ضمن اهتمامه بقضايا التنمية الاقتصادية والدور الريادي الذي يصنعه الشباب في مجال الأعمال التجارية، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي أربعة من رجال الأعمال الشباب من الذين رشحتهم جائزة “فوربس” لنيل جائزتها لعام 2015 في ريادة الأعمال وذلك ضمن حوار مفتوح تحت عنوان “الشباب وريادة الأعمال” وذلك مساء الثلاثاء 1 ربيع الثاني 1437هـ الموافق 12 يناير 2016م حضرها العديد من الشباب المهتمين بالعمل التجاري الحر والأنشطة الريادية.
تضمنت الأمسية فعالياتُ مُصاحبة بدأت بمشاركة فنان النحت القدير الأستاذ محمد الهاشم مقدما عرضاً لأعماله الفنية من الرسم والنحت التي شملت النحت على الخشب والطبشور وقشرة البيض وغير ذلك أبرزت ابداعاً فنياً متقدما لفتت انتباه واعجاب الحضور. كما تضمنت فعاليات الأمسية تكريم الطالب علي الجارودي (10سنوات) وصيف بطل العالم في الرياضيات الذهنية في البطولة التي أقيمت بأمريكا مؤخراً، وقد قدم أستاذه عبد الله الثنيان مدير شركة قبس وكيل الخوارزمي الصغير في القطيف والبحرين شرحا لتاهل الجارودي لبطولة العالم ضمن برنامج الخوارزمي الصغير، وقد أبهر الجارودي الحضور بإجاباته على مسائل حسابية صعبة، وقد شكر الجارودي منتدى الثلاثاء على مبادرة تكريمه.
ادار الندوة المهندس محمد زكي الخباز عضو المجلس البلدي واحد الفائزين بجائزة “شركة فوربس” لريادة الأعمال، بمشروعه الاستثماري المميز “ذرات الهيدروجين التجارية” المتخصص في الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الأنوار الكهربائية والمولدات التي تعتمد على الطاقة الشمسية، وافتتح الأمسية بالحديث حول التوجه عالميا نحو دعم رواد الاعمال ومشاريعهم لما لذلك من أثر كبير على نمو اقتصاديات الدول حيث تأتي جائزة شركة فوربس كأحد طرق هذا الدعم وهي شركة اعلامية أمريكية تأسست عام 1917م وأشهر اصداراتها مجلة “فوربس” الشهرية التي تهتم بمتابعة ورصد الثروات وحركة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم، وجمع المعلومات الاقتصادية واحصاء ثروات الأثرياء حول العالم، وهي تصدر بسبع لغات عالمية منها العربية تحت اسم “فوربس الشرق الأوسط” التي اصدرت قائمة خاصة بالمملكة بعنوان “قائمة رواد الأعمال الأكثر الهاما في المملكة العربية السعودية” شملت في عام 2015 على 82 شخصية من رواد الأعمال على مستوى المملكة ومن ضمنهم ضيوف الندوة المهندس محمد الخباز، والأستاذ حسين العبد المحسن الكاتب المسرحي ومؤسس نادي الربوت بالقطيف ومؤسس شركة المسارح المحدودة، والأستاذ محمد عبد الله الكحل موظف بالبنك الفرنسي والمدير التنفيذي لمجموعة التميز للدعاية والاعلان منذ 2011، والأستاذ احمد مكي اليوسف المدير التنفيذي لمركز معالجة الحرارة منذ 2013.
