زراعة النخيل وإنتاج التمور في منتدى الثلاثاء

1٬586

في أمسية نخلية جمعت بين تذوق مختلف أصناف التمور والنقاش حول زراعة النخيل، عقد منتدى الثلاثاء الثقافي أمسيته الثامنة في الموسم الثقافي التاسع عشر تحت عنوان “زراعة النخيل وانتاج التمور: تحديات وآفاق” قدمها الأخصائي الزراعي ومدير مختبر المكافحة الحيوية بمحافظة القطيف الآستاذ ضياء آل درويش وذلك مساء الثلاثاء بتاريخ 20 صفر 1440هـ الموافق 30 اكتوبر 2018م.

وشملت الأمسية التي أدارها عضو الهيئة التنفيذية للمنتدى الأستاذ زكي البحارنة، عرضا لفيلم قصير حول اليوم العالمي للمدن وعن الثروات الزراعية في المملكة، كما شملت أيضا إقامة معرض فوتوغرافي للمصور مجدي آل نصر الذي تحدث عن تجربته في التصوير وخاصة في سفره إلى اثيوبيا لهذا الغرض، وتم كذلك تكريم بطل كمال الأجسام العالمي منير آل جساس الذي مثل المملكة 18 مرة خلال 12 عاما وحقق جوائز ذهبية عديدة. وقد حضر الأمسية ضيف الشرف لهذا الأسبوع سعادة عضو مجلس المنطقة الشرقية الأستاذ محمد علوي الدعلوج، وهو من الشخصيات الاجتماعية الرائدة في التصدي للعديد من المبادرات والأنشطة الاجتماعية.

بدأ مدير الأمسية بالحديث عن ضرورة الوعي بالثروات الزراعية وأهمية الاطلاع على على الأبحاث والدراسات التي تكتب حولها، مستشهدا بثروات النخيل في المحافظة والمؤثرات التي حولتها إلى صناعة ثانوية في مقابل التغيرات الاقتصادية التي شهدتها اليلاد. بعد ذلك بدأ المحاضر الأستاذ ضياء آل درويش حديثه بالوصف النباتي لشجرة نخيل التمر (Phoenix dactylifera L)التي تنتمي إلى الفصيلة النخلية، وهي شجرة معمرة وتعتبر أهم مكونات البيئة الزراعية في المملكة العربية السعودية لما تتميز به من خصائص وصفات مورفولوجية تؤهلها للتكيف مع عناصر البيئة القاسية من حيث ارتفاع درجة الحرارة و الإشعاع الشمسي و تحمل الجفاف و درجات ملوحة المياه العالية، بجانب دورها في الإمداد التغذوي حيث تعتبر التمور من الأغذية عالية الطاقة لاحتوائها على السكريات البسيطة والمركبة (السكروز والجلوكوز والفركتوز)، كما تحتوي على العديد من العناصر المعدنية و الفيتامينات.

وحول القيمة الغذائية للتمور، أوضح المحاضر أن التمر يعد غذاءً مثالياً للإنسان لاحتوائه على المواد الرئيسية للتغذية، وأن التمور خالية من الكوليسترول، وتساعد الجهاز الهضمي لاحتوائها على الألياف الذائبة والغير ذائبة و الأحماض الأمينية. كما بيّن أن التمور تحتوي على نسبة عالية من الحديد، وعلى 15 نوعاً من المعادن، وعلى مادة الفلورين مما يساهم في مقاومة تسوس الأسنان، مشيرا إلى أن البروتينات الموجوددة في التمور تحتوي على 20 نوعاً من الأحماض الأمينية لا توجد في أغلب أنواع الفاكهة كالموز و التفاح و البرتقال.

وتناول الأستاذ آل درويش وضع النخيل في محافظة القطيف، قائلا بأن عدد النخيل بواحة القطيف يقارب نصف مليون (419,287) نخلة، وأن عدد المزارع 2000 مزرعة داخل الواحة القديمة و الأراضي المستصلحة خارج الواحة. وأوضح أن معظم المزارع عبارة عن حيازات صغيرة المساحة، وأن كمية انتاج التمور في محافظة القطيف تشكل نسبة 14% من مجمل إنتاج المنطقة الشرقية، موضحا أن أغلب الانتاج يستهلك في مرحلة الرطب، وأن الانخفاض في تعداد النخيل بلغ حالياً 65 %. انتقل بعد ذلك للحديث عن الممارسات الزراعية لنخلة التمر بالمنطقة، موضحا أن الخصائص الموفولوجية الفسيولوجية تتشكل من القدرات الوراثية وعناصر البيئة كالمظهرية والانتاجية. وأوضح أن رتبة الانتاج الزراعي للنخلة تتأتى من النوع (الصنف أو السلالة)، والعوامل المناخية، وإدارة الإنتاج أي التحكم في تطبيق العمليات الفنية. وأفاد أن المجصول الاقتصادي لانتاج التمور هو عبارة عن مستوى رتبة الانتاج إضافة للعوامل التسويقية كالدعاية والاعلام وتنظيم المهرجانات والمعارض والتثقيف والتحفيز.

وكشف المحاضر عن أبرز مشاكل زراعة النخيل وطريقة إنشاء البساتين و الحقول، بأنها تعتبر من طرق الزراعة الرباعية والزراعة على حدود الحقول، وأن المسافات البينية قريبة، وأنها مختلطة مع أشجار الفواكه الأخرى، إضفة إلى الإكثار بالفسائل المنتخبة من الأصناف السائدة محلياً و العزوف عن زراعة الأصناف النادرة. واستعرض في حديثه طرق حفظ الأصول الوراثية ومنها طريقة الحفظ بالبذور، وطريقة الحفظ النسيجية، وطريقة التطوير الوراثية لأصناف وسلالات النخيل. كما تناول مشاكل الري والتسميد السائدة في المنطقة وعمليات التقليم للنخلة والخف والتكييس.

وحول مرحلة جني التمر، أضاف الأخصائي الزراعي آل درويش أن من بين مشاكل جني الرطب تعدد مرات صعود النخلة، وارتفاع الكلفة، وانخفاض الأسعار نتيجة لزيادة العرض الموسمي. أما من ناحية جني التمر، فأوضح أن انخفاض جودة المحصول يعود إلى تعرضه للعديد من ضغوط عناصر البيئة المختلفة أثناء اكتمال نضجه و أهمها ارتفاع نسبة الرطوبة الجوية خلال فترة الإنضاج إلى 66% و متوسط درجة الحرارة 41.8، إضافة إلى ذلك فقد ينتج أحيانا تساقط الثمار على الأرض والتعرض للإصابة بالآفات ومهاجمة الطيور وإصابات فطرية وأضرار فسيولوجية.

واستعرض النتائج السلبية الناتجة عن طرق التجفيف التقليدية (الفدا) ومنها تعجن الثمار والتعرض لمهاجمة النمل، وتلوث الثمار بالشوائب، وتقشر بعض أنواعها، مقترحا تجفيف التمور باستخدام صوبة التجفيف. وأكد على أن أهم مراحل تصنيع التمور هي عملية التعبئة، موضحا أبرز المنتجات التحويلية كالمربى والسكر والخل ومعجون التمر. بدأ الأستاذ عبد الله آل زريع بالمداخلات حيث تناول مشكلة عدم تفر فحص محلي للتمور بالمنطقة مما يستدعي نقلها لمصنع التمور بالأحساء وهناك يتم فحصها لقبولها من عدمه مما يسبب إرباكا وتكلفة للمزارعين المحليين. أما الأستاذ فتحي آل عاشور فقد تناول مشكلة تسكير المصارف الزراعية زأثره على ارتفاع الملوحة في المياه مما يضر بالزراعة.

وتحدث الأستاذ منصور المدن عن إشكاليات التسويق والدعاية لصناعة التمور في المنطقة مما يجعل أي مشروع حبيس بين أصحابه وغير قادر على الانطلاق، وأكد الأستاذ محمد الدعلوج على ضرورة العمل والتنسيق لإقامة مصنع لإنتاج التمور في المحافظة تتبناه وزارة الزراعة بمشاركة رجال الأعمال وبدعم من مجلس المنطقة. وتساءل الأستاذ عبد الله شهاب عن طبيعة أرض “قرية العليا” لكونها مكانا مناسبا لزراعة النخيل، أما الكاتب حبيب آل محمود فقد تحدث عن الدور المفقود لأمانة المنطقة الشرقية وبلدية محافظة القطيف في تبني مشاريع تدعم التمور كما هو الحال في مناطق أخرى كالقصيم والأحساء، وأن حاجة المزارعين هي في المساعدة والدعم في توسيق منتجاتهم.

وفي نهاية الأمسية، تحدث ضيف الشرف فيها سعادة الأستاذ محمد علوي الدعلوج معربا عن شكره للدعوة ومشيدا بالدور الايجابي الفعال الذي يقوم به المنتدى ليس على مستوى المحافظة بل الوطن ككل، ومثنيا على انجازاته المتواصلة في تكريمه من قبل وزارة الثقافة والاعلام سابقا واستقبال أعضائه من قبل سمو أمير المنطقة الشرقية مؤخرا.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

التقرير على اليوتيوب:

 

المحاضرة الكاملة:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ محمد الدعلوج:

 

كلمة الأستاذ منير ال جساس:

 

كلمة الفنان مجدي آل نصر:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد