منتدى الثلاثاء الثقافي: رسائل للخارج

296

الدكتورة باسمة قضماني

تعرفت على منتدى الثلاثاء منذ ما يقارب العشر سنوات، ومنذ ذلك الوقت بت أتابع أنشطته عن بعد، إذ لم يتسن لي أن أحضر أنشطته فيزيائياً بسبب إقامتي في أوروبا. رغم ذلك أتابع بانتظام أخبار المنتدى على موقعه الالكتروني، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي التي يعلن من خلالها عن كل ندوة ونشاط بصور المشاركين والمشاركات.

جميعنا يتلقى كم هائل من الأخبار والرسائل والاعلانات ترسلها منتديات ومراكز دراسات عبر العالم من عربية وغير عربية، إلا أن رسائل المنتدى تتميّز عن غيرها وذلك لعدة أسباب.

أولها: أن المنتدى يعرّف بنخبة ثقافية سعودية متميّزة لم يسبق لمن يقيم خارج المملكة أن تعرّف عليها بتنوّعها ومستواها الراقي، إذ تشارك دائماً في برامج المنتدى شخصيات رسمية بارزة وخبراء في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية والصحية والفكرية والحقوقية تعالج القضايا المطروحة بالاستناد الى معلومات موثوقة تعبّر عن إلمام المتحدث أو المتحدثة بالموضوع.

ثانياً: يقوم المنتدى بدور استثنائي في التعريف بسيدات سعوديات من مختلف الأجيال ذوات معرفة ومواهب مميّزة، وهنّ الوجه المغيّب دائماً للمجتمعات العربية رغم معرفة الجميع بأهمية دورهنّ، ليس كأمهات وزوجات فحسب وإنما كمهنيات يحملن في أحيان كثيرة مسؤوليات كبيرة في مختلف المجالات، فمنهن الطبيبات والصحفيات والأكاديميات والكاتبات والفنانات اللواتي يعملن بصمت. هنا يقوم المنتدى بمهمة اجتماعية وحتى حضارية فريدة من نوعها في توفير منصة تعرّف بدورهنّ بشكل راق ينصف النساء السعوديات ويبعث الأمل عند الشابات الصاعدات.

ثالثاً: لقد عوّدنا المنتدى على نوعية من الحوار الحر والهادئ بين مفكرين وفاعلين في المجتمع السعودي، قلّة ما نراه في منطقتنا وهذا هو الحوار المطلوب لمعالجة قضايانا والتحديات الكبرى التي تواجه مجتمعاتنا. إنه حوار سعودي المنبت يطرح الأمور كما يعيشها المواطن ويقدّم أجوبة على تساؤلاته تتناسق مع واقعه.

أما عن الأنشطة الفنية، فإن المعارض والأفلام التي يقوم المنتدى بعرضها كان بالنسبة لي فرصة استثنائية لاكتشاف حياة فنيّة سعودية غنيّة لم يسبق أن تعرفت عليها في الماضي، نرى فيها وجوها جديدة من الشبان والشابات أصحاب المواهب، والذين فتح المنتدى لهم مساحة للتعريف بإبداعهم.

طبعاً يبقى يوم الثلاثاء هو اليوم الحافل بالنشاطات، إذ يتم دائماً في هذا اليوم من الأسبوع تنظيم محاضرة، ومعرض فني، وعرض فيلم قصير، والتعريف او التكريم لشخصية أو مبادرة، وكذلك عرض وتوقيع كتاب.

ما يميّز المنتدى حقيقة، هو أنه بات يشكل مساحة آمنة تتفاعل فيه جميع توجهات المجتمع وتجعل منه معقل الرسالة الحضارية للمملكة حول التعايش المجتمعي والسلم الاهلي والتسامح الديني وتجديد هذا الفكر والتعددية والتنوع وحقوق الانسان.

لا شك أن فريق المنتدى بأكمله يستحق الشكر والتقدير على أدائه المتميّز دائماً، إلا أنني أود أن أنوّه هنا إلى الدور الخاص للأستاذ جعفر الشايب في جعل أنشطة المنتدى موضع اهتمام مثقفين عرب وأجانب يتقنون العربية.

لقد بات من المعروف إن النوعية التي تتميّز بها أعمال المنتدى لم تكن بهذا المستوى لولا القيم الشخصية السامية للأستاذ جعفر الشايب والتي تظهر في كل نشاط ونقاش للمنتدى، فقد جعل الأستاذ جعفر من المنتدى منارة ليس في منطقة القطيف فحسب، بل في المنطقة العربية ككل، ويتم الاعتراف بهذا الدور الاستثنائي على الصعيد الدولي من خلال جوائز التكريم التي نالها، وكلي ثقة أنها ستتكاثر في السنوات القادمة.

كل التقدير والامتنان للمنتدى، ولفريق العمل فيه على الدور الرائد الذي يقوم به، ونأمل أن يستمر ويزدهر لعقود قادمة.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد