القى الدكتور عبد الله الطويرقي عضو مجلس الشورى السابق محاضرة في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 29 ذو القعدة 1430هـ الموافق 17 نوفمبر 2009م بعنوان “مجلس الشورى والرأي العام” بحضور نخبة من الاعلاميين والمثقفين في المنطقة الشرقية. وادار اللقاء الاعلامي عبد الوهاب العريض الذي تحدث عن التجربة الاعلامية للمحاضر مشيرا الى انه من الاكاديميين القلائل الذين وصلوا لمناصب مرموقة في عرش الصحافة السعودية، وانه صاحب رؤى ومواقف متميزة.
واستعرض مدير الندوة السيرة الذاتية للمحاضر المولود في مكة المكرمة عام 1961م والحاصل على بكالوريوس اعلام من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1984م، وشهادتي الماجستير والدكتوراة من جامعة الينوي الجنوبية بامريكا في الاتصال الخطابي والسياسي. وعين عضوا في مجلس الشورى بين عامي 2005-2009م وعمل مستشارا اعلاميا بالديوان الملكي ورئيس الدائرة الاعلامية بديوان سمو ولي العهد. كما ترأس قسم الاعلام بجامعة الملك سعود بالرياض وكذلك صحيفة الجزيرة المسائية ومجلة الشرق بالدمام، وصدرت له العديد من البحوث وبعض الكتب المنشورة منها “علم الاتصال المعاصر” و”صحافة المجتمع الجماهيري”.
تحدث الدكتور عبد الله الطويرقي في بداية حديثه حول التاثير الذي تركته فترة دراسته في الولايات المتحدة على ذهنيته وأهميتها من ناحية الاطلاع على تجارب اعلامية رائدة وناجحة ومؤثرة على السياسات العامة، وخاصة على الجيل الحالي الذي عاد الى المملكة بحماس كبير للتغيير، مشيرا الى ان التركيز كان حينها على وسائل الاعلام بسبب الضعف الشديد فيها وكون المسئولين فيها قضوا فترات طويلة جدا دون تغيير. وادرجابرز العقبات التشريعية في مجال الاعلام من بينها قدم نظامي المطبوعات والمؤسسات الصحفية اللذين اصبحا عقبة امام نمو وتطور المؤسسات الاعلامية، وكذلك غياب المهنية في العمل الصحفي والاعتماد على المحسوبية وضعف الكوادر البديلة.
وطالب المحاضر بالعمل على ايجاد نظام اتصالات متكامل ومفتوح لجميع المؤسسات الاعلامية وتحويل جميع المؤسسات الصحفية الى شركات ذات مساهمة مفتوحة تدار بآلية الانتخاب وبصورة شفافة. كما اوضح ان القوانين المتعلقة بالاعلام ينبغي ان تنطلق من الممارسة العملية وليست من تشريعات جامدة، وخاصة مع التطور الهائل في وسائل الاتصال الاعلامي الغير تقليدي كالجوال والانترنت وغيرها.
وتحدث الدكتور عبد الله الطويرقي عن تجربته في مجلس الشورى في الدورة الماضية التي اعتبرها الاكثر حراكا بسبب انفتاح المجلس على المواطنين، وتشكل مجموعة فاعلة من اعضاء المجلس تؤمن بهذا الدور وتقوم بالضغط والعمل المشترك، وتجاوز العديد من القيود التي تجدد من استقبال القضايا والمواضيع المقدمة من المواطنين. واعتبر ان التنمية السياسية والمشاركة الشعبية من المهام الرئيسية للمجلس ويقوم بها من خلال التواصل مع الرأي العام، موضحا ان غياب هذا التواصل سببه النظرة الضيقة لتفسير الانظمة.
واوضح المحاضر ان مجلس الشورى معني ايضا بهموم المناطق التي يمكن ان تساهم في تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة، ويستثمر ما يملكه من صلاحيات لتحقيق ذلك موضحا ان التنمية الحقيقية تهدف الى تحويل المواطن حالة السكون الى الديناميكية والفاعلية. كما اشار الى استفادته الشخصية من خلال هذه التجربة بمزيد من المعرفة في كيفية تفكير وعمل المؤسسة السياسية، موضحا ان هنالك عجزا لدى الاعلاميين في متابعة اعمال المجلس وأداء الاعضاء وفي تقديم الرؤى والدراسات الناتجة عن القرارات والسياسات التي يتخذها المجلس، وانتقد كذلك دور الصحافة في انها لم تسستطع ان تدفع المجلس للاهتمام الشعبي.
والمح الطويرقي الى ان هنالك تطورات ايجابية حدثت في المجلس طوال دوراته الخمس من ابرزها اصدار تشريعات وانظمة مهمة كهيئة مكافحة الفساد، ونظام الجمعيات الاهلية والمؤسسات المدنية، ودراسة نظام الحد الادنى للاجور وحقوق العاطلين عن العمل، موضحا ان هنالك مفردات جديدة دخلت في اعمال المجلس كمساءلة المسئولين والتي كانت محل معارضة. ولكنه اوضح ان من ابرز المعوقات في المجلس هي ضعف الثقافة النيابية للاعضاء وارتباط بعضهم وولائهم للادارات التي كانوا يعملون بها، مؤكدا على الفوائد الجمة لانتخاب جميع اعضاء المجلس مستقبلا.
وانهى المحاضر ورقته بالحديث مكررا عن الدور المهم لوسائل الاعلام من ناحية ان حضور الاعلام يساهم في دفع الحراك الثقافي والسياسي للمجتمع، مؤكدا على ان حرية الاعلام ستفتح المجال امام قيام مؤسسات مدنية تقوم بدور دفع المؤسسات الاعلامية لتبني برامج تراعي المسئولية الاجتماعية وتهتم بها. كما اكد في نهاية حديثه على تجربة المجالس البلدية التي اوضح ان هنالك نوايا لانتخاب جميع اعضائها في الدورة المقبلة لمعالجة المعوقات التي نتجت عن تصادم الاعضاء مع مسئولي البلديات.
وتناول الحضور في مداخلاتهم العديد من القضايا ذات العلاقة بالموضوع، فاكد الاعلامي احمد سماحة على اهمية الاستفادة الحقيقية من الكفاءات والخبرات القادمة من خارج المملكة في اعداد الكوادر الاعلامية المحلية من اجل صنع صحافة حقيقية. وتساءل الاستاذ زكي ابو السعود عن دور مجلس الشورى في تفعيل قانون الجمعيات الاهلية والمؤسسات المدنية باعتباره من اهم الانظمة التي اقرها المجلس، كما بين الاعلامي منير النمر ان هنالك تحولات ايجابية عديدة في الاعلام المحلي من واقع تجربته العملية. واختتم راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب اللقاء بشكر المحاضر وتاكيده على اهمية الانتخابات الكاملة لمجلس الشورى والمجالس البلدية وكذلك ايجاد آلية مناسبة للاهتمام بقضايا المناطق لتفعيل العلاقة بين المجلس والمواطنين.
المحاضرة الكاملة: