منتدى الثلاثاء يستعرض الدوريات الثقافية المنطقة

3٬917

في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، استعرضت ست دوريات ثقافية محلية تجاربها مساء الثلاثاء 01/02/1430هـ الموافق 27/01/2009م تحت عنوان “الدوريات الثقافية في المنطقة.. واقعها ومستقبلها”. ورحب راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب في بداية اللقاء بالقائمين على كل من مجلة الكلمة، مجلة القرآن نور، مجلة الواحة، مجلة نصوص معاصرة، مجلة الساحل، ومجلة الفقاهة، مشيرا إلى تبني منتدى الثلاثاء لهذه المشاريع الثقافية كواجب اجتماعي، خصوصا وأنها أنشطة أهلية بامتياز.

وقد أدار الأستاذ فؤاد نصر الله الندوة؛ مقدما لها بالحديث عن تاريخ المنطقة الثقافي مكتفيا بالاستشهاد على نضج إنتاجها الثقافي والأدبي بمجلة “العرفان” و”الأديب”، مشيرا لحاجة المنطقة الماسة لدورية توثق تلك الجهود المبدعة وتبلورها؛ الأمر الذي انبثقت عنه فكرة إصدار دوريات ساهمت في دفع حراك ثقافي ناهض الجمود الفكري وترجم الضمير الحي على مساحات تجاوزت الحدود.

الدورية الأولى كانت مجلة الكلمة، ومثلها عضو هيئة تحريرها ورئيس تحرير مجلة القرآن نور الأستاذ حسن آل حمادة؛ فتحدث عن تاريخ إصدارها كمجلة فكرية فصلية، وكان خريف عام 1993م، وأشار لاهتمامها بقضايا الثقافة ومشكلاتها ومستقبلها في العالم العربي والإسلامي، كذلك التجدد والبناء الحضاري، وقضايا الإنماء التربوي والتعليمي، كل ذلك داخل دائرة الإيمان بقيم الحرية والانفتاح والتسامح.

وعن النجاح الذي حققته “الكلمة”، تحدث آل حمادة عن المستوى المتقدم لأطروحات المجلة الذي حققته، والصورة الجميلة عن مثقفي المنطقة التي قدمتها، كذلك قدرتها على توفير مواد ترضي مختلف الأذواق والتوجهات بتنوعها، وذلك لتفاعل الكتاب معها وتبشيرهم بها في كتاباتهم واعتمادهم عليها كمصدر في بحوثهم.

ولتميز ما يصل المجلة من مواضيع، تم تصنيف الكثير منها وإنتاجه ضمن سلسلة إصدارات للمجلة، منها “مستقبل الثقافة الإسلامية في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة”، شارك في كتابته خمسة وثلاثون باحثا من مختلف البلدان العربية.
وختم آل حمادة حديثه عن مجلة الكلمة بالإشارة إلى أنه رغم التحديات التي تواجهها المجلة في ظل غياب الممول لها كمشروع واعد إلا أنها كانت بمستوى التحدي، داعيا وزارة الثقافة الإعلام لدعمها ومثيلاتها كونها إحدى بوابات إحداث التغيير المنشود؛ ومشيدا بتكريم رئيس تحرير المجلة الأستاذ زكي الميلاد في الجلسة الختامية للمؤتمر الحادي والعشرين للوحدة الإسلامية في طهران، واختيارها كأفضل مجلة هادفة في وسائل الإعلام ونقل الرأي الحر والواعي.

