أكد مهتمون بالعمل التطوعي حضروا ندوة «العمل التطوعي.. آفاقه وتحدياته» التي أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي في محافظة القطيف، أن المملكة تدعم العمل التطوعي من خلال 19 جمعية تطوعية، ما يترك المجال مفتوحا للتطوع ضمن النطاق المؤسسي، مشددين لـ «الرياض» على أن الشبان غالبا هم من ينخرطون في العمل التطوعي في الجانبين الرسمي أو الأهلي، مشيرين إلى أن محافظة القطيف بها طاقة كبرى في هذا الجانب.
والندوة التي تميزت بحضور حاشد من المهتمين بالعمل التطوعي في المنطقة الشرقية قدمها الرئيس التنفيذي لجمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز الرويشد، وكرم فيها هاشم الشرفا الذي أسس وترأس العديد من المبادرات والمؤسسات الاجتماعية، والشاب علي المفتاح المنخرط في العمل التطوعي الذي يستفيد منها المجتمع، مقدما نبذة عن الجيل الشاب الذي يمارس التطوع الميداني في محافظة القطيف منذ أعوام عدة، كما طاهر الصالح قدم أعضاء فريق «في خدمتكم» التطوعي تعريفا عن المجموعة.
وتطرق مدير الندوة مصطفى الشعلة إلى أهمية العمل التطوعي في تطوير الإنسان في شتى المجالات كالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، مذكرا أن الأمم المتحدة خصصت يوما للعمل التطوعي لأهميته ودوره في التنمية الإنسانية، وأشار إلى خطة المملكة لرفع عدد المتطوعين وتنظيم مشاركاتهم ضمن رؤية 2030.
وركز المحاضر في الندوة الرئيس التنفيذي لجمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز الرويشد في كلمته على التعريف بالعمل التطوعي ومفاهيمه، عارضا مجموعة من التحديات التي تواجهه العمل التطوعي، أهمها افتقاره للتنظيم المؤسسي وللمعايير الأساسية للأداء، وضعف المشاركة المجتمعية.
وتناول التوجهات العالمية في التطوع، منها برنامج الأمم المتحدة للتطوع، والصليب الأحمر الدولي، والجمعية العربية للعمل التطوعي، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي يمكن السعوديين من التطوع خارج المملكة في أعمال الإغاثة المختلفة، مشيرا إلى أن الإحصاءات التي نشرتها الهيئة العامة للإحصاء عن العمل التطوعي والمتطوعين بالمملكة تؤكد أن 14 % من المتطوعين هم في سن 15 – 34 سنة، وأن غالبية التطوع تكون في فترة الحج، وهناك تقارب في نسبة المشاركين في التطوع من الجنسين.
وذكر الرويشد تنظيمات العمل التطوعي في المملكة، إذ قال: «هناك دعم للعمل التطوعي، كإقرار مجلس الشورى لنظام التطوع، وتأسيس الإدارة العامة للتطوع بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وإنشاء جمعيات العمل التطوعي بالمملكة والتي وصل عددها إلى 19 جمعية لحد الآن».
وأبان بأن من بين الأساليب المحفزة للتطوع حاليا تسجيل ساعات التطوع بطريقة رسمية في البرنامج الوطني من خلال تطبيق «أبشر»، ما يعطي الأفراد المتطوعين أفضلية في التوظيف والقبول في الجامعات وغير ذلك من الخدمات.
وذكر الرئيس التنفيذي لجمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية بأن البوابة الوطنية للعمل التطوعي ستدشن قريبا وهي نقلة مهمة للعاملين في مجال التطوع من أفراد ومؤسسات، عارضا بعض الأفكار المقترحة لرفع مستوى العمل التطوعي من بينها إعداد وتأهيل مديري تطوع في الجمعيات الأهلية، والتفرغ لإدارة التطوع، ووضع معايير موحدة للعمل التطوعي بالمملكة، وزيادة مساهمة القطاع الخاص عبر شراكات بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وعرّف في هذا السياق بجمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية، متطرقا إلى أهداف الجمعية، كتعزيز ثقافة العمل التطوعي، وتطوير نظم العمل المؤسسي والمسؤولية الاجتماعية، وتحفيز المتطوعين، ونشر التطوع، ورفع كفاءة قدرات المتطوعين.
وعن أنشطة الجميعة قال: «إن أبرز أنشطتها إنشاء المركز السعودي للأبحاث والدراسات عن العمل التطوعي، ومركز الشرقية التطوعي المهتم بإدارة العمل التطوعي وتأهيل القيادات في هذا المجال، واستحداث جائزة التطوع السعودية الهادفة لدعم المتطوعين، وإبراز قصص نجاحاتهم».