أقام منتدى الثلاثاء الثقافي أمسيته الخامسة للموسم العشرين وسط حضور حاشد من المهتمين بالعمل التطوعي في المنطقة مساء الاربعاء 17 صفر 1441هـ الموافق 16 اكتوبر 2019م، أقام ندوة بعنوان “العمل التطوعي، آفاقه وتحدياته” قدمها الاستاذ عبد العزيز الرويشد الرئيس التنفيذي لجمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية. وأدار الندوة الاستاذ مصطفى الشعلة وكان ضيف الشرف فيها الشخصية الاجتماعية الاستاذ هاشم الشرفا، الذي أسس ترأس العديد من المبادرات والمؤسسات الاجتماعية.
وتضمن البرنامج العديد من الفعاليات المصاحبة، شملت عرض فيلم قصير عن اليوم العالمي لمكافحة الفقر شمل معلومات عن حالة الفقر في العالم، وتم تكريم الناشطة الاجتماعية خيرية الحكيم المتطوعة في عدة مجالات اجتماعية منها التشجيع على الرياضة النسائية. وأقام الفنان عبد العزيز العبد اللطيف معرضا عن اعماله النحتية والتي تمثل تجربته الطويلة في هذا المجال، كما شاركت الكاتبة أميرة الحوار في عرض تجربتها في الكتابة وتوقيع كتابها “رماد وظل”. وشارك الناشط الاجتماعي الشاب علي المفتاح من مجموعة شباب القطيف التطوعية بكلمة تعريفية عن المجموعة. وشارك في الندوة مجموعات تطوعية عديدة أبرزها أعضاء فريق “في خدمتكم” التطوعي حيث قدم الاستاذ طاهر الصالح كلمة تعريفية بالفريق.
بعد ذلك قدم مدير الندوة الاستاذ مصطفى الشعلة كلمة عن أهمية العمل التطوعي وفي تطوير الانسان في شتى المجالات كالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، وذكر أن الامم المتحدة خصصت يوما للعمل التطوعي لأهميته ودوره في التنمية الانسانية، وأشار إلى خطة المملكة لرفع عدد المتطوعين وتنظيم مشاركاتهم ضمن رؤية 2030.
بدأ المحاضر الاستاذ عبد العزيز الرويشد الرئيس التنفيذي لجمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية محاضرته بالتعريف بالعمل التطوعي ومفاهيمه وعرض مجموعة من التحديات التي تواجهه من أبرزها افتقاره للتنظيم المؤسسي وللمعايير الأساسية للأداء وضعف المشاركة المجتمعية. واستعرض بعض التوجهات العالمية في التطوع منها برنامج الأمم المتحدة للتطوع والصليب الأحمر الدولي والجمعية العربية للعمل التطوعي ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية والذي يمكن السعوديين من التطوع خارج المملكة في اعمال الاغاثة المختلفة.
وألقى المحاضر الضوء على المسح الميداني الذي نشرته الهيئة العامة للإحصاء عن العمل التطوعي والمتطوعين بالمملكة، مشيرا إلى أن 14% من المتطوعين هم في سن 15-34 سنة، وأن غالبية التطوع تكون في فترة الحج، وهناك تقارب في نسبة المشاركين في التطوع من الجنسين. وتناول كذلك مجموعة من التشريعات والتنظيمات في السعودية التي تدعم العمل التطوعي منها اقرار مجلس الشورى لنظام التطوع، وتأسيس الادارة العامة للتطوع بوزارة العمل و الشؤون الاجتماعية، وإنشاء جمعيات العمل التطوعي بالمملكة والتي وصل عددها الى تسعة عشر جمعية لحد الآن. وأشار إلى من بين الأساليب المحفزة للتطوع حاليا تسجيل ساعات التطوع بطريقة رسمية في البرنامج الوطني من خلال تطبيق “أبشر”، مما يعطي الأفراد المتطوعين أفضلية في التوظيف والقبول في الجامعات وغير ذلك من الخدمات، وأشار إلأى أن البوابة الوطنية للعمل التطوعي ستدشن قريبا وهي نقلة مهمة للعاملين في مجال التطوع من أفراد ومؤسسات. مل التطوعي
وعرض الأستاذ الرويشد بعض الافكار المقترحة لرفع مستوى العمل التطوعي من بينها اعداد وتأهيل مدراء تطوع في الجمعيات الأهلية، والتفرغ لإدارة التطوع، ووضع معايير موحدة للعمل التطوعي بالمملكة، وزيادة مساهمة القطاع الخاص عبر شراكات بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني. بعد ذلك عرج المحاضر على التعريف بجمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية بالحديث عن جهود وأهداف الجمعية كتعزيز ثقافة العمل التطوعي وتطوير نظم العمل المؤسسي والمسؤولية الاجتماعية بالإضافة لتحفيز المتطوعين ونشر التطوع، وكذلك رفع كفاءة قدرات المتطوعين.
واستعرض المحاضر أبرز انشطة الجمعية والدور الذي تقوم ومن بينها أنشاء المركز السعودي للأبحاث والدراسات عن العمل التطوعي، ومركز الشرقية التطوعي المهتم بإدارة العمل التطوعي وتأهيل القيادات في هذا المجال، وكذلك استحداث جائزة التطوع السعودية الهادفة لدعم المتطوعين وابراز قصص نجاحاتهم.
بدأت المداخلات بت ساؤل من الاستاذ مصطفى الشعلة عن آلية ترسيم المؤسسات التطوعية، وآلية جمع الفرق التطوعية للتبرعات اللازمة للتطوع، والسبيل لرفع عدد المتطوعين في المملكة من عشرة آلاف متطوع حاليا الى مليون متطوع بحلول 2030 كما في خطة الدولة.
وطرح الاستاذ ماجد عبد العال الرئيس السابق لجمعية ام الحمام الخيرية تجربته في العمل التطوعي مشيرا إلى أن التطوع يجب أن يبدأ مع حياة الفرد مبكرا وبشكل طبيعي وعفوي حتى يستمر مبينا أن هناك ما يشجع المتطوع وما يحبطه أحيانا، واقترح رئيس مركز التنمية الاجتماعية السابق الاستاذ علوي الخباز زيادة عدد جمعيات العمل التطوعي في مختلف مدن المملكة حيث أن العدد الحالي لا يزال قليلا، كما اقترح وجود سجل بيانات للمتطوعين لتسهيل الاستفادة منهم. وذكر الاستاذ علي الرضي جعل التطوع نمط حياة من خلال تعزيز التعاون مع المؤسسات الرسمية كالتعليم والصحة للتمكن من رفع عدد المتطوعين للمستوى المطلوب.
وذكر الاستاذ مبارك الميلاد دعم المتطوعين الذين قدموا حياتهم للمجتمع ومكافئتهم من برنامج الاسكان بمميزات خاصة تضمن لهم مردود يعود على اسرهم، أما الاستاذة عرفات الماجد عضو المجلس البلدي فقد بينت ان عدد المتطوعين على أرض الواقع هو أضعاف الاحصائيات المعلنة وهناك افتقار للتوثيق الشامل مما يجعل العدد يبدو قليل مقارنة بالواقع، وذكر الاستاذ عبد الرسول الغريافي أن المتطوع يقع بين غياب مظلة تحميه وعدم وجود تنظيمات وتشريعات واضحة فيما يخص التطوع.
وبين الاستاذ هاشم الشرفاء توضيحا حول البوابة الوطنية للتطوع والتي يسجل فيها الافراد والمؤسسات مجالات اهتمامهم وخبراتهم والفرص التطوعية لديهم وهي تجمع المتطوعين والمؤسسات التطوعية والجهات المستفيدة من العمل التطوعي. وأشار الأستاذ زكي العوامي إلى تجربة فريق “فزعة أهل” والمبادرات التطوعية التي يقوم بها واحتياجه للمظلة التي تقدمها جمعية العمل التطوعي بالشرقية، وأكد الاستاذ صالح العمير على ضرورة ان يكون المدير التنفيذي للجمعيات مستقلا عن مجلس الادارة لتحقيق الحوكمة للمؤسسات الأهلية اضافة لأهمية تأكيد أخلاقيات العمل التطوعي في مختلف الجمعيات الأهلية.
وركزت الاستاذة زينب الأسود على أهمية تغطية الفجوة بين المتطوعين والفرص التطوعية عبر سبل ابداعية جديدة كالبوابة الوطنية للتطوع وضرورة وضوح الاهداف التطوعية للمتطوعين وللمؤسسات الاجتمعية، وأكد الدكتور محمد الانصاري مسؤول جائزة العمل التطوعي على أهمية خلق الثقة بين الجمعيات في مجال تبادل المعلومات للكوادر التطوعية مشيرا إلى ان من أبرز اهداف جائزة العمل التطوعي دعم المتطوعين ونشر قصص نجاحاتهم في مختلف المجالات التطوعية. وبينت الاستاذة منى الشافعي أهمية اعتماد برامج ادارة العمل التطوعي بصورة متطورة اضافة للتأكيد على دور مراكز الدراسات للمساهمة في تطوير العمل التطوعي.
وقدم ضيف الشرف الاستاذ هاشم الشرفا كلمة عبر فيها عن تفاؤله بمستقبل العمل التطوعي بالمملكة وما تطرحه رؤية 2030 يعد فرصة ثمينة للعاملين والمهتمين بالعمل التطوعي ولعموم المجتمع والمواطنين بشكل عام، كما اشاد بمنتدى الثلاثاء الثقافي كنموذج للعمل التطوعي المتكامل الذي يحمل أهدافا واضحة تعزز من مشاركة المرأة في العمل والادارة وكذلك التنوع في أعضاء مجالس الادارة.