بعد ذلك، عرج للحديث عن مجلة “القرآن نور”، مشيرا لتخصصها في الشأن القرآني وسعيها لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها إشاعة الجو القرآني وربط الشريعة بعموم القرآن، والتأسيس لتفسير تربوي بمنهجية علمية وموضوعية. وتحدث آل حمادة عن طبيعة المجلة وسبب ذلك في تقليص عدد المشاركين فيها واقتصار التفاعل معها بين المهتمين فقط؛ الأمر الذي حولها من مجلة فصلية إلى نصف سنوية. المهتمون الذين أشار لهم المتحدث ذكر أنهم تجاوزوا الحدود المحلية؛ مدللا على ذلك بإشادة عدة جهات في الخارج بالمجلة. سلسلة أخرى من الكتب أصدرتها مؤسسة القرآن نور في مجال البحوث القرآنية والدراسات، حفزت الكتاب على إنتاجها من خلال المنافسة في مسابقات منظمة مولتها المؤسسة دون رعاية رسمية. وختم آل حمادة مجمل حديثه بالدعوة إلى تدوير رؤساء تحرير المجلات الأخرى في المنطقة بهدف ضخ دماء جديدة تدفع بمسيرتها الثقافية.

بعد ذلك، قدم الأستاذ يوسف الحسن تجربة “مجلة الواحة”؛ فتحدث عن عمر المجلة الذي تجاوز خمس عشرة عاما بهدف توظيف بعض أقلام المحلية في مختلف المجالات الثقافية والأدبية والتاريخية والتراثية؛ مشيرا لنجاحها في استقطاب ما يزيد عن الألف كاتب بفضل تعاون القائمين عليها تحت إشراف رئيس تحريرها آنذاك الدكتور حمزة الحسن بدعم كبير من قبل السيد عدنان العوامي.

وركز الأستاذ الحسن في حديثه على أهمية تقديم الدعم الفكري للمجلة ومثيلاتها من قبل الكتاب، لا لقلة كتابها، بل تحقيقا لهدف التنوع، كذلك تقديم الدعم المجتمعي بالتعاطي معها بما يسهم في نشر رسالتها عبر مختلف وسائل الإعلام. وأخيرا، الدعم المادي المباشر والغير مباشر، الأمر الذي يتمثل بالاشتراك في المجلة، مؤكدا أن تقديم الدعم بكل أشكاله عامل مساعد لمواجهة التحديات التي تواجهها المجلة.

وعن هذه التحديات، أشار الحسن إلى عدم رسمية المجلة داخل المملكة، الأمر الذي يقيدها بقوانين وضوابط تحد من حركتها، مما يخلق تحدٍّ آخر يتمثل في تعثر خطة التوزيع الذي يتم يدويا أو عبر البريد. وقد صرح الحسن بدور وزارة الثقافة والإعلام على تحصيل تصريح بطلب من الجهات القائمة على المجلة، مؤملا أن يتجاوز تصريح المجلة إلى المؤسسة التي تضمها؛ لتفعيل أنشطتها داخل المملكة عوضا عن الخارج.

الأستاذ علي الموسى طرح تجربة مجلة “نصوص معاصرة” بتعريفها بداية على أنها مجلة فصلية تعنى بالفكر الديني المعاصر، بدأ إصدارها قبل أكثر من خمس سنوات عن مركز البحوث المعاصرة في بيروت تحت إشراف العلامة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي، وهي مهتمة بطرح النصوص الفكرية التي تعالج قضايا المرأة والحداثة والحوار والانفتاح على الآخر وفلسفة الفقه وعلم الكلام الجديد وتعدد القراءات وأمور أخرى، مستفيدة بذلك من معطيات التجربة الفكرية المعاصرة والمشهد الثقافي الإيراني. وقد مر الموسى بإيجاز على أهم المواضيع التي طرحتها المجلة؛ مستعرضا مستوى التفاعل معها من الكتاب في مختلف الدول العربية، ومشيدا باعتماد بعض جامعات جمهورية إيران لها كمجلة محكمة لنشر بحوث ودراسات بعض الأستاذة والطلبة الراغبين في الحصول على درجات علمية.

وعن المنشورات المنبثقة من مجلة نصوص معاصرة، تحدث عن مجلة “الاجتهاد والتجديد”، وعن سلسلة كتاب “نصوص معاصرة” التي إصدرت في أربعة كتب هي”المدرسة التفكيكية”، و”الاتجاهات العقلية في علم الكلام”، و”المرأة في الفكر الإسلامي المعاصر”، و”جدل ومواقف في الشعائر الحسينية”، وقد حصل الأخير منها على طلب كبير. امتلاك المنطقة لمنظومة معرفية هو ما أكده الأستاذ علي الموسى في ختام حديثه لوجود مثل هذه الدوريات المستضافة في المنتدى، ودعا لتعاون رؤساء تحريرها والعمل على تحفيز المجتمع للاهتمام بها وإنشاء مركز أو دار نشر تعنى بالنشر لها والترويج إصدارتها في المحافل الثقافية كالجامعات والمراكز الثقافية ومعارض الكتاب محليا وعربيا.

وانتقل الحديث بعد ذلك للأستاذ عبد الخالق الجنبي لطرح تجربة “مجلة الساحل”؛ فأشار مبتدئا إلى اشتراك جميع هذه الدوريات في الهموم والتحديات، مختصرا ما دون ذلك بالحديث عن بداية المجلة الصادر عن مؤسسة الساحل لإحياء التراث في الجزيرة العربية، وكانت عام 2007م بمبادرة الشيخ حبيب آل جميع، ومعرفا بكونها فصلية تعنى بالتراث والثقافة والتاريخ في الخليج العربي. وأشار الجنبي لما طرحته المجلة من دراسات توثيقية ووصفية وتاريخية ترتبط بتاريخ المنطقة والساحل، كدراسة” الإدارة العثمانية وأجهزتها في متصرفية الإحساء” للدكتور محمد القريني، و”القطيف وقبائلها وقراها في منتصف القرن الألف الهجري” للمتحدث نفسه، وغيرها.

من جانبه، تحدث الشيخ جعفر البناوي عن تجربة “مجلة الفقاهة”. وقد عرف المجلة كمجلة فصلية فقهية، تصدر عن مركز الفقاهة للدراسات والبحوث الفقهية بالقطيف. وأشار الشيخ لتميز إخراج هذه المجلة بالصعوبة؛ لارتباطها بالشأن الديني العميق، كما أشار للمجالات الفقهية التي تهتم بها، وتتمثل في نوعين من البحوث، أولها البحوث الفقهية ذات الصبغة الحوزوية، وتهدف لإبقاء المجلة على خط اتصال بالحوزة العلمية، ثم البحوث الفقهية ذات الصبغة الأكاديمية، وتقوم على البحث العلمي واللفظ الفقهي المفهوم، بهدف توسعة رقعة قراءة المجلة.

انتقل الشيخ بعد ذلك للحديث عن إنجازات مركز الفقاهة، ومنها إصدار مجموعة من المؤلفات الفقهية للعديد من مشايخ المنطقة كسلسلة مجازة من وزارة الإعلام بعنوان فقه المجتمع تضمنت ثمان عشرة إصدارا بواقع أربعة إصدارات كل عام، ومنها “فقه الأبوة”، و”فقه البنوة” للشيخ فيصل العوامي.

المداخلات تركزت في أغلبها على مناقشة ترسيم هذه الدوريات والمشاكل التي تواجهها في ظل عدم الترسيم، كذلك نوقشت قضية استكتاب الأقلام من الخارج في ظل وجود كتاب أكفاء تزخر بهم المنطقة، وغيرها من القضايا التي خرج على أثرها القائمين على هذه الدوريات بأفكار ومقترحات نالت الاهتمام والتقدير.

وكان السيد عدنان العوامي قد أكد على دور القارئ في دفع هذه الدوريات عبر تقديم النقد البناء، واستعرض بعض التجارب المحلية القديمة كمجلة “القطيف” التي أصدرت من قبل الرابطة الثقافية في مركز الخدمة الاجتماعية في بداية ستينيات القرن الهجري الحالي. مفصلا في بعض أخبارها من حيث الطباعة والنشر والمعوقات التي أدت لإيقافها آنذاك.

 

لمشاهدة الصور إضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد