منتدى الثلاثاء يناقش واقع التعليم ومستقبله

4٬322

خصص منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف أمسيته الثقافية مساء الثلاثاء 28 صفر 1435هـ الموافق 31 ديسمبر 2013م حول “واقع التعليم ومستقبل” ضمن فعاليات موسمه الثقافي الرابع عشر ، وشارك فيها مجموعة من المشرفين التربويين والمعلمين ومدراء المدارس . وأدارت الندوة الاعلامية عفاف المحيسن التي رحبت بالضيوف وتناولت أبعاد العملية التعليمية من مختلف جوانبها ، ومؤكدة على أن التعليم هو البعد الأهم في الإصلاح في ظل عالم متغير ومتسارع .

تحدث راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب في كلمة ترحيبية حول دور التعليم في بناء المجتمع وتطوره ، وبه تقاس تقدم الأمم والمجتمعات ويتم التنافس بينها ، وأشار لواقع التعليم ف المملكة من حيث الإهتمام به تمويلا فهو يأخذ ربع ميزانية الدولة لكن مخرجاته لا تزال ضعيفة وغير متناسبة مع حاجات البلد ، مؤكدا على أن المنتدى أولى موضوع التعليم إهتماما واضحا من خلال الندوات العديدة التي أقامها في هذاالمجال طوال مواسمه المختلفة.

بدأت المشاركات بحديث للتربوي الاستاذ علي احمد بحراني وهو مدير مدرسة متوسطة حيث استعرض تاريخ بداية التعليم في المملكة وإنشاء وزارة المعارف ثم وزارة التربية التعليم ودمج تعليم البنات والبنين في وزارة واحدة . وذكر أنه على الرغم من تخصيص ميزانية كبيرة للتعليم ، إلا أنه لا يزال يعتبر في عداد برامج محو الأمية ولا يمكن أن نصفه بأنه تعليما متخصصا حيث تنعدم فيه التربية على الهوية وتشوبه ضبابية في الأهداف.

وأشار إلى أن مخرجات التعليم لا تزال أقل من المستوى المطلوب حيث تنعكس بشكل طبيعي على سوء وضعف الأداء في مختلف المجالات لاحقا ، لأنه لا يتم التركيز على التربية السليمة والممنهجة . وحول المناهج تحدث البحراني بأنها تحتوي حشوا كثيرا وتعتمد على التلقين وفيها كم كبير من مواد التربية الدينية في ظل نقص في المواد العلمية .

أما الأستاذة فاطمة احمد البلوي الباحثة في مكتب التربية والتعليم بالخفجي فتحدثت عن وضع المعلمين ودورهم في العملية التربوية وناقشت أسباب ضعف هيبة المعلمين كالنظام الإداري واللوائح التي لا تحمي حقوق المعلم ، ونتج عن ذلك ظواهر سلبية من بينها ضرب المعلمين والإعتداء عليهم . وأشارت إلى أن من المشاكل التي يواجهها المعلمون موضوع التعيين في مناطق بعيدة وخاصة بالنسبة للمعلمات مما ينتج عنه تشتت أسري وحوادث سير وبدون أي حوافز أو تعويضات . كما بينت بأن المعلمين لا يحصلون على تأمين صحي ، وأن تنظيم الإجازات لا يتم بصورة متوازنة وخاصة الإجازات الإضطرارية وتلك التي تتطلب مراجعات في حال الأمراض المستعصية . وأوضحت بأن المعلمين ينبغي أن يحصلوا على تسهيلات في منح الأراضي السكنية وتسهيل إجراءات السكن لهم كمحفزات للعمل .

من ناحية أخرى تحدثت الأستاذة البلوي حول غياب وضعف التخطيط المستقبلي في التعليم والذي أدى لوجود فجوة كبيرة في عملية بناء المدارس والإستعاضة عنها بالمباني السكنية المستأجرة ، وكلها غير صالحة لأن تكون مدارس لأنها غير مهيأة لإستيعاب الطلبة ، بسبب إزدحام الطلبة وتكدسهم مما ينعكس سلبا على نفسية الطلبة والمعلمين .

وتناول الأستاذ فارس القاضي وهو تربوي وإعلامي وعضو فريق التغيير والتوجهات المستقبلية في الوزارة تجربة إنشاء فريق التغيير الذي تأسس عام 2012م ويهدف إلى نشر ثقافة التغيير ، دعم التواصل بين المجتمع المحلي وإدارة التعليم ، عمل دراسات وابحاث تعليمية ، وضع خطط مستقبلية للتعليم . وبين الأستاذ القاضي أن هناك من يحارب توجهات التغيير والتطوير من داخل المجتمع التربوي لأسباب مختلفة وبصور متعددة مما يجعل عملية التغيير صعبة للغاية وذلك يتطلب تغييرا من الأعلى للأسفل.

وإستعرض الأستاذ فارس القاضي نتائج توصيات دراسة إستبانة لبناء خطة محكمة لتفعيل الرؤية والرسالة والقيم للإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية شارك فيها 508 مشارك ، جاء فيها أن 78% منهم يؤيدون أن تترك للمدارس ومكاتب التربية والتعليم سبل تطبيق الرؤية والرسالة بما يعني إستقلالية أكبر المدارس . كما أوصت الإستبانة أيضا إلى أن تتولى الإدارة التخطيط ويترك التنفيذ للمكاتب التربوية والمدارس ، وتخصيص جائزة سنوية لتفعيل الرؤية والرسالة .

وتحدثت الأستاذة إمتثال عبد العظيم ابو السعود من مكتب الإشراف التربوي بالقطيف بأن هناك كم هائل من الإحباط في الوسط التعليمي من معلمين واداريين ودورنا هو أن نساهم في تقديم أي عمل إيجابي ، مشيرة إلى أن التعليم حق أساسي للانسان وهو ليس بمنة أو هبة أو تفضل من أحد . وأوضحت أن الهدف الأساسي من التعليم هو الإنماء الكامل للشخصية الإنسانية بجميع جوانبها ، مبينة أن مشاكل التعليم منبعها في غياب الإستراتيجية وفي الجذور الأساسية التي بني عليها .
واستشهدت بأن المادة المتعلقة بالتعليم في النظام الاساسي للحكم تشير إلى هدفية التعليم بتنمية العقيدة الاسلامية وحب الوطن وبناء الشخصية ، موضحة أن التعليم في البعد الأحادي لا يمكن أن يبني مجتمعا متسامحا ، بل ينبغي تعزيز التعايش والحوار والتواصل في مناهج التربية .

وطرحت أبو السعود عدة تساؤلات حول عدم وضوح أهداف العملية التربوية والتعليمية ، وكون مخرجات التعليم لا تصب في مصلحة الوطن والمواطن بشكل عام ، وحول مدى توافق مخرجات التعليم مع سوق العمل ، إضافة إلى حالات الإحباط وقتل المواهب . وبينت الأستاذة امتثال أبو السعود أن على كاهل الوزير الجديد عبئا كبيرا وتركة ثقيلة ينبغي معالجتها ، وخاصة مع وجود جهات محافظة تقف ضد أي تغييرأو تطوير ، مما يتطلب إيجاد حلول جذرية وقوية . وأشارت إلى وجود مخالفات نظامية عديدة من بينها أن العديد من المديرات لازلن بمؤهل ثانوي فقط بينما المطلوب أن يكون لديهن تأهيل جامعي ، كما ينص النظام أن لا تبقى المديرة أكثر من ثمان سنوات في نفس المدرسة وهو أمر غير مطبق .

وتناول الأستاذ محمد علوي الدعلوج وهو تربوي وعضو مجلس المنطقة الشرقية عدة قضايا تخص التعليم موضحا أن هناك بعض الأفكار التي تقف أمام تقدم التربية والتعليم ، مطالبا بالإسهام في عملية صناعة القرار التربوي ، وأن هيبة المعلم تأتي من خلال تأكيد وتعزيز الإحترام التي ترفع قيمة المعلم . وأكد في حديثه على ضرورة المساهمة بإيجابية في معالجة الأزمات مستشهدا بمبادرات تثقيف المعلمين الجدد بأوضاع المنطقة والتي نتج عنها فهما أفضل لديهم للتعامل مع الطلبة بدلا من نمو حالات التوتر والتشدد .

وأوضح كلك أن من بين المبادرات التي ساهم في إطلاقها إنشاء الصندوق التعاوني في المدارس ، مشيرا إلى أهمية توضيح حقوق الطالب والمعلم ، وأن يمر الإداريون ببرامج تأهيلية ويتقلد عدة مسئوليات تربوية وإدارية قبل تسلمه إدارة المدرسة . وأشار إلى المرشد الطلابي الذي يلعب دورا مهما في توجيه وإرشاد الطالب لمجالات التخصص العلمي المستقبلية .

وجاءت مداخلات الحضور في سياق ذات الحديث ، حيث أشار الأستاذ عيسى العيد إلى ضرورة تغيير مدراء المدارس الغير متخصصين إداريا ، وتعيين المعلمين بناء على مناطقهم لئلا يكونوا بعيدين عنها ، ومواكبة التقنية في الفصول الدراسية ، وتخصيص مناهج لتعليم الطالب حقوقه وواجباته . وطرح الأستاذ حسن الجميعان أهمية إعادة رسم إستراتيجية التعليم مجددا ، حيث ينبغي عدم تبرير الأخطاء القائمة ، ومعالجة المعوقات المالية التي تؤدي إلى أن يقوم المعلمون بدفع قيمة التجهيزات المدرسية المطلوبة . واشار الدكتور عبد العزيز الحميدي لفكرة تشكيل مجلس أهلي لتطوير التعليم ومعالجة إشكالاته التي من بينها تعليم التفكير الإبداعي .

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد