جهينة الإخبارية نداء ال سيف – تصوير: أحمد الصرنوخ – القطيف 9 / 1 / 2019م – 2:05 م
طالب الدكتور حسن مدن حكومات الدول بالإنفاق على الثقافة بوصفها استثماراً في المستقبل، أسوة بانفافها على التعليم، مشددا على الحاجة الماسة إلى بنية أساسية قوية للثقافة.
وقال في الأمسية التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي بعنوان «الثقافة في الخليج العربي من العزلة إلى الانفتاح» كما أن الدولة ملزمة بتأمين التعليم لأبنائها بتشييد المدارس والكليات والمعاهد والجامعات والمختبرات، فإنها مطالبة بأن تؤمن لهؤلاء الأبناء الخدمات الثقافية عبر تشييد البنية التحتية للعمل الثقافي من متاحف ومراكز ثقافية وصالات للعروض المسرحية وقاعات للعروض التشكيلية ومراسم وقاعات للتدريب المسرحي والموسيقي وسواها.
وشبه في الأمسية التي شهدت حضور نخبوي كبير من مثقفي المنطقة وكتابها، الثقافة بالصناعة الثقيلة التي تحتاج إلى بنية أساسية قوية، مشددا على الحاجة الماسة لدراسة التاريخ الثقافي وتسليط الضوء على رموزه ومعالمه.
ومضى يقول في الأمسية التي أدارها عضو المنتدى زكي البحارنة أن مثل هذه الدراسة تحتاج إلى تيسيرها وذلك بتأصيل منهج البحث نفسه، معللا بأن الكثير من الكتابات في هذا المجال ما زالت تفتقد المنهجية وتميل إلى الانطباعية وأحيانا الجمع العشوائي.
وطالب بشدة بصياغة مقررات التاريخ في المناهج الدراسية بروح أخرى وبرؤية أكثر شمولية وموضوعية، وتعريف الأجيال الجديدة بالتاريخ الوطني الذي صنعه أسلافهم مشيرا إلى أن مثل هذا يتطلب خطوة جريئة من الجهات المعنية في الدولة في مقاربة هذا الأمر.
وفي الأمسية التي حل فيها الدكتور توفيق ال سيف ضيف شرف، شدد الدكتور مدن على دعوته لمصطلح ”الثقافة في الخليج العربي“ بدلا عن ”الثقافة الخليجية“ موضحا بأنه لا يمكن الحديث عن ثقافة في هذه المنطقة مسقطة عن بيئتها العربية وأفقها العربي.
وانتقد بشدة النزوع نحو مجمل النظرة العامة تجاه الذات ”الخليجية“ كما لوكانت امتيازا ناجما عما حبى الله به المنطقة من ثروات، فهو يغفل ان هذه المنطقة دون عمقها العربي ستكون في مهب الريح
وأشار مدن الحاصل على الدكتوراة في فلسفة التاريخ الحديث، إلى الفروقات بين المحلي والوطني في الثقافة مبينا بأن الثقافة المحلية تتحول أو ترتقي إلى ثقافة وطنية، وموضحا محدودية وقصر النظرة المحلية هي بطبيعتها نظرة ضيقة، في حين أن النظرة الوطنية أقدر على رؤية ترابط الظواهر ورؤية المحلي في علاقته بالعربي وفي علاقته بالعالمي
وتحدث عن التراجع الذي طرأ على بعض الأشكال الأدبية والثقافية في مقابل ظهور أجناس أدبية وفنية جديدة كتعبير عن دينامية التغيير الحاصل في البنيان الاجتماعي – السياسي، قائلا بأن «الأدب والثقافة القائمان على الزراعة وصيد اللؤلؤ ليسا هما نفسيهما القائمين على العلاقة الرأسمالية التي جاءت مع اكتشاف النفط».
ودعا المهتمين بالتاريخ الثقافي لهذه المنطقة، بالإمساك بقوانين تطور الثقافة في بلداننا، لرؤية المشترك والمختلف فيه، ولإيضاح أن ”الخصوصي“ يثري المشترك ولا يناقضه.
الجدير بالذكر أن الأمسية التي صاحبها معرض شخصي للفنان التشكيلي حسن أبو حسيّن، شهدت تكريم مبادرة طيور السلام التي تهتم برعاية المسنين والتواصل معهم ونشر ثقافة توعوية في المجتمع حول أهمية ذلك.