أكد الدكتور موفق العيثان استشاري علم النفس العيادي والعلاج النفسي على ضرورة ادماج البعد النفسي في معالجة الكوارث والأزمات باعتباره مكملا للبعد الطبي كما هو الحال في جائحة كورونا التي تعصف بالعالم في هذه المرحلة. جاء ذلك في الندوة الحوارية التي نظمها مساء أمس منتدى الثلاثاء الثقافي ضمن برامج البث المباشر في موسمه الحالي، وأدارها الأخصائي النفسي فيصل العجيان.
وقال الدكتور العيثان أنه انطلاقا من المعلومات القليلة المتوفرة حول الفيروس وسرعة انتشاره وعدم توفر علاج ناجع لحد الان، فإنه لا يوجد أمامنا سوى اتباع وسائل الوقاية وتغيير السلوك تبعا لذلك وهو أمر له علاقة بعلم النفس، مشيرا إلى الغالبية العظمى من الناس تتكيف مع الحالات الجديدة، إلا أن البعض ينتج لديهم ذعر واضطراب نفسي وخاصة ممن مروا بتجارب شبيهة سابقة. وأوضح أن الجانب الديني ينبغي أن يوظف بطريقة إيجابية داعمة وألا يكون مهربا لإعادة تفسير ما يحدث بعيدا عن التفسيرات العلمية، لئلا يتحول الحماس الديني سببا لمخالفة التعليمات.
وشدد في حديثه على ضرورة الموازنة بين دقة المعلومة واتباع وسائل الحماية، والسعي لتقليل حالة التوتر عبر برامج الاسترخاء وتنظيم الوقت وانجاز بعض الأعمال وتقليص وقت متابعة الأخبار. وأوضح أن الغالبية العظمى من المجتمع عادة ما يكونون ملتزمين بالتعليمات الا ان هناك فئة تكون استجابتها مرتفعة وتتسم بالقلق والتوتر وفئة أخرى ذات استجابة منخفضة لشعورهم بالتحكم وأنهم أقوى من مصدر التحدي وهو الفيروس في هذه الحالة.
وختم حديثه بتفديم توصيات للتعاطي مع الأطفال وكبار السن والفئات التي قد تحتاج لرعاية نفسية كالممارسين الصحيين والأشخاص الذين تعافوا من المرض أو تم حجزهم بسبب المخالطة، كما أكد على ضرورة مخاطبة الفئات التي تعيش بيننا ولا تعرف اللغة العربية والإنجليزية بلغة تفهمها وتوصل لها المعلومة الصحيحة حول هذا الفيروس وسبل الوقاية منه.