أسس النجاح في تجربة اللواء السعدون بمنتدى الثلاثاء

1٬403

ضمن اهتمامه بتجارب رواد النجاح، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي سعادة اللواء طيار (متقاعد) عبد الله بن عبد الكريم السعدون وهو أحد النماذج الوطنية التي حققت انجازات متعددة في طريق النجاح في ندوة تحت عنوان “أسس النجاح بين العمل العسكري والمدني.. تجربة طيار” وذلك مساء الثلاثاء 19 ربيع الأول 1440هـ الموافق 27 نوفمبر 2018م وسط حضور ثقافي متنوع، وأدار اللقاء الأستاذ أمين الصفار عضو الهيئة التنفيذية للمنتدى، كما مثل ضيف شرف هذه الأمسية سعادة المهندس نبيه البراهيم عضو مجلس الشورى، وهو أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في المنطقة وكان نائبا سابقا لرئيس المجلس البلدي بمحافظة القطيف.

وصاحب الندوة عدد من الفعاليات، شملت تكريم المهندس ياسر أحمد المطوع الحائز على جائزة مسابقة “فكرة العام” 2018 التابعة لجمعية الأفكار البريطانية بمدينة مانشستر، حيث تحدث عن المسابقة التي شارك فيها وعن مشروعه العلمي الذي تقدم به في المسابقة. وكان إلى جانب هذا التكريم المعرض التشكيلي للفنان فهد الكردشي الذي شارك بعرض مجموعة من لوحاته الفنية المستوحاة من البيئة الشعبية وتحدث حول تجربته الفنية، كما شاهد الحضور فيلما بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وكان كتاب هذا الأسبوع “الموسوعة العلمية”، وتفضل ضيف شرف الندوة المهندس نبيه البراهيم بتسليم دروع المنتدى للمشاركين.

افتتح الأستاذ أمين الصفار الندوة بالترحيب بضيف الأمسية ومرافقيه وعلى رأسهم رائد الفضاء العميد عبد المحسن البسام، وأشار إلى أهمية نقل تجارب الناجحين على لسان أصحابها لخلق التكامل الإيجابي بين الأجيال، كما عرف بضيف اللقاء اللواء طيار متقاعد عبد الله بن عبد الكريم السعدون عضو مجلس الشورى حالياً وحاصل على بكالوريوس علوم جوية مع مرتبة الشرف الأولى عام 1972م وماجستير علوم عسكرية عام 1987م، وشغل عدة مناصب منها مدرب طيار قائد سرب، مدير إدارة الحرب الإلكترونية، قائد كلية الملك فيصل الجوية، وعضو البرلمان العربي منذ 2012م وتقاعد من القوات الجوية عام 2006م.

في بداية الحديث عبر اللواء السعدون عن سعادته لزيارة محافظة القطيف واللقاء مع المعارف والأصدقاء والزملاء، وأبدى شكره لمنتدى الثلاثاء لدعوته لإلقاء إضاءات متفرقة من حياته العملية، التي بدأت باليتم والحياة البدائية في مدينة الغاط حيث لا كهرباء ولا خدمات إلاَ من بضع “سيارات الخدمة” التي تجلب الحاجيات الضرورية والوقود لأهلها. وقال إن صعوبة هذه الظروف خففها احتضان الأم، وهيئته نفسياً لتحمل المسئولية ومكافحة حالة الضعف في سن مبكرة، وفي سبيل ذلك حاول أن يشق طريقه في العمل التجاري لكنه لم ينجح، وعند انتقاله للرياض لمواصلة التعليم التحق بكلية الملك فيصل الجوية، التي فتحت أمامه الطريق لاكتساب المهارات العملية والسلوكية وأولها قيادته الطائرة قبل تعلم قيادة السيارة.

وفي إشارة من اللواء السعدون لدروس تلك المرحلة بالقول بأن نظام التعليم المتبع في الكلية يركز إلى جانب التعليم النظري والعملي على الجانب السلوكي والأخلاقي لدى الطالب، ومن أهم تلك التعليمات هو قانون “مورفي” وفكرته تقوم على تجنب الخطأ قدر الامكان، بعبارة أخرى لا تسلك مكانا أو عملاً يمكن أن يحصل منه الخطأ، مضيفاً أن الإنضباط واحترام الوقت والصدق كانت قيماً أساسية يمارسها مدرسوا الكلية الانجليز، وكان الكذب من الصفات التي لا مرونة في تقبلها والتي تؤدي لفصل الطالب أو المدرس أو الموظف إذا تعمد ذلك.
بعد ذلك انتقل حديث المحاضر حول تجربة مجلس الشورى مؤكداَ شراكة الشورى مع مجلس الوزراء في صياغة القوانين، وقال بأنه لا يمكن أن يقر قانوناً ما إلاَ بعد موافقة المجلس عليه بعد دراسته والتصويت عليه ورفعه لمجلس الوزراء إذا حصل على نسبة 76% فأكثر، مضيفاً أن هذه الشراكة ضاعفت من جهد الوزراء وفاعليتهم في تطوير أداء الوزارات والتي سيتضح أكثر في السنوات المقبلة. وأوضح دور المجلس في الاتفاقيات الموقعة بين المملكة ودول العالم، وأشار إلى أن الاعلام لم ينصف المجلس في تقييمه للدور الذي يؤديه ويحصل أحياناُ نقل صورة مغايرة لمناقشات بعض القضايا كما حصل في موضوع مراجعة الميزانية المرصودة لطيور الحبارى، عندما نشرت إحدى الصحف المحلية ذلك الخبر مبتوراً، كما تحدث عن أهمية دخول المرأة في عضوية المجلس وفوائده في دعم وتصويب القرارات ذات العلاقة بشئون المرأة.

في جانب آخر من تجاربه تحدث عن اهتمامه بالرياضة، مؤكداً على أن اهتمام أي شخص في جميع مراحل حياته يجب أن يتركز على ثلاثة امور هي الصحة والعمل والأسرة، ومن منطلق اهتمامه بالصحة فهو يهوى ويمارس رياضة “الهايكنج” وهي المشي في ساحات الطبيعة، والتي قادته إلى قمة “ايفرست” بجبال هملايا في رحلة مع مجموعة من جيل أبنائه ورافقتهم فيها أربع سيدات، حيث تسلقوا 17000 قدم مشياً لمدة 8 أيام صعوداً، ورحلة أخرى إلى جبال الألب. وفي إطار تشجيعه على هذه الرياضة أشاد بتجربة الشاب “عزيز النمر” الذي مشى من جنوب أمريكا إلى حدودها مع كندا، في رحلة استمرت خمسة أشهر.

وحول محور أسس النجاح التي استقاها من تجربته، ركز على أربعة جوانب مهمة أولها استثمار الوقت وتنظيمه، وأن مما يساعد على ذلك تحديد الأهداف، مستشهداً بتجربته في الكلية بأن يسعى للحصول على معدلات تؤهله لمرتبة الشرف الأولى وكان له ما أراد، وثانياً تغيير العادات واكتساب عادات إيجابية جديدة والتخلص من العادات السيئة كالتدخين مثلا، مؤكداً على أهمية التعود على قراءة الكتب ولا سيما كتب مذكرات العظماء والشخصيات وكذلك كتب تطوير الذات، كما أكد على ضرورة القراءة في مجال التخصص وأن لا يكتفي الفرد بالحصول على الشهادة. وتحدث حول الجانب الثالث من أسس النجاح وهو الاعتناء بصحة الجسم من خلال الالتزام بمستوى معين من الرياضة لأن استقرار الحالة الصحية تمكن الانسان من مواصلة درب النجاح، وفي الجانب الرابع أكد السعدون على تنمية حس الذكاء العاطفي في التعامل مع الآخرين داخل الأسرة وخارجها. وفي نهاية حديثه أكد اللواء السعدون على أهمية التماسك والوحدة الوطنية، وأن يكون الوطن هو المظلة الجامعة بين شرائح المجتمع السعودي، وعدم التفريط في مكتسبات الوطن من الأمن والحالة الاقتصادية والقوة الروحية والايمانية.
بدأت المداخلات بتساؤل الأستاذ عيسى العيد حول مستقبل تخصص الطيران في ظل تنامي الذكاء الصناعي ووجود طائرات بلا طيار، حيث أوضح المحاضر بأن سيطرة الذكاء الصناعي على الطيران يحتاج إلى مدة زمنية قد تصل لعقدين من الزمن، وكل وضع صناعي جديد سوف يخلق وظائف جديدة للإنسان. في مداخلته، أشاد الأستاذ علي الرضي باهتمام المحاضر في كتاباته بالبيئة ومواجهة التصحر، داعياً الحضور بالمشاركة في فعاليات اليوم العالمي للمشي الذي سينفذ في مختلف مدن الشرقية، كما عقب الأستاذ عبد الرسول الغريافي بالاشادة بتنوع التجربة متسائلا حول عدم توسع المحاضر في الحديث عن تجربته في الطيران.

الاعلامي صالح الغامدي أشاد بكتاب المحاضر “عشت سعيدا: من الدراجة إلى الطائرة” وبتجربته في الهايكنج، كما دعا إلى الاهتمام بشجر العرعر بمنطقة الباحة حيث أنها تتضاءل كمياتها بشكل متسارع، وتساءل الأستاذ امين الصفار حول سبل جعل رياضة الهايكنج رياضة شعبية. من جهته تحدث مشرف المنتدى الأستاذ جعفر الشايب مقدما شكره لضيف الأمسية على استجابته الدعوة مشيداً بما تطرق إليه من أسس النجاح والتي تعتبر ثمرة هذه التجارب، كما ثنى على ما أشار إليه من رسائل إيجابية حول التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية والتواصل الفعال بين أبناء الوطن لمواجهة التحديات المختلفة.

وفي نهاية هذا البرنامج، تحدث ضيف الشرف المهندس نبيه البراهيم مبدياً سعادته لاستضافة اللواء السعدون مشيداً بالأدوار التي قام بها والتي من بينها دوره في تحرير الكويت عام 1991م، ودوره في مجلس الشورى لا سيما اقتراحه الذي سوف يرى النور قريباً بإنشاء الشرطة البيئية، ومجمل خدماته الجليلة للوطن، وأثنى على جهود منتدى الثلاثاء الثقافي في استضافة الرجال القدوات من أمثاله.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

التقرير على اليوتيوب:

 

المحاضرة الكاملة:

 

كلمة المكرم الأستاذ ياسر المطوع:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ نبيه البراهيم:

 

كلمة الفنان فهد الكردشي:

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد