ذوق ومزاج الرقيب دون وجود أية ضوابط قانونية واضحة. وذكر الزامل إن دور الإعلام الجديد أصبح أكثر اتساعاً، حيث ساهم في حماية النشطاء والكتاب والمثقفين في مختلف أنحاء العالم وأوصل الصورة الحقيقية حولهم وحول أهدافهم وغاياتهم. وأصبح هنالك دوراً أكبر للمجموعات والفئات التي ظهرت في الفيسبوك تختلف عما كان عليه في المنتديات وذلك لمحدودية الدور التي تلعبه المنتديات حيث أنها تدور حول أفكار معينة ويتفاعل معها من يعجب بتلك الأفكار بينما نلاحظ اتساع الخيارات في الشبكات الاجتماعية الحديثة.
وقد قدمت خلال الندوة فقرة للفنانة التشكيلية كريمة المسيري ضمن عرضها لأعمالها الفنية ألقت الضوء فيها على مشوارها الفني وتجاربها الجديدة واستخدامها لأساليب متعددة لاستغلال الخامات المستهلكة في البيئة وتحويلها لانتاجات فنية متميزة .
أبدى الأستاذ زكي أبو السعود رأيه حول الرؤية الجديدة للتأثير المتنامي لشبكات التواصل الاجتماعي موضحا أن هناك انتشاراً لأفكار معينة في هذه الشبكات قد لا تعكس أفكار الناس بشكل عام وأنه أصبح لهذه الشبكات دوراً في إيصال بعض الصور والمفاهيم الجديدة للغرب حول قضايا المنطقة التي كانت تصلهم بصورة خاطئة سابقاً. وتساءلت الأستاذة خلود ال سالم عن مدى الخطورة التي يتعرض لها المدونون عند المشاركة في الكتابة بالإضافة إلى حجب المواقع وتحديد خطوط حمراء تحد من الحرية الفكرية للمشاركين.
وتحدث الكاتب المسرحي أثير السادة عن تركه للصحافة وتوجهه للكتابة في الفيسبوك وما وجده من حرية في كتابة افكاره والتعبير عنها بحرية دون تدخل من سلطة أو جهة متنفذة، ويرى بان منتديات الانترنت ذات تأثير محدود وذلك لأنها تتبنى أفكاراً معينة قد تتفق معها فئات معينة فيتوجهون لها و قد لا يتفق معها آخرون. الكاتب الأستاذ حسين العلق كانت له مداخلة كذلك حيث أوضح رأيه في دور الشبكات الاجتماعية في التغيير ولكن لاحظ بان الشبكات عبارة عن عالمين عالم حقيقي وعالم افتراضي وهما غير مترابطين في الواقع, وخاصة في مجتمعنا، حيث أن تأثيرها السياسي قد يكون معدوماً واستدل بذلك على بعض الدعوات التي ظهرت مؤخرا في الفيسبوك والتي فشلت بسبب عدم توافقها مع الواقع حولها.
وعقب راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب حيث ذكر ان شبكات التواصل الاجتماعية لا تزال حديثة عهد في مجتمعنا ويمكن استغلال دورها في تقريب الأطراف المتباعدة في البلاد وتقريب وجهات النظر وإزالة الاحتقان والتطرف الطائفي وهذا سيكون دوراً ايجابياً كبيراً في مجتمعنا، موضحا أهمية الاستفادة الايجابية من هذه الوسائل بصورة حضارية.
وفي ختام الندوة قدم باسمه وباسم أسرة منتدى الثلاثاء الثقافي شكره الجزيل للأستاذ عصام الزامل والأستاذ خالد الناصر, ولنادي الروبوت وللفنانة التشكيلية الأستاذة كريمة المسيري وللحضور من السيدات والسادة.