بعد ذلك تحدث الأستاذ أحمد اليوسف عن تجربته حيث كانت انطلاقته من خلال عمله في شركة عبر الخليج للخدمات الصناعية التي عمل فيها ثمان سنوات وتدرج في وظائفها فاكتسب خبرة في مجال المعالجة الحرارية لخطوط نقل الغاز والبترول، فانقدحت في ذهنه فكرة مشروع المعالجة الحرارية كمشروع خاص به، فعكف على دراسته بشكل متكامل من حيث الجدوى الاقتصادية وقدرته على المنافسة في السوق وتحديد المشاكل التي يمكن ان تقف في طريقه وكذلك مصادر التمويل وخطة العمل، وأشار إلى أصعب نقطة واجهته للإنطلاق هي تفرغه الكامل للمشروع وانقطاع الراتب الشهري الذي كان يتقاضاه من الشركة. وأوضح أن البداية كانت صعبة جداً فإضافة لذلك فإن مبلغ التمويل يأتي على أربع دفعات، غير أنه لم يستسلم لهذه العقبة فبكفاح متواصل استطاع أن يتجاوز الضائقة المالية خلال سنة، وأشاد اليوسف بتعاون معهد ريادة معه المدعوم من بنك التسليف لإنجاح مشروعه مؤكداً على اهمية متابعة الطلب والالتزام بشروط ومتطلبات وتوجيهات جهة التمويل قائلا أنها غالبا ما تخدم نجاح المشروع الذي بدوره يدعم الحركة الاقتصادية بالمملكة، ثم عبر عن خلاصة تجربته في النجاح بتوفر ثلاثة عوامل ذاتية هي: الرغبة القوية في تأسيس المشروع الخاص، البحث عن مصادر التمويل وهي متوفرة، وأخيراً الاصرار على النجاح وعدم التراجع أمام الصعوبات، وذلك ما أهله لنيل جائزة “فورب” لعامين متتاليين 2014، 2015 .
وتحدث الاستاذ حسين آل عبد المحسن معرفا بمؤهله العلمي بكالوريوس حاسب آلي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث التحق بعد التخرج بشركة روابي القابضة، ولم يكن أمر العمل التجاري وارداً لديه رغم ميوله منذ الصغر في الأنشطة المسرحية وفي 2008 أسس مع والده الدكتور عبد الله آل عبد المحسن مجموعة مسرحية وفي 2009 فعَّلا معا جماعة المسرح بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف، وفي 2010 أسسا مركز أسيتاج السعودية لمسرح الطفل ممثلا للهيئة العالمية المتخصصة في مجال المسرح، غير أن تلك الأعمال لم تكن أنشطة ربحية وإنما تدخل في إطار العمل الاجتماعي. وكانت نقطة التحول عام 2013 استجابة لرغبة أخيه وشريكه في العمل والنجاح “حسن” واصراره على العمل التجاري فأسسا شركة المسارح المحدودة ضمن مسارين الأول بناء المسارح والثاني في إدارة الفعاليات وهو المشروع الذي أهلهما لنيل جائزة شركة فوربس،
وذكر آل عبد المحسن أنهم كشركة لم تترك العمل الاجتماعي غير الربحي فأطلقت نادي الربوت بالقطيف، وحافظت على استمرارية مركز أسيتاج لمسرح الطفل. وعبر عن سروره لإدراج اسم الشركة ضمن قوائم “فوربس” لريادة الأعمال الملهمة، وفي اطار دعم الحركة الاقتصادية في المنطقة أشار العبد المحسن الى مبادرة أطلقها في 2013 تحت اسم “مبادرة القطيف الاقتصادية” تجمع لفيفا من خريجي جامعة الملك فهد في مختلف التخصصات لإنشاء شركة تجارية وقد اخذت طريقها للتشكل في العام الماضي ستنطلق في البداية بثلاثة مشاريع استثمارية. وحول محور فرص التجارة الحرة في المملكة أكد على توفر فرص عديدة شريطة امتلاك المهارة في الاستثمار والتأمل في الأعمال التي تلبي حاجات الناس ورغباتهم وتحويلها لفرص مدرة مستدلاً بمجموعة “بوتيرن” وهي مجموعة من الأصدقاء شكلوا شركة تهتم بتصوير مقاطع تلفزيونية صغيرة وبثها ضمن موقع الكتروني للدعاية والاعلان وأصبحت اليوم تملك رأسمالاً قدره عشرة مليون دولار.
ثم تحدث الأستاذ محمد الكحل خريج كلية إدارة الأعمال بجامعة الملك فيصل عن تجربته التي بدأت عام 2011 بتأسيس مجموعة التميز للدعاية والاعلان التي انطلقت من فكرة العمل على طباعة اللوحات التجارية والبنرات والطباعة على الهدايا التذكارية وهكذا، ونظراً لتطلعه أن تتحول المؤسسة الصغيرة إلى وكالة للدعاية والاعلام عمل على ضم شركاء له في العمل مما أهل المجموعة للتوسع والنجاح المتميز والحصول على جائزة فوربس لعام 2015، ثم تحدث حول جانب مهم من جوانب الريادة في الأعمال التجارية وهو جانب الدور الاجتماعي غير الربحي للتفريق بينها وبين بقية الأنشطة الاستثمارية التي ليس لها دور في البيئة الاجتماعية التي تنشط فيها تجارياً، مبديا رأيه في جائزة “فوربس” قائلاً بأنها لو كانت تكريما على النجاح التجاري فقط فلن تكون محل فخر، ولكن لأنها تكريما على الريادة (تقديم الخدمة غير الربحية للصالح العام) فهنا أصبح لها طعماً خاصا وشعوراً حقيقياً بالفخر والاعتزاز.
وأدرج الكحل عدداً من الأعمال الاجتماعية الغير ربحية التي ساهمت بها “مجموعة التميز للدعاية والاعلان” كعمل حملة للكشف الطبي الشامل بالتنسيق مع ثلاثة مستشفيات، وتنفيذ حملة تبرع بالدم بالتنسيق مع مستشفى الملك فهد التخصصي حصيلتها 500متبرع، ومبادرتهم في الرسومات التجميلية للأماكن العامة في المنطقة والمدارس والروضات، ودعم حملات لزيارة المسنين ومرضى السرطان وتغطيتها إعلامياً، وكذلك عملهم في رعاية الموهوبين مبدياً في هذا الصدد استعداده لتبني رعاية الموهوب الطالب علي الجارودي، وتقديم استشارات اعلامية مجانية لمؤسسات تعليمية كالكلية التقنية بالقطيف، والمساعدة في تأسيس لجان اجتماعية والاشتراك في عضويتها.
بدأت مشاركات الحضور بمداخلة الأستاذ عيسى العيد حول اهمية واثر تحمل المؤسسات الاستثمارية جانبا من جوانب المسئولية الاجتماعية، وتحدث الأستاذ أحمد الخرمدي حول دور تشجيع البيئة الاجتماعية في خلق ريادة الأعمال، الأستاذة فضيلة الفضل أكدت من خلال تجربتها الشخصية في الاستثمار على توفر جهات عديدة في المملكة لدعم مشاريع الشباب الاقتصادية والمطلوب من الشاب الرغبة الأكيدة في المشروع والصبر على العقبات بما فيها طول اجراءات الجهات الداعمة مالياً،وحول مداخلة الأستاذة هدى القصاب عن مدى ضرورة الخبرة للخريج الحديث والمبتدء أجاب الأستاذ العبد المحسن بأن كل فرد يمتلك مهارة معينة هو قادر على الانطلاق، لأن العمل التجاري هو تسويق للمهارة في نشاط ما وحالياً يوجد كثير من المشاريع هي عبارة عن تسويق لمنتجات عالمية، مشجعا على تكوين الشراكات بين الأشخاص المبتدئين.
وحول مداخلة عبد العزيز الخميس عن تأثير وضع ميزانية الدولة هذا العام على مشاريع الأفراد أجاب الأستاذ اليوسف بأن تاثر الشركات الكبرى في المجال الصناعي بالوضع الجديد أكبر بسبب حجم التزاماتها، وشاركه الراي الأستاذ العبد المحسن داعياً الشباب بأخذ زمام المبادرة في البحث عن الفرص الجديدة أو التي تنسحب منها الشركات، محمد العبيدان تساءل عن كيفية التغلب على الخوف من انقطاع راتب الوظيفة للشروع في العمل التجاري أجاب الأستاذ اليوسف أن الخروج من الوظيفة يتطلب وجود خطة عمل واضحة ومصدر تمويل وبعد ذلك لا مجال للخوف من ترك الوظيفة، رجل الأعمال عبد الله شهاب تحدث عن أهمية مشاركة رجال الأعمال الشباب في الورش الاقتصادية التي تنفذ في الغرفة التجارية وكذلك انتخابات مجلس الادارة فيها، وفي نهاية اللقاء تقدم زئيس اللجنة المنظمة بالمنتدى الأستاذ عيسى العيد بتقديم دروع التكريم لضيوف الندوة مقدماً شكره لاستجابتهم الدعوة والطروحات التي قدموها خلال الندوة.
المحاضرة الكاملة: