تحت عنوان “التعليم الجامعي وفرص الابتعاث” وتزامنا مع اطلاق استراتيجية برنامج خادم الحرمين للابتعاث، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 12 شعبان 1443هـ الموافق 15 مارس 2022م ندوة حوارية شارك فيها كل من الدكتور علي الحوري والدكتور مهدي ابو احمد للحديث حول عدة محاور من بينها أهمية الاستفادة من فرص الابتعاث، والإعداد والتأهيل للدراسة الجامعية، اختيار التخصصات الجامعية المناسبة وأسس التميز في الدراسة الجامعية. وأدار الندوة عضو إدارة المنتدى الاستاذ امين الصفار، كما حل الاستاذ خالد الخالدي رئيس ديوانية التراث وشعراء النبط بالمنطقة الشرقية كضيف شرف في الندوة.
وشملت فعاليات الندوة معرضا فنيا للتشكيلية حنان الدمستاني التي تحدثت عن مسيرتها الفنية وأقامت معرضا لأعمالها التشكيلية في المنتدى، كما تم تكريم الأستاذ هاشم الهاشم لتميزه في مجال التعليم وحصوله على عدة جوائز تقديرية من جهات تعليمية وإدارية متعددة، وتحدث عن أسس التميز في التعليم، ووقع الاستاذ حسين المقرن ديوانه “ضجيج الهوى” في نهاية الندوة بعد أن ألقى كلمة شملت تعريفا بالديوان ومقاطع من شعره. وسلم دروع التكريم ضيف الشرف الأستاذ خالد الخالدي الذي تحدث في كلمته عن الثراء الثقافي الذي يقدمه المنتدى للمجتمع خاصة مع انتظام برامجه واستمراريتها طوال العقدين الماضيين.
افتتح مدير الندوة الأستاذ أمين الصفار اللقاء بمقدمة عن أهمية الابتعاث ودوره في التبادل الثقافي وتعزيز المعرفة ونشر العلم منوها بضرورة التميز في الدراسة الجامعية، ومقدما ضيفي الندوة ومعرفا بهما، فالدكتور علي الحوري حاصل على الدكتوراه في اللغويات التطبيقية من جامعة نوتنجام البريطانية وحاصل على الماجستير في التحليل الإحصائي من جامعة إسكس، صدرت له خمسة كتب تخصصية وحدود ثلاثون بحثا في مجلات علمية محكّمة، كما شارك بأوراق علمية في ما يقارب أربعين مؤتمرا علميا حول العالم وحصل على عدة جوائز دولية، وهو عضو في هيئة تحرير عدة مجلات علمية، ومجلس إدارة الجمعية السعودية لتعليم اللغة الإنجليزية بجامعة الملك عبد العزيز، ومجلس إدارة الجمعية السعودية للسانيات بجامعة الملك سعود. أما الدكتور مهدي ابن أحمد فهو حاصل على دكتوراه في اللغة الإنجليزية واللغويات التطبيقية من جامعة انديانا بنسلفانيا بأمريكا، وماجستير الآداب في اللغة الإنجليزية والتواصل المهني والثقافي من جامعة فالبريسو بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو عضو ومحكم علمي في الجمعية العالمية لتدريس اللغة الإنجليزية والجمعية البريطانية لتدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في مجال اللغة والثقافة واللغة الإنجليزية المهنية والأكاديمية، كما أنه مستشار لمقياس بيركمان للتطوير المهني والتوجيه الأكاديمي ومراجع معتمد في الجودة والاعتماد من الهيئة الأمريكية لاعتماد برامج اللغة الإنجليزية.
تحدث الدكتور مهدي ابن احمد بداية عن مسيرة الابتعاث الجامعي للخارج طوال العقود الماضية وانعكاساتها على المجتمع السعودي، مشيرا إلى تميز النموذج الحالي للابتعاث المستند على استراتيجية علمية واضحة، وهي استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث التي أطلقت مؤخرا والتي تستند على ثلاث ركائز هي التركيز على التوعية والاعداد للمبتعثين وتسليط الضوء على أهمية تأهيل المبتعثين للبدء بالتخطيط المبكر لرحلتهم العلمية في الجامعات الدولية، وتطوير مسارات وبرامج الابتعاث من أجل تعزيز التنافسية محليا ودوليا وتحديد المسارات التي يتطلبها سوق العمل المحلي والعالمي، والمتابعة والرعاية اللاحقة للمبتعثين من خلال الارشاد وتطوير الخدمات المقدمة لهم.
وتناول في حديثه ابعاد استراتيجية الابتعاث الحالية موضحا أنها تقوم على أربعة مسارات هي: الرواد وهو ابتعاث الطالب إلى أفضل 30 مؤسسة تعليمية حسب تصنيف الجامعات المعتمد عالميا، والبحث والتطوير ويعني ابتعاث طالب الدراسات العليا إلى أفضل المعاهد والجامعات، وإمداد وهو الابتعاث إلى أفضل 200 جامعة في تخصصات محددة تلبية لاحتياجات سوق العمل ويجري تحديثها بشكل دوري، وواعد وهو ابتعاث الطلاب في القطاعات والمجالات الواعدة حسب المتطلبات الوطنية للمشاريع الكبرى والقطاعات الواعدة. واضاف أن استراتيجية الابتعاث تهدف إلى تنمية القدرات البشرية من خلال تعزيز القيم والسلوكيات كالاتقان والمثابرة والوسطية والتسامح، وكذلك توفير المهارات الأساسية ومن بينها القراءة والكتابة والمهارات الرقمية، وتنمية مهارات المستقبل كالمهارات الاجتماعية والعاطفية، مضيفا أنها أهميتها تنبع أيضا من ضرورة ايجاد قاعدة صلبة وكوادر وطنية مؤهلة عبر إعداد مواطن منافس عالميا، وأوضح أن برنامج الابتعاث هو عمل تكاملي بين أربع وزارات.
