ضمن برنامجه السنوي للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي الخبير في مجال حقوق الانسان واستاذ القانون الدولي الدكتور عبد الحسين شعبان متحدثا حول “الحاجة الى التسامح: ثقافة التواصل وثقافة المقاطعة” وذلك مساء الثلاثاء ٢٣-٤-١٤٤٢ (٨-١٢-٢٠٢٠) وشمل الحفل تكريم الشخصية الحقوقية لعام ٢٠٢٠ الدكتورة سميرة الغامدي رئيس مجلس ادارة جمعية حماية الاسرة الاهلية لجهودها في مجال حماية الاسرة من العنف.
وقال المشرف على المنتدى الاستاذ جعفر الشايب في كلمته ان المنتدى اولى موضوع التوعية في مجال حقوق الانسان اهتماما بارزا من خلال الندوات واستضافة الخبراء والمختصين، والاحتفاء بالمناسبات الحقوقية، وتكريم العاملين في هذا المجال. واضاف اننا نتطلع الى ان يسهم المنتدى في تعزيز الوعي الحقوقي ونشر الثقافة الحقوقية في المجتمع تماشيا مع خطط الدولة الاستراتيجية في هذا المجال وعبر التعاون مع المؤسسات الحقوقية في المملكة.
وشكرت الدكتورة سميرة الغامدي المنتدى على هذا التكريم قائلة أنه يتواكب مع تطورات مهمة تشهدها المملكة في مجال طرح انظمة واليات متقدمة لحماية الاسرة من العنف والانتهاك.
وجاء في محاضرة الدكتور عبد الحسين شعبان ان التسامح قد يكون نتيجة رغبة ايجابية في الاعتراف بالاخر والبحث عن المشتركات او تعبير عن القدرة على التحمل عبر احترام حقوق الاخرين اضطرارا كواجب سياسي وقانوني. واشار الى ان البعض يجادل في ان مفردة التسامح لم ترد في القران الكريم، لكن مرادفاتها في مضامين التسامح واحترام الاخر المختلف وتاكيد حريته وردت بصور عديدة .
وقال انه ينبغي نشر ثقافة التسامح واصلاح المجال الديني لتقبل التسامح وتنزيه فكرة التسامح عما يلحق بها من اطروحات تنتقص من القيمة الاخلاقية العالية للتسامح، موضحا انه من الضروري انعاش الذاكرة الجمعية بقيم وصور التسامح في تراثنا واعادة قراءتها كحلف الفضول وصحيفة المدينة وصلح الحديبية والعهدة العمرية وغيرها.
واكد الدكتور شعبان على ان فكرة التسامح راهنية وضرورية حيث اننا نعيش حالة عميقة من التعصب ينتج عنها تطرفا وعنفا تنفيذيا، والتسامح يعني الاحترام والقبول بالتنوع الثري بثقافات عالمنا، مشيرا الى ان التسامح يتعزز بالتواصل والانفتاح على الاخر واتخاذ موقف ايجابي لاقرار حقوقه، واصبح واجبا قانونبا وهو يعزز قيم السلام محل الحرب والنزاع. وبين ان المفهوم الحضاري للتسامح يقوم على اعتبار انه قيمة اخلاقية وانسانية، وهناك اتجاهات رافضة له بسبب التعصب والانغلاق والانتقائية او الشعور بالتغريب.
وتناول شعبان الروافع الاساسية للتسامح وهي تشريعية وتربوية وثقافية ومدنية واعلامية ودينية تنويرية، مؤكدا على اننا نحتاج اساسا لحاكمية القانون وسيادته. كما اوضح انه من المهم قراءة النص الديني قراءة انسانية فالدين جاء لكل الناس وهدفه احياء الانسان وضمان كرامته كي يتحمل مسئولية اعمار الارض. وختم حديثه قائلا ان التسامح ليس دعوة اخلاقية فقط بل يتطلب ترجمته الى فعل وهو نضال طويل الامد ويستقيم بالمساواة والمشاركة.