في الطريق الى الوحدة الوطنية
الوحدة الإسلامية بين المسلمين عموما والوطنية في كل مجتمع هي رغبة كل مواطن صالح وكل إنسان سوي.
ومما لاشك فيه ان الوحدة هي أهم أسباب عزة ورفعة واستقرار الأمم والأوطان، إذ هي توفر القدرة الحقيقية لذلك وفي رائي إن الوحدة تتحقق في كل مجتمع سياسي نتيجة جعلها أولا قضية عليا ومقدسة من قبل الجميع «الحكومة والشعب» ومن الغير المسموح التفريط بها.
وثانيا عبر برامج وخطط، والمسؤولية هنا بالدرجة الأولى تقع على عاتق الحكومات والأنظمة ومن ثم على عاتق القيادات الشعبية الفاعلة ومن العلماء والمثقفين والناشطين.
وثالثا نتيجة قواعد وأفكار أساسية وأساليب عصرية, واهم تلك القواعد التعارف والاحترام المتبادل وحسن الظن وقبول الأخر. أما الأفكار الأساسية التي يجب الانطلاق منها فهي:
• أولا: الشعور بالمسؤولية الشرعية إمام الله سبحانه وتعالى وان ذلك من اهم التكاليف في هذا العصر على وجه الخصوص.
• ثانيا: الفكرة الاجتماعية التي تقول بحاجة المجتمع الإنساني من اجل تكامله إلى تعاون إفراده مع بعضهم ورفض فكرة الانقسام والتجزئة مهما كانت المبررات والأسباب.
• ثالثا: ضرورة شعور المواطن بالمسؤولية تجاه وطنه ووفاه بالالتزامات الاجتماعية والقانونية والروحية والعاطفية والأخلاقية, هذه الالتزامات التي تحفظ للوطن وحدته وتزيد من قوته وقدرته على مواجهة المشكلات والصعاب وكل أنواع التحديات.
• الرابعة: ضرورة المساهمة الفعالة في تطوير المجتمع وتكامله.
واهم الأساليب المعاصرة لتحقيق الوحدة هي اللقاءات المباشرة والحوارات الجماعية والحرة بين المواطنين عبر المنتديات الأهلية.
وهنا أود أن أشيد بهذه المنتديات التي ساهمت وبشكل كبير جدا في التقريب بين المواطنين واخص بالذكر منتدى الثلاثاء والذي على ما أظن أن له موقع الريادة في سن هذه المنتديات في منطقتنا القطيف وأود أن اشكر راعي المنتدى الأخ المهندس جعفر الشايب على ما يبدله من جهد في سبيل الأخذ بأسباب الوحدة والتآخي بين كل شرائح المجتمع..
وأخر اللقاءات الأخوية والهامة في هذا السبيل والذي وفقت لحضورها اللقاء الذي جمع الجمهور مع الدكتور عبد العزيز قاسم الصحافي في جريدة عكاظ ففي تقديري كان لقاءا طيبا ومثمرا نتيجة صدقه وإخلاصه وصراحته، وهذا ما تدلل عليه المداخلات الكثيرة والحارة من قبل الحضور..
وقد شدني الى المداخلة إلى جانب موضوع الندوة «مسيرة التقارب المذهبي» مداخلة الدكتور إبراهيم الجمعان، التي كان فحواها ان يكون التعايش السلمي بديلا عن التقارب نظرا لثبات كل طرف على مواقفه ومعتقداته، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما السبيل إلى تحقيق التعايش.، فالحديث عن التقارب هو من اجل إيجاد تعايش سلمي بين المواطنين فالتعايش في رائي نتيجة التقارب. وما وددت قوله في محاضرة الدكتور القاسم: إن التقريب بين المواطنين يتم عبر استشعار الجميع أنهم على حد سواء في الحقوق والواجبات والانتماء، وهذا يتحصل نتيجة خطاب وثقافة وطنية عامة رسمية وشعبية واسعة على امتداد الوطن كله وهو الخطوة الأولى في الطريق الى الوحدة الوطنية.