ضمن أنشطته الثقافية وتكريمه لرواد الثقافة والعلم، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي حفلاً تكريمياً للأديب والشاعر عدنان العوامي بمناسبة صدور تحقيقه لديوان أبي البحر الخطي وذلك مساء الثلاثاء 25 ذي القعدة 1426هـ الموافق 27 ديسمبر 2005م. ومن المعروف أن الشاعر العوامي يعد من الباحثين والأدباء المتميزين في محافظة القطيف، فقد بدأ حياته الأدبية في كتابة المقالة والقصة والمسرحية ثم تحول عنها للشعر، ونشر إنتاجه في الصحف السعودية والعربية منذ عام 1383هـ، وله مشاركات في مختلف الندوات الأدبية في المملكة وهو عضو في هيئة تحرير مجلة الواحة التي تعنى بتراث وتاريخ وأدب المنطقة. وقد افتتح الحفل الإعلامي ميرزا الخويلدي الذي عرف بالضيف، وقدم عرضاً مختصراً عن شخصية أبي البحر الخطي وعن ديوانه، مشيراً الى أنه ينتمي الى قبيلة عبد القيس ذات الشهرة العريضة في الجزيرة العربية وألجأته ظروف الاضطرابات التي عاشتها المنطقة في تلك الفترة الى النزوح الى البحرين عام 999هـ ثم إلى شيراز حيث توفي فيها 1028هـ. كما تحدث عن الظروف السياسية التي عاشها الخطي إبان ثورة أهالي القطيف والأحساء على الأتراك والصراع القائم بين البرتغاليين والأتراك حينها. ثم ألقى بعد ذلك الكاتب وعضو اللجنة المنظمة للمنتدى ذاكر آل حبيل كلمة المنتدى، فرحب بالشاعر العوامي وأشاد بجهده الكبير ومثابرته في بحثه القيم بإصدار هذا الديوان، مؤكداً على أهمية دراسة أدب المنطقة وتراثها وتحليل الظروف الاجتماعية والسياسية التي عاشتها مشيراً إلى أن المنتدى يعمل من خلال أنشطته على إبراز الكفاءات والطاقات وتكريمها والاحتفاء بها بصورة مستمرة من أجل تقدير دورها المهم في المجتمع. ثم ألقى المحتفى به الشاعر العوامي كلمة شكر فيها القائمين على المنتدى متحدثاً حول الظروف التي عايشها الخطي في القرن العاشر الهجري وخاصة الصراعات الداخلية والخارجية والاضطرابات السياسية التي ألجأته الى الخروج من المنطقة. كما استعرض دور الشيخ الخطي العلمي وحصوله على إجازات علمية من كبار المراجع الدينيين وتفاعله مع الأجواء الثقافية في المنطقة وفي البحرين تحديداً حيث شارك في الساحة الأدبية هناك. كما تحدث الشاعر العوامي حول الحقبة التاريخية التي عاش فيها الشاعر أبو البحر الخطي، والجانب الثقافي من تاريخ المنطقة وخاصة الوضعين الأمني والاقتصادي، اللذين أثريا الحياة الشعرية لأبي البحر الخطي، وركز على حلقات أهملها الباحثون لسيرة الشاعر، كالفترة التي حكم فيها الأشراف الحسنيون آل ابي نمي، والسلطان خدابندا المغولي، وولده أبو سعيد، وكذلك تصحيح الأخطاء التاريخية، قائلاً :إن سعيه هذا يندرج في الرغبة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء اندثار معالم الحياة الثقافية وضياع آثارها. كذلك قام العوامي بإلقاء الضوء على الحركة الأدبية في موطن الشاعر أبي البحر عارضاً بصورة موجزة مسيرة الأدب في عصر ابن المقرب العيوني حتى عصر الخطي. أما مصادر التحقيق، فتحدث عنها العوامي حيث توزعت بين المخطوطات، من ضمنها مخطوطة كتبها رضوان المقابي القطيفي سنة 1900م ومخطوطة أخرى محفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، ونسخة أخرى من مخطوطة محفوظة بمكتبة المرعشي النجفي في قم الإيرانية كتبت عام 1242هـ، وكذلك مجموع شعري مخطوط للشيخ لطف الله البحراني. واشتمل التحقيق على مجموعة دراسات بينها: مدخل إلى عصر أبي البحر الخطي، دراسة عن الحروب الداخلية في البلدان الإسلامية وساهمت في تكوين الدويلات في العصر العباسي وموقع المنطقة الخليجية منها، وصولا لدراسة الغزو البرتغالي للخليج ثم وصول العثمانيين للقطيف. وأفرد دراسات مستقلة عن سيرة الشاعر الخطي والوضع الأمني في حياته، ونشأته وأحواله، وحياته العلمية والأدبية ورحلاته ثم نشاطه السياسي حتى وفاته. كما درس شعره من حيث أغراضه ومعانيه وأصالته وظرفه وخمرياته وغزله وحنينه للوطن الى ان يفرد دراسة في عيوبه الشعرية. ثم ألقى رئيس تحرير مجلة الواحة محمد النمر كلمة أكد فيها على أهمية صدور تحقيق الديوان باعتباره توثيقاً مهماً لمرحلة تاريخية مفصلية في المنطقة. ذاكراَ الجهود الكبيرة التي بذلها الشاعر العوامي في عمله الدؤوب لإعداد هذا الإصدار القيم. ثم قدم راعي المنتدى جعفر الشايب درعاً تذكارية للشاعر العوامي معرباً عن اعتزازه بصدور هذا المؤلف المهم ومثنياً على جهود المحقق المحتفى به وداعياً الى العمل على تكريم ذوي الكفاءات والطاقات في المجتمع. وفتح المجال بعد ذلك للحضور الذين شاركوا بتعليقاتهم ومداخلاتهم التي شملت الحديث عن تعريف المنطقة وشخصية الشيخ الخطي وضرورة توفير المصادر التاريخية عن المنطقة وفكرة إقامة احتفال تكريمي حاشد للأديب العوامي. وتخلل الحفل قراءة مختارة لبعض قصائد الخطي من ديوانه المذكور ألقاها الشاعر محمد الماجد، حيث شملت مختلف فنون الشعر مما أضفى على الحفل جواً أدبياً وشاعرياً.
السبت, 23 نوفمبر, 2024
أخر الفعاليات
- ناقشها منتدى الثلاثاء الثقافي بـ #القطيف ” قراءة في نظام الاحوال الشخصية “
- الكاتب الحميدي يصدر كتابًا جديدًا يدعو إلى العودة للأصول والثوابت
- مختصون: نظام الأحوال الشخصية «نقلة نوعية» للمنظومة القانونية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- ثقافي / “قراءة في نظام الأحوال الشخصية”: ندوة ثقافية بمنتدى الثلاثاء الثقافي
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
قد يعجبك أيضاً