مكة – الأحساء أنشأت مجموعة من الشباب بعض الملتقيات الثقافية الأهلية الخاصة على غرار المؤسسات الثقافية الرسمية تحقيقا لطموحاتهم ورغبة منهم في تجاوز الكلاسيكيات والمحسوبيات الرسمية على حد قول منسق ملتقى تواصل محمد الربيعة، والذي يرى أن بعض الملتقيات الثقافية الرسمية تبنت خطا أحاديا في أطروحاتها، وهامشا ثقافيا محدودا في حريته لا يرضي طموح الشباب، الذي يتطلع لمزيد من الثقافة والتعددية وطرح موضوعات أكثر جرأة، وإجراءات أقل تشددا.
ملتقى تواصلففي الرياض أنشأت مجموعة من الشباب المهتمين بالفكر والحالة الثقافية في الوطن العربي «ملتقى تواصل» الذي بدأ نشاطه في أغسطس 2012، واستضاف نخبة من الكتاب والباحثين والمفكرين، بحسب محمد الربيعة منسق الملتقى، موضحا امتداد نشاط «تواصل» عبر قناته في موقع اليوتيوب، التي تتضمن كل اللقاءات بالإضافة إلى تضمين القناة محاضرات فكرية وفلسفية عالمية ومترجمة بالتعاون مع مترجمين شباب.
وأشار الربيعة إلى أنهم يهدفون من خلال الملتقى إلى طرح القضايا التي تسهم في فتح حوار عميق حول المواضيع الفكرية المختلفة، لافتا إلى دوره في إثراء الساحة الثقافية في السعودية والوطن العربي، ولا سيما أنهم يدخلون الشباب في المناقشة والطرح.
تفاعل الجمهوروأوضح الربيعة أن أبرز ما يميز الملتقيات الأهلية تجاوزها قيود العمل البيروقراطي الرسمي، الذي يوصف بانخفاض سقفه، والمليء بالمحسوبيات، حيث تسيطر عليه مجموعة محددة منذ مدة طويلة، مشيرا إلى أن بعض المراكز الثقافية تنتمي إلى جيل آخر ما يعني أن لها خطابها واهتماماتها الخاصة، ومعظمها لا يناسب الشباب في كثير من الأحيان، فيما تتمتع الملتقيات الحرة بثقة المتلقين، كما أن حالة التفاعلية بين الجمهور والمشرفين على الملتقيات تمكن الجمهور من الإسهام في اختيار المواضيع والمحاضرين.
وأكد الربيعة على دور شبكات التواصل الاجتماعي في تغذية هذا التفاعل اليومي، وقدرته على خلق اهتمامات مشتركة، أو على الأقل مساعدة المنظمين في تحديد المواضيع المهمة للمتلقي، إضافة إلى أن الشبكات الاجتماعية توفر مساحة لنقل هذه المحاضرات والمناقشات إلى جمهور أوسع، واستمرار الحوار حولها ومناقشة موادها بين المهتمين لوقت أطول وهذا عماد الملتقيات الخاصة.
لا للوصاية الفكريةوفي مدينة صفوى اشتركت مجموعة من الشباب في إنشاء منتدى «وصل الثقافي»، وبين المنسق الإعلامي للمنتدى علي الصفار، أن المنتدى يهدف لإيجاد مساحة جديدة للمهتمين بالفكر والثقافة والشأن العام، من ورش عمل وندوات تتم فيها المناقشة وطرح رؤاهم، بعيدا عن وصاية رسمية أو فكرية أو نخبوية تقليدية من المثقفين، مضيفا أن هذه الملتقيات تشهد ارتفاعا ملحوظا في نسبة الحضور.
ومؤسس منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف جعفر الشايب، أرجع انتشار المنتديات الثقافية الأهلية إلى تنوع اهتماماتها وموضوعاتها وما تملكه من حرية في التعبير، وحميمية الحوارات والنقاشات التي تتخللها، مشيرا إلى دورها في سد الفراغ الكبير، الذي لا يمكن للمؤسسات الثقافية الرسمية تغطيته، نظرا لمحدودية عددها والصبغة الرسمية التي تميزها، بخلاف ما يتميز به الملتقى الأهلي من تناغم طبيعي مع محيطه ورواده، وهذا يجعله أكثر استقطابا للجماهير.
النموذج المتجددوأشاد الشايب بتفاعل المشهد الثقافي مع ما وصفه بـ «النموذج المتجدد» من حواضن الفكر والثقافة، من حيث اختيارها للبرامج والموضوعات المناسبة للمرحلة، وتناولها بصورة جادة ورصينة، تتمثل في استمرارية انعقاد لقاءاتها وانتظامها والانفتاح على مختلف الاتجاهات والأطياف الفكرية في السعودية.
ودعا الشايب إلى إيجاد تكامل وتنسيق بين المؤسسات الثقافية – الرسمية والأهلية – من خلال تنسيق الموضوعات ودعوات المحاضرين، وتبادل عرض الإصدارات الثقافية، مشددا على أهمية احتضان وزارة الثقافة والإعلام لهذه الفعاليات الأهلية، والترويج لها ودعمها باللقاءات المنتظمة مع القائمين عليها، وتوجيه وسائل الإعلام وخاصة الإذاعة والتلفزيون، لنقل أبرز ما يدور فيها، وتكريم المنتديات المتميزة بصورة سنوية لتحفيزها على المواصلة.