أكد أستاذ الفلسفة ومقارنة الأديان بجامعة الملك فيصل الدكتور هاني الملحم في الورقة التي عرضها في منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس على التوجهات المعززة للتعددية والتنوع التي تتبناها المملكة ضمن سياساتها المحلية والدولية والتي ستنعكس على المشهد الثقافي المحلي بصورة واضحة. وتناول في الندوة التي أدارها الأستاذ زكي البحارنة وحضرها عدد كبير من المثقفين والشخصيات الاجتماعية البرامج والمبادرات المنبثقة من رؤية المملكة والمتوافقة مع الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها المملكة في هذا المجال.
واستعرض في حديثه مفهوم مصطلحي التعددية والتنوع الثقافي ومكاسبها، في التعريف والتعارف بين الثقافات المختلفة داخل المجتمع الواحد، والاعتراف بشرعيتها كونها مركب ثقافي قائم ومحترم، وأنها تعزز لمساواة بين الثقافات دون أي مركزية أو هرمية، وتحقق النقد الذاتي والمساواة بين هذه الثقافات. وعرض في جانب من حديثه فلسفة التعددية والتنوع ونشأتها ومصادرها ، حيث أبرز نماذج من التجربة الدينية الإسلامية نظريا وواقعيا في هذا المجال.
كما لخص أبرز ملامح التجربة الماليزية في مجال التعددية والتنوع، مستعرضا السياسات الثقافية والتعليمية وخاصة في مجال التدريب على استيعاب وقبول التنوع الثقافي في المجتمع. وأنهى حديثه بقراءة حول التعددية في المشهد الثقافي المحلي، مؤكدا على تعدد القنوات والبرامج التي تسهم في تعزيز التنوع في المجتمع والتفاعل مع الثقافات الأخرى بصورة متوازنة وفاعلة.
وشملت الفعاليات المصاحبة للندوة عرض فيلم توعوي حول أمراض الدم الوراثية، وإقامة معرض فني للتشكيلية هويدا الجشي التي تناولت تجربتها الفنية، وتعريف بأهداف وأنشطة وبرامج لجنة “تراحم الشرقية” التي تعمل على مساندة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم، وكذلك عرض وتوقيع كتاب (50 لحظة فوز) للكاتبة ورئيسة قسم التغذية بالمستشفى العسكري الأستاذة فوزية الشهري.