وأوضح الدكتور علي الحوري في كلمته أهمية الاستفادة من فرص الابتعاث لكونها تجربة حياة وفرصة لاكتشاف الذات وتعزيز التواصل الثقافي والتخطيط للمستقبل وتعلم فن الحوار والنقاش وتعزيز الذهنية المنفتحة والايجابية. وأشار إلى أن من مجالات الإعداد والتأهيل للدراسة الجامعية تطوير اللغة الانجليزية والاعداد للسنة التحضيرية والكتابة األكاديمية، و الحضور والتفاعل مع معارض الدراسة بالخارج والاستفادة من برامج التاهيل التي تقدمها المؤسسات المحلية. كما تناول في حديثه نماذج اختيار التخصصات الجامعية المناسبة عبر معرفة الرغبة الداخلية في التخصص ومناسبة التخصص لسوق العمل وصمود هذا التخصص مستقبلا، موضحا مجموعة من الخطوات العملية التي تساعد المبتعث على اختيار التخصص المناسب.
انتقل الدكتور النحوي بعد ذلك للحديث حول أسس التميز في الدراسة الجامعية من خلال التركيز والاتقان والاعتماد على النفس وتجاوز الصدمة الثقافية، مشددا على أهمية صناعة قيمة للتخصص الذي يدرسه المبتعث، والاستفادة من قوة الشخصية كي تضيف قوة للوظيفة، واعتبار التخصص الجامعي تجربة مميزة وايجابية، وجعل هذا الاختيار بداية رحلة في المسار المهني، والاستناد على المهارات الناعمة كمفتاح للتقدم، ومواصلة المثابرة والصبر كشروط للنجاح، وجعل هدف رفعة ونهضة الوطن واضحا ويشكل دافعا للتقدم والنجاح.
وبعد هذا العرض الشامل لبرنامج الابتعاث ومجالات التميز فيه، بدأت مداخلات وأسئلة الحضور، فتساءل الدكتور عبد العزيز الشمري عن الرغبه في اختيار التخصصات ومن هي الجهة التي تحددها هل هو الطالب أم ولي أمره أو جهة الابتعاث، مطالبا وزارة التعليم وبالتعاون مع القطاع الخاص او الخدمة المدنية بتثقيف الناس حول التخصصات الحديثة والمهمة والتي لها حاجه في الدولة. وطرح الشيخ حسين رمضان ال قريش بعض اشكالات الابتعاث القائمة وخاصة من ناحية علاقة الطالب ببرامج الابتعاث حيث أن المؤسسات المسؤولة عن برامج الابتعاث لاتوضح للطلاب البرامج التفصيلية او أنها ليست على اطلاع ومعرفه ببعض المعلومات المهمة بخصوص الابتعاث في دول مختلفة.
وتساءلت الأستاذة غدير الضامن حول امكانية بدء دراسة مرحلة البكالريوس في داخل المملكة ثم اكمال الدراسة العليا بنفس التخصص خارج المملكه ضمن برنامج الابتعاث، أما الأستاذ محمد الغنام فتساءل عن اشتراطات العمر وسنة التخرج للقبول في برنامج الابتعاث الجديد. وطرحت الاستاذة هدى البقشي في مداخلتها مشكلة الوظيفة بعد انهاء الابتعاث قائلة أن هناك عدد كبير من الخريجين انهوا الابتعاث ولهم سنوات وهم يبحثون عن الوظيفة، متسائلة عما إذا كانت هذه القضية مأخوذة بعين الاعتبار في برنامج الابتعاث الحالي. وعلق الأستاذ عقيل الشخص بأن بعض الطلاب المبتعثين في الخارج يختارون جامعات ضعيفة وتكون معدلاتهم ضعيفة أيضا، كما أنهم لا يكونوا مؤهلين للمقابلات الشخصية وهذه هي اسباب عدم الحصول على وظيفه بعد انهاء الدراسه او الابتعاث.
وفي نهاية الندوة ألقى ضيف الشرف الأستاذ خالد الخالدي كلمة أشاد فيها بدور منتدى الثلاثاء الثقافي على الصعيد الوطني ثقافيا واجتماعيا وكونه متميز في الاستضافات المتنوعة وفي الاستمرارية التي لم تتوقف حتو إبان فترة الجائحة، شاكرا جميع القائمين على المنتدى وأنشطته.
لمشاهدة المحاضرة على اليوتيوب:
الفنانة حنان الدمستاني – “المعرض الفني”:
كلمة الأستاذ هاشم الهاشم – “تكريم شخصيات”:
كلمة الأستاذ حسين المقرن – “ضجيج الهوى”:
كلمة ضيف شرف الأمسية | الأستاذ خالد الخالدي: