أكد خبيران في مجال التعليم أن مهارات المستقبل أصبحت عنصرا متلازما لجودة العليم، وأن مناهج التعليم السعودية، كما الخليجية، بدأت في تعزيز مهارات المستقبل للطلبة من أجل تمكينهم من مجاراة متطلبات السوق العالمية. جاء ذلك في الندوة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 13 صفر 1445هـ الموافق 29 أغسطس 2023م تحت عنوان “نماذج التعليم ومهارات المستقبل” تزامنا مع بداية الموسم الدراسي، وشارك فيها كل من المستشار الدولي في ضمان جودة التعليم الدكتور أحمد الكوفي، ورئيس مجلس إدارة مدارس التهذيب الاستاذ جاسم الناصر، بإدارة الأستاذ عبد الرؤوف أبو زيد.
وقدمت الأستاذة هدى الناصر الفعاليات المصاحبة في الندوة، والتي شملت عرضا لفيلم توعوي قصير حول آثار التجارب النووية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية. وشارك الفنان عبد اللطيف الكرماني للأسبوع الثاني على التوالي بعرض لوحاته الفنية وإلقاء كلمة حول تجربته، ووقعت الأستاذة افتخار الجنوبي كتابها “رؤى في عالم مختلف” واستعرضت جوانب من تجربتها الأدبية، كما تم تكريم الطالب الموهوب عباس زكي الشيخ لحصوله على المركز الرابع عالمياً في مسابقة سمارت برين في تايلاند، وألقى كلمة حول تجربته في مشاركته الدولية.
وتحدث مدير الندوة في بداية اللقاء عن التطورات المتلاحقة في مجال التعليم وأهمية مواكبة التحولات القائمة من أجل مواصلة التقدم في السباق العالمي الذي يعتمد أساسا على التعليم كمؤشر لتقدم المجتمعات، مشيرا إلى أهمية مهارات المستقبل وجودة التعليم كمؤشرات على فاعلية التعليم وتأثيره. وعرف بالمحاضرين وهما الدكتور أحمد عبد الكريم الكوفي وهو مستشار دولي في ضمان جودة التعليم والتدريب، والرئيس التنفيذي لشركة بيت الجودة للاستشارات، وحاصل على دكتوراه في بناء قدرة المؤسسات على التحسين وجودة الأداء من جامعة درم ببريطانيا، وماجستير في تقنية المعلومات والاتصالات وشهادات دولية في تقييم الأداء وفي القيادة والإدارة وفي تقييم أداء المدارس. كما عرف الاستاذ جاسم علي الناصر الحاصل على بكالوريوس هندسة نظم واساليب وماجستير إدارة أعمال من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهو متقاعد من شركة ارامكو السعودية، ولديه خبرات متعددة في مجال تقنية المعلومات، ويرأس مجلس إدارة شركة التهذيب للخدمات التعليمية، وعمل نائب رئيس شركة خليج البركة للتطوير وشارك في وضع الخطة الاستراتيجية للشركة.
بدا الدكتور الكوفي حديثه بالإشارة الى أهمية قياس تأثير التعليم على المتعلمين من خلال مؤشرات محددة كالتي وضعها جوان هاتي من أجل تحسين جودة التعليم عبر التحليل المعروف بالتعليم المرئي، حيث اعتبرت بعض الدول أن جودة التعليم تعني عدم الرسوب من خلال الانتقال التقائي للصفوف الأعلى دون أي اختبارات. وأشار إلى أنه تم وضع أطر تقييم جودة التعليم معتمدا على النظام التعليمي في كل بلد كاختبار القدرات والتحصيلي للطلبة والمدارس، أو معيار قدرة الخريجين على الحصول على وظائف مناسبة، ومعيار الاستمرارية في الوظيفة، كما هو الحال في تجربة اسكوتلندا. وبين أن مملكة البحرين اعتمدت برنامج مهارات القرن الواحد والعشرين والتي تشمل ثمان مهارات هي التواصل والعمل الجماعي، والابداع وحل المشكلات، الريادة والمبادرة، التمكن اللغوي، القيادة وصنع القرار، التفكير الناقد، الثقافة التكنولوجية، والمواطنة المحلية والعالمية.
وأوضح أن سلطنة عمان صنفت مهرات المستقبل إلى مهارات أساسية كالقراءة والكتابة باللغتين العربية والانجليزية والحساب، ومهارات تطبيقية كالإبداع والابتكار والتفكير الناقد وحل المشكلات والتواصل الفعال والعمل الجماعي والقيادة والمبادرة والمرونة والتكيف، ومهارات تقنية كتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعامل مع البيانات والمعلومات والوسائط الإعلامية. كما استعرض برنامج مهارات المستقبل في أسكوتلندا والتي تتركز في مهارات الإدارة الذاتية والذكاء الاجتماعي والابتكار. وتناول في نهاية حديثه موضوع انتقال المهارات واكتسابها بحيث تساهم في تأهيل الطلبة وتمكينهم من التعامل بمهنية لتنمية مهاراتهم ضمن بيئات عمل حقيقية كي تمنحهم فرصة اختيار وظائفهم المستقبلية.
كما عرض الأستاذ جاسم الناصر جوانب من تجربة مدارس التذهيب في تطوير نماذج التعليم، وسبل اجتذاب وتأهيل الطلبة الموهوبين، والاستراتيجيات التي تعتمدها لتطوير مهارات المستقبل للطلاب، مشيرا إلى دور الخطة الاستراتيجية وتعدد المبادرات التربوية والتعليمية والشراكة مع مؤسسة موهبة والتركيز على الاعتمادات الدولية. وأشار إلى الدعم المتواصل من مؤسسة موهبة والجهات التعليمية لبرامج رعاية الموهوبين، ومن ضمنها برنامج موهبة والأولمبياد العلمي، والذكاء الاصطناعي، والروبوت، وغيرها، موضحا أن مدارس التهذيب تبنت 16 مبادرة تعليمية وتربوية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، ويندرج تحت كل مبادرة مجموعة من البرامج لتحقق أهدافها ويقوم فريق عمل متخصص بالتحديث المستمر للبرامج بما يضمن تحقيق المؤشرات المستهدفة.
واستعرض في كلمته نماذج من الإنجازات التي حققها طلبة مدارس التهذيب في حصولهم على جوائز وطنية ودولية في مسابقات علمية متعددة، وحصول المدارس على تصنيفات متقدمة على مستوى المملكة، واعتمادات دولية لطلبتها كي تتاح لهم أن يستكملوا دراستهم في أي مكان في العالم. وأكد في ختام حديثه على أهمية تكامل العناصر المؤثرة في نجاح الطلبة وتمكنهم من مهارات المستقبل وذلك بالتعاون بين الأسرة والمدرسة والبرامج المعتمدة من الوزارة.
وبدأت مداخلات الحضور بمشاركة من الأستاذ عبد المجيد النصير تناول فيها بعض أوجه القصور في نظام التعليم من ناحية ضغط المناهج ونوعيتها وكمية الكتب التي يكلف بها الطالب. وتحدث الدكتور عبد العزيز الحميدي عن أنماط التناقض بين إنجازات الطلبة المعلنة وبين مستواهم الحقيقي حيث أن هناك أسبابا غير مكشوفة لهذا الخلل، مشيرا إلى أهمية التركيز على التخصص الذي يتناسب مع الطالب منذ صغره كي يتقدم وينجح في تحقيقه بدلا من كثرة حالات التعثر الاكاديمي التي يمر بها الكثيرون.
وتساءلت الأستاذة عقيلة الخنيزي عن برامج التعليم الدولي للبنات وأسباب تراجعه عن السابق، وكذلك عن مدى اهتمام المدارس الأهلية بانتداب الطلبة للمسابقات الدولية، مؤكدة على أهمية الاهتمام بمختلف أشكال الفنون والموسيقى والمهارات الإبداعية في برامج الدورات الصيفية. وطرح الأستاذ عبد الرسول الغريافي موضوع الرحلات المعرفية للطلبة والتي تسهم في اكسابهم مهارات حياتية ومعرفة جيدة بالثقافات الأخرى، وتساءل عن مدى جدية التطوير في المدارس الأهلية واحتمالية وجود عقبات بينها وبين النظام التعليمي.
وتحدث الأستاذ محمد الجنبي حول المهارات الحياتية التي تم إقرارها ضمن مناهج التعليم وسبل التعامل الأمثل معها وتحويلها لبرامج حقيقية فاعلة، كما ناقش في مداخلته دور المدارس الأهلية في تنمية ورعاية الموهوبين عبر برامج إبداعية مبتكرة، والتعاطي الفعال مع أولياء الأمور ضمن خطط عمل مشتركة ومحددة. وأكد الأستاذ غسان الشيوخ على دور أولياء الأمور في العناية بأبنائهم والإرشاد للتخصصات المطلوبة مستقبلا مواكبة لسوق العمل، مشيرا إلى أن ذلك يحدث بين سن 6-16، كما أكد على أهمية الرحلات الطلابية الدولية للتدريب التقني المكثف.
وتحدث في اللقاء ضيف الشرف الدكتور سمير البيات الأمين العام للمجلس الاستشاري الدولي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مثنيا على جهود المنتدى في نشر الوعي والتنوع في المواضيع والانفتاح على الجميع، ومشيرا إلى الاهتمام الكبير الذي أولته المملكة للتعليم والذي يحوز على ما يقارب 17% من ميزانية الدولة، مؤكدا أن الإنجازات المتتالية في المسابقات الدولية والتصنيفات العالمية المتقدمة للجامعات السعودية ما هو الا انعكاس لهذا الاهتمام.
لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:
كلمة الفنان عبد اللطيف الكرماني:
كلمة الكاتبة افتخار الجنوبي:
كلمة الطالب عباس آل الشيخ:
كلمة ضيف الشرف الدكتور سمير البيات: