طالب المختص في المعلوماتية الأستاذ علي آل يعقوب بضرورة انشاء مراكز علمية وبحثية متخصصة في مجال المعلوماتية كحواضن لاستيعاب التحولات الواسعة والمتسارعة في هذا المجال على المستوى الوطني، مشيدا بهذه التحولات التي تعتبر نموذجية عالميا. جاء ذلك في المحاضرة التي القاها في منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 17 جمادى الثاني 1444هـ الموافق 10 يناير 2023م والتي كانت تحت عنوان “معالم تطور المعلوماتية في السعودية”، وأدارها الأستاذ عيسى العيد، وحل فيها الدكتور عبد الواحد ال مشيخص كضيف شرف حيث سلم المشاركين والمكرمين في الندوة دروع التقدير وألقى كلمة شمر في ختامها.
وبدأت فعاليات الندوة بعرض فيلم محلي قصير حول تقلص الرقعة الزراعية في المنطقة تحت عنوان “ذاكرة التراب” من انتاج الفنان اثير السادة، وبعد ذلك تحدثت الفنانة في الخط العربي ناهد الحيراني حول تجربتها في المجال الفني واتجاهها للخط العربي حيث تمرست وتدربت وقدمت أعمالا متميزى عرضتها في المنتدى. وتم كذلك تكريم الحرفي في مجال سف سعف النخل الأستاذ منصور آل مدن الذي علم على تدريب كثيرين في مجال الحرف الشعبية وشارك في فعاليات ومهرجانات عديدة، كما وقعت الكاتبة نجاة الشافعي على مجمةعتها القصصية “تحت الإقامة الاختيارية” وتحدثت حول مسيرتها في الكتابة الأدبية منذ صغرها ودعم عائلتها.
قدم مدير الندوة الأستاذ عيسى العيد اللقاء بالحديث حول أهم التطورات التقنية في مجال المعلوماتية في المملكة، والنتائح التي يلمسها الجميع من خلال توفر الخدمات الالكترونية المتميزة وانتشار التطبيقات الذكية التي سهلت على المواطنين استخدام التقنية وساهمت كثيرا في تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والتجارية وغيرها. وعرف بالمحاضر الأستاذ علي آل يعقوب بأنه حاصل على بكالوريوس علوم الحاسب الآلي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وانهى درجة الماجستير في علوم الحاسب الآلي من جامعة كليفورنيا الحكومية في شيكو بالولايات المتحدة الأمريكية، وتقلد عدة مناصب في معهد الادارة العامة بالرياض من بينها مدير عام برامج الحاسب الآلي التدريبية ومدير عام مركز الحاسب الآلي، كما عمل في عدة مواقع في مجموعة سامبا المصرفية كان ابرزها مدير عام الجودة والاجراءات واختبار البرمجيات، وأعد خمس دراسات استشارية في معهد الإدارة العامة (منفردا او مع آخرين)، وهو مؤلف كتاب “معالم في تاريخ المعلوماتية في المملكة العربية السعودية”.
بدأ الأستاذ آل يعقوب حديثه بالإشارة لكتابه الذي صدر مؤخرا حول المعلوماتية، متناولا أهدافه في رسم صورة لبدايات المعلوماتية في المملكة، واضافة مادة علمية في مجال المعلوماتية باللغة العربية، وخدمة اللغة العربية في مجال تقنية المعلومات، وفتح مجال جديدة في اللغة العربية هو تاريخ المعلوماتية، والتعريف بالعاملين الرواد في مجال تقنية المعلومات في المملكة. وانتقل بعد ذلك لالقاء لمحة تاريخية عن تطور الحاسبات الآلية من أجهزة تبويب البيانات إلى ظهور الحواسب الشخصية في سبعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن أول أجهزة تبويب بيانات أحضرتها ارامكو كان في عام 1947 من البحرين، وأن أول حاسب رقمي احضرته ارامكو في بداية الخمسينات الميلادية، وأول جهة حكومية استخدمت الحاسب الآلي هي وزارة المالية عام 1962م.
وفي حديثه حول تجربة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أوضح الأستاذ علي آل يعقوب أن الجامعة بدأت في استخدام الحاسب الآلي عام 1964م، وتم أنشاء اول مركز حاسب آلي عام 1966م وتركيب جهاز IBM 1130، وبدأ التخطيط لاستخدام الحاسبات الشخصية عام 1980م، كما بدأ استخدام الحاسبات العنقودية أواخرعام 2008م. وبين أيضا أن بداية تخصص علوم الحاسب الآلي كان في خريف 1979م ليكون الأول في المملكة، وتأسست كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي في سبتمبر 1986م، موضحا أن الجامعة أسست مركز الخدمات الخارجية الذي قدم خدمات الحاسب لجهات اخرى كمعالجة اللبيانات وإعداد الأنظمة والتدريب، كما نظمت المؤتمر الوطني الأول للحاسب الآلي في نوفمبر 1974م.
وعدد أنواع الحاسبات الآلية التي تستخدمها شركة ارامكو السعودية والمشاريع الرائدة التي أقامتها مستخدمة فيها أفضل التقنيات والتي من بينها الحاسبات المركزية، والسوبركمبيوترات، والحاسبات الشخصية، والحاسبات كثيفة التوازي، والحاسبات العنقودية، ومنظومات الحوسبة، والأجهزة الخاصة بنظام SCADA. وأوضح آل يعقوب أن من أبرز المشاريع الرائدة التي عملت عليها شركة ارامكو السعودية هي مشروع انشاء مركز التنقيب وهندسة البترول (EXPEC)، ومشروع تحويل الأنظمة الإدارية الى نظام (SAP)، ومشروع نظام محاكاة مكامن الزيت والغاز (POWERS)، والتمثيل التصويري والتمثيل التصويري عن بعد (ٌRemote Visualization).
وانتقل بعد ذلك للحديث عن تجربة معهد الإدارة العامة في مجال تقنيات المعلومات موضحا أن المعهد بدأ التدريب على الحاسب الآلي منذ عام 1973م بواسطة مدربين متعاونين، واستضاف المؤتمر والمعرض الوطني الثاني للحاسب الآلي عام 1975م، وابتعث أول موظف للحصول على بكالوريوس الحاسب الآلي عام 1975م، ووضع أول خطة خمسية في مجال الحاسب الآلي عام 1980م، وأصدر أول كتابين في مجال الحاسب الآلي في عام 1982م. وأضاف أن المعهد أنشأ مركز الحاسب الآلي أواخرعام 1979م، واستخدم عدة أنواع من أجهزة الحاسب الآلي، ثم قام بتطوير وصيانة تطبيقات المعهد داخليا ومن أهمها نظام الوثائق الحكومية ونظام المكتبات، كما تم تدشين موقع المعهد على الانترنت عام 1997م وتشغيل بعض التطبيقات.
وأخيرا تحدث المحاضر عن تطور الحاسب الآلي في البنك السعودي الأمريكي الذي استخدم حزمة برامج بنكية للحسابات الجارية والحساب العام، ثم تحول في عام 1979م الى حزمة برامج بنكية من NCR للحساب الإئتماني والحساب العام، موضحا أن البنك استخدم الحاسبات الشخصية منذ عام 1977م لتشفير وفك تشفير خطابات التلكس. وأضاف آل يعقوب أن البنك ولغرض استمرارية العمل والخدمات أطلق خطط للطوارئ التي جرى تطويرها بشكل حذري عام 2003م وتشكيل لجنة التخطيط للطوارئ وفريق لإدارة الكوارث ومركز تحكم لإدارة حالات الطواريء وإعداد وثيقة سياسة إدارة استمرارية العمل، وتشغيل موقع الكتروني داخلي خاص بالمحتوى المعلوماتي للطواريء.
بدأت مداخلات الحضور بتساؤل من الأستاذ عبد الرسول الغريافي حول الفروقات بين الحاسبات الآلية الشخصية والأنظمة الكبيرة للشركات من ناحية الأداء والكفاءة، وطرح الأستاذ عبد المجيد القصير مشكلة الاحتيال والاختراق في أنظمة الحاسب الآلي، وكذلك مدى مواكبة مناهج التعليم للتطورات التقنية. وتناولت الأستاذة غدير جواد موضوع قدرات المبرمحين المحليين وصانعي التطبيقات على مواكبة الاحتياجات القائمة وخاصة في المجالات الصحية، وتساءل الأستاذ علي آل شطي حول الكايبل البحرية للانترنت واجراءات حمايتها عن الانقطاع وتطل الشبكة عالميا.
ونوه الدكتور علي القضيب الى التحديات التي تهدد شبكات الانترنت كانقطاع الكهرباء والنبضة الكهرومغناطيسية او خلل الآي كلاود وما أشبه، وطالب الأستاذ فوزي الدهان بضرورة التنسيق والتعاون بين مراكز المعلومات في مختلف المؤسسات التقنية، كما طرح الأستاذ حسن اليوسف الحلول التي تقدمها الأقمار الصناعية كبديل عن الكيابل البحرية. وأكد الأستاذ عبد الله العوامي على أهمية تناول تجارب المبادرات الحكومية المتقدمة كوزارة الداخلية والعدل وكذلك بقية الشركات الكبرى، مشيرا لضرورة مقارنة وضع التقنية في المملكة بغيرها من الدول، وكذلك تحويل مادة التقنيات الة منهج تعليمي. واستعرض الأستاذ علوي الخباز ذكرياته مع أجهزة الكمبيوتر خلال زيارتهم لجامعة البترول، كما استفسر الأستاذ علي الرضي حول كثرة التطبيقات المنتجة محليا ومدى جودتها ومنافستها.
وفي نهاية الندوة، تحدث ضيف الشرف الدكتور عبد الواحد ال مشيخص معربا عن شكره للمنتدى ومسيرته المتواصلة في دعم وتنشيط الحراك الثقافي، ومستعرضا انعكاسات دخول التقنية في المجال الطبي ودورها الايجابي على تحسين الخدمات المقدمة للمرضى.
لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:
كلمة الفنانة ناهد الحيراني:
كلمة الكاتبة الأستاذة نجاة الشافعي:
كلمة المكرم الأستاذ منصور آل مدن:
كلمة ضيف الشرف الدكتور عبد الواحد آل مشيخص: