منتديات ثقافية.. إلى متى؟

تزايد عدد المنتديات والصالونات الثقافية في المنطقة الشرقية بشكل لافت للنظر.. ووصف عدد من المثقفين هذه الزيادة بالمزعجة فيما تشاءم آخرون ليصفوها بالمخيفة، نظراً لكثرتها وعشوائيتها وربما لأن بعضها تكرار وعزف على وتر واحد..
وإذا كانت بعض هذه المنتديات تواكب الأحداث الثقافية والفكرية في المملكة وتحاول أن ترصد بعض الظواهر الاجتماعية والدينية إلا أن غالبيتها بحسب ما اتفق عدد من المداخلين في الأمسية التي عقدت بمنتدى القطيف الثقافي هي طابع محدد أو شخصي، فهي ربما تقدم رؤية فئة معينة تجاه الواقع الاجتماعي والسياسي.
ولئن كانت هذه المنتديات تشكل هاجساً أو قلقاً لدى المؤسسات الثقافية كونها قد تنافسها في استضافة بعض الشخصيات أو طرح بعض المواضيع التي لا تستطيع تلك المؤسسات مناقشتها إلا أن هذا التكاثر وهذه العشوائية قد تضر المنتديات نفسها، خاصة من ناحية الحضور.
فنحن لو قمنا بجولة استطلاعية لأحد هذه المنتديات لوجدنا أن نفس الوجوه تحضر بشكل يكاد يكون أسبوعيا أو دوريا. بل إننا نلاحظ في بعض الأحيان نفس الوجوه تتكرر في منتديات مختلفة، وهو الأمر الذي قد يدعو للتساؤل عن جدوائية هذه اللقاءات التي لا تكسب المزيد من الوجوه.
كما يعاب على هذه المنتديات في كثير من الأحيان أنها تأخذ طابع الشخصية، فعالبيتها تحت إدارة شخص واحد، أو هي باسمه عادة، وهذا يدعو للتساؤل أيضاً.. هل كل من امتلك بعض الوجاهة أو بعض المال أسس منتدى؟
الجواب قد يكون اعتسافياً لو كان بنعم.. لكننا أيضاً نحتاج إلى نوع من المصارحة والجدية في مناقشة هذا الموضوع.. نحن فعلاً بحاجة إلى إيقاف هذا التكاثر المرعب، ونقوم بدراسة حقيقية قد لايكفيها مجرد لقاء أو لقاءين.. لعل الخوف من أن يأتي يوم لا نجد مرتادين لهذه الصالونات، فهل ستغلق؟ أم أنها ستبحث عن خطوة أخرى؟ وبالله التوفيق.