الإلهام العلمي والاتجاهات المستقبلية في منتدى الثلاثاء

438

 

وأدار الندوة الدكتور محمد الحماقي وسط حضور لافت من المهتمين بالعلوم وصناع المحتوى العلمي، وبمشاركة ضيف الشرف الاستاذ سعيد الخباز صاحب العديد من المبادرات الاجتماعية.

وشملت الفعاليات المصاحبة للندوة عرض فيلم قصير بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، ومعرضا فنيا للخط العربي أقامه للأسبوع الثاني على التوالي الخطاط علي السواري، وتم تكريم الاستاذة معصومة الحمدان العضوة في مبادرة 100 مليونيرة.

وتحدثت الحمدان عن تجربتها في تحويل المنتجات التراثية التي تعلمتها من والدتها الى منتجات حديثة تواكب الحاجات الحاضرة وبأسلوب عصري فعملت من حرفة الخوص العديد من المنتجات. تلا ذلك فقرة عرض كتاب“لوني الأسمر”للكاتبة انهار فردان التي كتبت العديد من القصص للأطفال مثّل بعضها في مسارح الدمى، وتحدثت عن تجربتها الكتابية.

وافتتح المهندس علي البحراني كلمته بمقدمة حول أهمية نهضة العلوم التي تؤدي إلى نهضة المجتمعات كتحد قائم يواجه العالم، موضحا أن النهضة العلمية قد تبدأ بخطوة أولى من خلال مؤسسات علمية – حكومية أو خاصة – عبر أبحاث تخضع للتحكيم العلمي لتنشر وتوفر محتوى علمي رصين، لكنه يظل حبيسا بين أيدي المختصين في أغلب الأحيان. وبين أن الخطوة التي نفتقدها هي غياب المبادرات والتي تشمل مجالات الاعلام والمنظمات الغير ربحية والتطوعية لتحقق ما يسمى التواصل العلمي والذي يعرف ببساطة بنقل المعلومات العلمية من المختصين الى عامة الناس بناء على نوع الجمهور المتلقي ومن خلال التواجد في منصات التواصل الاجتماعي.

وأكد البحراني أن من أهم استراتيجيات التواصل العلمي التعرف على اهتمامات المجتمع الراهنة وتقديمها بغلاف علمي، وكذلك تقديم المحتوى العلمي في المسلسلات والافلام مستشهدا بعالم الفيزياء كيب ثورون الحاصل على جائزة نوبل والذي شارك في كتابة فلم الخيال العلمي الشهير“انترسلتر”الذي حصد العديد من الجوائز، اضافة لتنوع الطرح المقدم من علماء مختصين لهم انجازاتهم كالبرامج التلفزيونية والعروض المسرحية التي تقدم العلم بطريقة مبسطة ومفهومة.

بعد ذلك انتقل المحاضر للحديث عن تجربته في برامج التواصل العلمي بدءا من فترة دراسته الجامعية عبر تقديمه للعديد من العروض المسرحية والدورات العلمية المبسطة للأطفال في العديد من المناطق، ثم انطلقت تجربته بشكل أكبر بعد اطلاعه على دراسة تمت بشراكة بين ارامكو السعودية ومؤسسة الفكر العربي عام 2011م أشارت إلى أن المحتوى العلمي العربي كان هو الأقل ويأتي في أسفل القائمة، مما دفع به لعمل بعض المحاولات لتسجيل حلقات على اليوتيوب لتبسيط العلوم وعرضها على الجمهور. واشار إلى أن هذه المحاولات تطورت بمرور الزمن وحصدت بعضها جوائز عديدة من ضمنها جائزة مركز الملك عبدالعزيز“اثراء”عن المحتوى العلمي عام 2014م عن فلم يبين بالتجربة أثر قلة النوم على صحة الانسان في حلقة من حلقات برنامجه الشهير“يوريكا شو”اضافة للعديد من المقاطع التي حصدت ملايين المشاهدات.

وتحدث بعد ذلك عن اسهام العالم الامريكي“بنجامين بلوم”الذي وضع نظرية سميت ب“هرم بلوم للتعلم”شملت اعطاء وقت اطول للحفظ والفهم والتطبيق ثم وقت اقل للتحليل والتركيب والابتكار، وتعرض هذا النموذج للنقد حتى تم تعديله بحيث يكون الابتكار حاضر في كل مراحل هرم التعلم. وقدم المحاضر مثالا على ذلك محاولته الناجحة في صنع كاميرا منزلية يدوية بواسطة شريط يحتوي مركبات حساسة للضوء زمن خلال عدة تجارب حصل على النتيجة المطلوبة مؤكدا عىل أن الابتكار يقود بشكل طبيعي للتطبيق والفهم والحفظ.

وانتقل المحاضر بعد ذلك للحديث عن تجربته في زيارة مركز“سيرن”لأبحاث المستقبل في سويسرا والذي تم انشاؤه قبل حوالي ستين عاما لأجل تشجيع العلماء المهاجرين من أوروبا للعودة والقيام بأبحاثهم العلمية، مشيرا إلى أن مركز ابحاث سيرن يعنى بعلوم المستقبل ومنها سلوك البروتونات عند طاقات عالية عبر تصادمها بعد تسريعها وانتاج مكونات جديدة غير متوقعة تتلاشى خلال وقت قصير. وشرح أنه للتغلب على ذلك، تم رصد تلك النتائج على مدى عام كامل بعد تقنيات معقدة في الغاء تأثير الاحتكاك أثناء الحركة عبر تفريغ المسار للبروتون من الهواء وتوفير مجال مغناطيسي يجعل البروتون حر الحركة بواسطة مغناطيسات خاصة يتم تصنيعها في المركز لتنتج مجال مغناطيسي محدد لا يضعف مع الزمن، كما شملت تلك الابحاث مواضيع اخرى منها المادة والمادة المضادة عبر انتاج كمية صغيرة من المادة المضادة سنويا تقدر باثنين او ثلاثة نانو جرام اضافة لدراسة الثقوب السوداء المصغرة والتي تتلاشى لاحقا.

وفي ختام كلمته، تحدث البحراني عن دور فريق“يوريكا شو”في تنمية الحراك والالهام العلمي سيما أن ذلك ضمن اهتمامات وأهداف رؤية 2030، موضحا بعض الصعوبات التي تواجه تحقيق التواصل العلمي الضروري لعمل نهضة علمية من بينها ضعف التسويق والاقبال على المحتوى العلمي وصعوبة اصدار التراخيص وقلة الدعم المالي لمثل هذه البرامج.

بدأت فقرة الحوار بسؤال من الاساذ حيدر الجواد عن كمية المادة المضادة التي يتم انتاجها في سيرن، وتطرق المهندس مؤيد الضامن إلى تجربته في تقريب المحتوى العلمي من خلال تطبيق سناب شات وتحدث عن الوقت الذي يحتاجه المعد لمحتوى علمي قبل تقديمه، كما أشار لنقص مصادر المعلومات العلمية كالمكتبات العامة. وتناول الاستاذ حسن الخاطر أسباب عدم احتواء الكون على مادة مضادة، كما طرح الاستاذ مبارك الميلاد تساؤلا عن مكونات شخصية الباحث العلمي وتميزها، وتحدث السيد تقي اليوسف تحدث عن ارتباط التفسير الفيزيائي الحديث ببعض المعجزات الواردة في المصادر الدينية.

وتناولت الأستاذة نرجس الخباز موضوع التحكم بالزمن سواء الماضي أو المستقبل من ناحية علمية، وتساءلت الاستاذة هدى العوى عن آفاق الطموح والتصور المستقبلي للباحث العلمي. وتطرق الاستاذ أيوب الحمزة للكمية المحددة التي هيأت لحدوث الانفجار العظيم والتي لو نقصت أو زادت لم يستمر وجود الكون مما يفسر عدم وجود ثقب أسود يكبر ويبتلع الكون، أما الأستاذ زكي العوامي فتساءل عن امكانية تجاوز سرعة الضوء وعدم وجود مراكز بحثية مماثلة لسيرن في الوطن العربي. وأشار الاستاذ طارق الخرس لوجود شركات تعطل الابحاث المنافسة لمجالاتها مما قد يهدد وجودها.

وفي نهاية الندوة تحدث رجل الاعمال الاستاذ سعيد الخباز عن مبادرته“100 مليونيرة”والتي تهدف الى تمكين المرأة في المجتمع من إنشاء وإدارة مشاريع تمكنهم من الاستمرارية والنجاح ومواجهة احتمالات الفشل وذلك بغرض تنمية المجتمع وتأهيل أفراده، مشيرا إلى أن المشروع قد حقق بعض النتائج المشجعة والناجحة لحد الآن. وتحدث في جانب من كلمته عن الدور الذي يقوم به منتدى الثلاثاء الثقافي في نشر الوعي بصورة متميزة في المجتمع حيث تتنوع مواضيعه ومحاضراته وضيوفه.

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد