أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ندوة حوارية موسعة حضرها العديد من الكتاب والمثقفين مساء الثلاثاء 2 ربيع الثاني 1434هـ الموافق 12 فبراير 2013م تحت عنوان “كتابة الرأي في الصحافة المحلية” وذلك باستضافة الكاتب في صحيفة اليوم محمد العصيمي والكاتب في صحيفة الرياض فاضل العماني.
أدار الندوة عضو اللجنة الادارية لمنتدى الثلاثاء الثقافي الاستاذ موسى الهاشم الذي عرف بضيفي الامسية، مبتدءا بالكاتب محمد العصيمي وهو كاتب يومي في صحيفة اليوم تتميز مقالاته بجرأة كبيرة لفتت الأنظار إلى الكثير من القضايا الحرجة أو المسكوت عنها إذا جاز التعبير، أما بدايات محمد العصيمي الصحفية فقد كانت في صحيفة الرياض بمدينة الرياض أثناء دراسته الثانوية وهي بدايات استمرت إلى العام 1990 حين انتقل للعمل مديرا للشؤون الإعلامية بشركة (سمارك) بجدة آنذاك وأصدر أول مجلة سعودية متخصصة في شؤون النفط، تحت مظلة الشركة، بالاضافة للكتابة الصحفية على مدى السنوات الماضية في صحيفة الشرق الأوسط ومجلة المجلة ومجلة الشرق وفي صحيفة الاقتصادية.
اما الكاتب فاضل العماني فيعمل في مجال التعليم منذ عام ١٩٩٠م ، وهو متخصص في مادة الرياضيات، ويشارك في اعداد برامج للتلفزيون السعودي ، وعمل مديرا لمكتب مجلة عالم الرياضة بالمنطقة الشرقية، ومحررا بجريدة الرياضي، وهو كاتب اسبوعي سابق في صحيفتي الحياة والوطن وحاليا في صحيفة الرياض، وصدر له ديوان شعري قبل سنوات، وبعد عدة أيام يصدر له كتاب فكري بعنوان “حراس النوايا” اضافة للكثير من الابحاث والدراسات التي وجدت طريقها للنشر في بعض المجلات والدوريات السعودية والعربية.
في بداية الندوة قال الكاتب فاضل العماني ان هذه المرحلة الحرجة والمتسارعة من عمر العالم، وهذا الانفجار المعلوماتي الرهيب، اصبحت فيه الصحف سواء التقليدية او الرقمية متشابهة حد التطابق في نقل الاخبار والتغطيات، لان المواد والمصادر هي نفسها، مع الاخذ بالاعتبار مساحة الحرية من صحيفة لاخرى. واشار الكاتب العماني الى ان الاختلاف والفارق الوحيد اصبح في صفحات الرأي، وكتاب الاعمدة والمقالات، مبينا اهمية وتاثير المقال في واقع المجتمع السعودي، لانه يساهم في صياغة وتشكيل وتوجيه الرأي العام. وأضاف ان لا أحد يدعي بان لدينا صحافة حرة ومستقلة، وهو أمر مطلوب من أجل ان تتسع فرصة التعبير عن الرأي بدلا من الحجب وتكثيف الرقابة ، ولكن ذلك لا يعني اننا نطالب بالفوضى.
واكد العماني ان تأثير الصحافة المحلية على النخب وصناع القرار ليس بالشكل المطلوب ، وأن عوامل التأثير تعتمد على الكاتب نفسه ونوعية المقالات التي يكتبها، وايضا على المزاج العام، بالاضافة للاسلوب الذي يكتب به. وبين الأستاذ فاضل العماني انه توجد لدينا ثلاثة نماذج لكتاب الاعمدة، الاول هو كاتب المقال الذي يتبع اسلوب النقد المباشر واللاذع ، وهناك نموذج الكاتب التبريري او التوافقي، والنموذج الاخير هو الكاتب الوسطي، وهو من يريد ان يمرر مشروعه وافكاره باسلوب معتدل.
وكدليل على تأثير الاعلام الجديد على الساحة، قال العماني ان تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كبير جدا في المجتمع السعودي ، حيث أن تغريدة عبر التويتر قد تكون اهم بكثير من عدة مقالات . وبين ان الصراعات والجدالات التي يعبر عنها في الصحافة المحلية هي حالة صحية ، مع أن اغلبها من صنع الكتاب انفسهم. وأضاف ان الكتابة عن قضايا المرأة في الصحافة المحلية يجعل من الكاتب في كثير من الأحيان في مواجهة المجتمع والمتشددين فيه، وذلك بخلاف الكاتبة السعودية ففي الغالب لا تواجه نفس العقبات.
اما الكاتب محمد العصيمي فابدى سعادته بالتواجد في منتدى الثلاثاء الثقافي، مؤكدا على ان القطيف اليوم تمثل رئة الوطن على المستوى الثقافي من ناحية تعدد الانشطة والفعاليات الثقافية وتنوعها ، واستقطابها لشرائح اجتماعية متعددة . وبين العصيمي ان الكتابة بالنسبة للكاتب هي قدر وموهبة، وقد تتحول مع الوقت الى مهنة ، مشيرا الى أن كتابة الرأي من المفترض أن تعبر عن هموم الكاتب وتطلعات مجتمعه ووطنه.واكد ان “فورة” الجدل لم توفر شيئا في الواقع السعودي في محاولة للحصول على مغانم الحرية، موضحا أنه يتطلع الى ان يكون هناك ملتقيات ثقافية غير انتقائية للشباب، وليس ملتقيات مناطقية، لمناقشة القضايا الوطنية العامة.
وبين الأستاذ العصيمي ان المشاكل التي تواجه بعض الكتاب تنبع ممن يضعون انفسهم نوابا عن المجتمع ومصادرين لرأيه وحريته ، مؤكدا ان من بين ذلك مثلا اتهام بعض الكتاب بانهم ضد الدين والفضيلة. واشار الى ان اغلب الردود التي تصله تكون مؤيدة لأفكاره التي يكتبها، لكن المعارضين هم من يرفعون الصوت عاليا ويعملون بجهد اكبر لمحاربة الكتاب الذين لا يعجبونهم، ويحملون الكاتب أحيانا اراءا ومواقف لم يقصدها في كتابته . واكد العصيمي على انه يعمل حاليا على كتاب سيتم الانتهاء منه قريبا يسعى لعرض التعليقات التي ترده على مقالاته، وذلك في محاولة لدراسة نمط التفكير لدى القارئ المحلي. وفي شأن اخر اشار العصيمي الى ان حالة الركود التي تمر بها الاندية الادبية وجمعيات الثقافة والفنون في المملكة تعود بالدرجة الاولى بسبب ابتعاد هذه المؤسسات عن مناقشة المسائل التي تهم الناس بشكل مباشر.
وعلى هامش الأمسية، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي “نادي خطوة واعدة للفتيات“، حيث قدمت كل من عضوات النادي ابتهال العوامي وحوراء آل محسن ومرام عليو فكرة عن عمل النادي الذي يهدف الى مهارات حياتيه جديدة وبطرق مبسطه عن طريق حضور الدورات وورش العمل والتعرف على كبار الشخصيات في المجتمع من خلال الملتقيات والاستضافات التي ينظمها النادي بإشراف مجموعة من الناشطات.
في بداية المداخلات تساءلت الكاتبة الصحفية فاطمة القحطاني عن كيفية مرور المقالات الجريئة والصريحة جدا للنشر مع أنها قد تكون سببا في اقالة رئيس تحرير الصحيفة التي تنشر فيها ، كما حدث عدة مرات كانت آخرها أقالة قينان الغامدي رئيس تحرير صحيفة الحياة.
اما عضو جمعية الثقافة والفنون بالدمام محمد الهلال فتساءل عن أسباب عدم تفعيل دور جمعية الثقافة والفنون والنادي الادبي في احتضان الانشطه الثقافية وفي تأهيل الأفراد على الكتابة والقيام بتحليل اتجاهات كتاب الراي في المملكة. أبدى الاستاذ عماد ابو خمسين ملاحظته على كتاب الرأي اليوميين بانهم يبدؤون بشكل قوي في التعبير عن قضايا مهمة لكنهم سرعان ما يتراجعون بصورة ملحوظة.
وأكد رئيس تحرير صحيفة اليوم الاستاذ محمد الوعيل على اهتمام صحيفته بالجوانب الثقافية وكتابة الرأي ، موضحا أن النقد الذي يتعرض له الكتاب الان يعتبر اقل بكثير مما كان في السابق. اما الصحفي بجريدة الشرق محمد المرزوق فأبدى اختلافا مع ما طرحه الكاتب فاضل العماني من ان كتاب صفحات الرأي هو ما يميز الصحف الان، مؤكدا ان الاخبار والتحقيقات الصحفية هي التي تجذب القارئ المحلي.
وقال الكاتب في صحيفة الوطن علي الشريمي ان هناك اربعة عناصر يجب ان تتوفر لدى الكاتب وهي: الحرية، والمساواة، والعدالة، والشفافية، متسائلا عن سبب عدم تواجد الكتاب والمثقفين في دول الخليج ممن يقودون التغيير كما حصل في دول عربية اخرى. وتساءل عبد الله العوامي عن مدى تأثير كتاب الرأي على القرارات الحكومية وعلى صناعة رأي المجتمع ، بينما طرح الشاب اشكالية مصداقية الكاتب ليكون رأيه محترما ومسموع لدى عموم الناس .
المحاضرة الكاملة: