نماذج الرعاية الصحية للأطفال في منتدى الثلاثاء

351

ضمن اهتمامه بالتوعية الصحية للمجتمع، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي ندوته السابعة للموسم العشرين ندوة تحت عنوان “النماذج الحديثة للرعاية الصحية الأولية للأطفال” قدمها الدكتور نايف الدبيس مدير مجمع عيادات Health Me وسط حضور من المهتمين وذلك مساء الثلاثاء 1 بيع الأول 1441هـ الموافق 29 اكتوبر 2019م، وأدارت الحوار فيها الاستاذة رائدة السبع. وتناول المحاضر فيها أبرز التحديات التي تواجه الرعاية الصحية مع شرح مراحل تطورها تاريخيا وأبرز التحولات في البرامج الصحية والآفاق الجديدة للرعاية الصحية، وكان ضيف الشرف للندوة الشيخ محمد الصفار وهو عالم دين وشخصية اجتماعية معروفة.

وتزامن مع انعقاد الندوة العديد من الفعاليات المصاحبة، فتم عرض فيلم قصير بمناسبة اليوم العالمي للمدن، وأقام الفنان عدنان البحراني معرضا فوتوغرافيا لبعض أعماله وتحدث عن دور الصورة في استعادة الذاكرة وحفظها وعن تصويره لصائغ ذهب في منطقة كشمير بالهند وكذلك لوحات بعنوان “رائحة الطين” يوثق من خلالها صناعة الخزف في مدينة عالي بالبحرين. وقدم الاستاذ هلال العيسى تعريفا بفريق “همسات الثقافي” وهي مبادرة تطوعية تسهم في تنشيط العمل الثقافي والتطوعي النسائي في المنطقة، واستعرضت الكاتبة آيات الجمعة اصدارها “وتبسم الوحي” الذي وقعته خلال الندوة.

 

قدمت مديرة الحوار الاستاذة رائدة السبع للموضوع مشيرة إلى أهمية الرعاية الصحية الأولية للأطفال باعتبارها ركيزة أولية في مفاهيم الصحة وتترتب عليها العديد من الخطوات الاجرائية المهمة لأفراد الأسرة في ضمان وتعزيز الرعاية الصحية الأولية، وعرفت بضيف الندوة الدكتور نايف الدبيس المدير الطبي لعيادات Health Me  والرئيس السابق لقسم اسعاف الأطفال بمستشفى الولادة والاطفال بالدمام، وخريج برنامج القيادة في طب الاطفال من كلية هارفارد للطب عام 2018م.

 

تناول الدكتور نايف الدبيس في بداية حديثه غاية الرعاية الصحية التي تهدف إلى تحقيق العافية للمريض والصول إلى سلامته من الامراض مشيرا إلى أن التحولات والتغيرات المتواصلة تنتج أشكالا مختلفة من الأمراض التي تتطلب اهتماما مختلفا وسبلا جديدة لعلاجها. وقدم عرضا للمراحل والأجيال التي مرت بالرعاية الصحية مبتدءا بجيل الرجل الواحد والذي كان فيه المعالج هو كل شيئ ويتمتع بكامل ثقة الناس فيه مقابل التزام الطبيب تجاههم، ثم مرحلة الصناعة الطبية والتي تحول فيها الطب إلى صناعة لها مواصفاتها وتنظيماتها وأصبح المستشفى كمركز للرعاية الطبية وما صاحب ذلك من تكلفة باهظة، موضحا أن ذلك نتج عنه مردود ضعيف صحيا مقابل التكاليف العالية. وتطرق كذلك إلى المرحلة الثالثة والحديثة والتي بدأت من خلال معهد الرعاية الصحية في امريكا بقيادة الدكتور دونالد برويك والذي يرى أن خدمة الرعاية الصحية على مستوى العالم لا بد أن تتميز بمبادئ أساسية منها الفعالية والأمان والسرعة وأن يكون مركزها الانسان.

واسترسل في الحديث عن أبعاد هذه المرحلة الجديدة مشيرا إلى بعض استراتيجياتها كنقل ميزان القوة من الممارس الصحي الى المريض في تصميم الرعاية الصحية متجاوزا الدور المحدود بالموافقة على تلقي العلاج من قبل المريض، اضافة الى مراعاة اختلاف ثقافات ومعتقدات المجتمعات المهتمة بتبني تعزيز الصحة بدلا من الاكتفاء بدور العلاج، وتحقيق معادلة القيمة في الرعاية الصحية، وكذلك صناعة المتعة للممارسين الصحين مقابل مايواجهونه من ضغط العمل والآثار النفسية والعائلية. ومن أهم الاستراتيجيات في هذا العهد هو نقل المعرفة إلى المستفيدين بدلا من نقلهم لمراكز الرعاية والذي يعد مكلفا، وقد يؤدي للتأخر في الحصول على الرعاية وتردي الحالة المرضية. وأشار إلى أن من مميزات هذا النوع من الرعاية الصحية هو تخفيض التكلفة، موضحا أن ما يعادل 50% من كلفة الرعاية الصحية تذهب إلى 5% من السكان فقط، مما يعني هدرا في المال.

وحول طب الأطفال، تناول المحاضر جوانب من تطوره مشيرا إلى ان ادراج طب الاطفال كتخصص بدأ في بداية القرن العشرين بالنظر إلى الطفل ككائن فريد من نوعه وليس انسانا صغيرا، فمن ناحية التكوين فإنه يحتاج إلى رعاية خاصة ودقيقة. وأوضح أنه مع تقدم العلم أصبح هناك ما يعرف بطب الاطفال المجتمعي والذي يعالج وصول المرض لنهايات مكلفة صحيا و ماديا من خلال التوعية للمجتمع لتجنب ذلك، كما قدم المحاضر نماذج من البرامج الصحية الحديثة مثل البيت الطبي والذي يدار بفريق طبي متكامل يخدم شريحة مستهدفة من الأسر، اضافة للطرق الحديثة في تقييم عمل الممارس الصحي عندما ينجح في تحسين صحة الناس بدلا من مجرد علاجهم و ذلك عبر نشر المعرفة.

بعد ذلك ادارت الاستاذة رائدة السبع الفقرة المخصصة للحوار و التي شارك فيها الحضور بمداخلاتهم و استفساراتهم، فأشار الأستاذ عبد الرسول الغريافي إلى فكرة برنامج الرعاية الصحية المصصمة  للمريض وتطبيقات عملية حولها كغسيل الكلى مثلا أو مجالات أخرى، وتناول الدكتور غريب السالم مشكلة قلة مراجعي مراكز الرعاية الأولية ورغبة أفراد المجتمع بمراجعة المستشفيات الكبرى حتى في القضايا العلاجية البسيطة مما يستوجب توعية المجتمع، وأشار إلى أن علاجات مثل برنامج التهاب الكبد الوبائي بدأت تتوفر في المراكز الصحية الأولية مما يعني طفرة في مستوى العلاج المقدم في هذه المراكز.

وتحدث الأستاذ محمد المحمد حول ضرورة الخروج من المؤشرات الرقمية أو الكمية في خدمات الرعاية الصحية إلى النوعية لمعرفة جودة ما يقدم في هذا المجال، وتساءل عن حدود الأخطاء الطبية والاجراءات التي يمكن أن تحد منها. وطرح الأستاذ احمد الأحمد حول شمولية العلاج للأطفال بما في ذلك الجوانب النفسية والسلوكية حيث يتم تشخيصها أحيانا بطريقة ارتجالية وليس من قبل مختصين مما يسبب ارباكا للعائلة. وطرحت مداخلة من الاستاذ علي ال رضي عبر الانترنت حول مسئولية انتشار الامراض المزمنة لدى افراد المجتمع سبل تلافي ذلك، وتناول الأستاذ عبد الكريم الملا سبل حماية الأطفال من البرامج والالعاب الالكترونية التي بدأت في نشر أمراض جديدة في المجتمع لدى الأطفال منها أمراضا عضوية وأخرى نفسية. وطرحت في نهاية الندوة الأستاذة رائدة السبع ملاحظة حول أهمية التعاون بين المعالجين الطبيين والخطباء وعلماء الدين في تثقيف وتوعية المجتمع والتوجه نحو العلاج العلمي وليس المعتقدات الخاطئة.

في نهاية اللقاء تحدث ضيف الشرف الشيخ محمد الصفار عن سعادته بالاستماع للمحاضرة والاستفادة منها لأنها تصب مباشرة في خدمة توعية وتثقيف المجتمع وتتناول موضوعا أساسيا يهم الجميع، وأثنى على المشاركين في الندوة والفعاليات المصاحبة مشيدا بدور المنتى في تبني مثل هذه القضايا والمواضيع التي تلامس حاجات وقضايا المجتمع.

 

رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد