مع بداية نشاط الفصل الثاني من موسمه الثقافي الحالي، استضاف “منتدى الثلاثاء بالقطيف” الأستاذ السيد حسن العوامي متحدثا عن “دور الوجهاء في تعزيز الوحدة الإجتماعية” وذلك مساء الثلاثاء 24/12/1423هـ، وفي أجواء حضور إجتماعي وثقافي متميز قدم صاحب المنتدى الأستاذ جعفر الشايب المحاضر وعرفه للحضور حيث ذكر بأنه من وجهاء المجتمع المتميزين نظرا لدوره الأبوي في رعاية النشاط الإجتماعي والقائمين عليه وتصديه لقضايا الشأن العام في المجتمع دون كلل أو ملل.
ومن المعلوم أن السيد حسن العوامي هو من مواليد القطيف درس فيها القرآن الكريم واللغة العربية وهاجر إلى مدينة النجف بالعراق مواصلا دراسته في الفقه والأصول عام 1390هـ وعين سكرتيرا للمجلس البلدي للفترة ما بين 74 – 1379هـ وله العديد من النشاطات الإجتماعية وساهم في العديد من المؤسسات الإجتماعية في المنطقة ونُشرت له العديد من المقالات في الصحف المحلية والعربية.
تحدث المحاضر في البداية عن تحديد مفهوم (الوجاهة) (والوجهاء) وبالتالي دورهم في المجتمع سواء بصفته التقليدية أو المستحدثة وخاصة في أجواء التشنجات الإجتماعية حيث أن دورهم يجب أن يلامس قضايا أبناء المجتمع والسعي إلى تبنيها ومعالجتها بمختلف الطرق، واستعرض أهمية دور الوجهاء في توحيد المجتمع في الظروف الحالية الصعبة لتجاوز أزمة الحوار مع الآخر والسعي إلى تجسير العلاقة معه، وأكد في حديثه على ضرورة رفد هذا العمل بدماء جديدة شابة تساهم في تطوير دور الوجهاء وتعزيز الوحدة الإجتماعية وخاصة وأن المجتمع مليء بالكفاءات والطاقات في مختلف المجالات ويظهر ذلك من خلال الأنشطة الثقافية والإجتماعية المختلفة والمبادرات التي يتبناها أبناء المجتمع وبالتحديد تلك المتعلقة بالإنفتاح على بقية الفئات الإجتماعية في المملكة والطرح الإيجابي في هذا المجال.
وأكد في حديثه على ضرورة إشراك المرأة في هذه الأنشطة وتجاوز الموقف السلبي منها والسعي إلى تنمية قيادة إجتماعية واعية تساهم في دعم وتبني مثل هذه الأنشطة، واستعرض في حديثه أيضا بعض تجاربه الشخصية في هذا المجال والمصاعب التي يتعرض لها الوجهاء في تعاطيهم مع الشأن العام وطالب في نهاية كلمته الإنفتاح على أطراف المجتمع المختلفين داعيا إلى تجاوز حالة الإنغلاق والتقوقع.
وتعليقا على هذا الحديث بدأ الحاضرون بأخذ دورهم في التعقيب على ما ورد في الكلمة، فعلق أحد الحاضرين منتقدا دور الوجهاء وذلك بكونهم غير حياديين تجاه القضايا الإجتماعية وأن هنالك – حسب تعبيره – تحالفا بين المال والدين عادة ما يكون على حساب أبناء المجتمع، وأشار إلى وجود حلقة مفقودة بين جيل الوجهاء التقليديين ورواد الأنشطة الإجتماعية الحالية وذلك يؤدي إلى عدم التفاهم والإنسجام بين هذين الجيلين.
وأكد أحد المعقبين على أن المجتمع الذي يتعرض إلى حصار لا بد وأن يعمل على فك ذلك عبر الإنفتاح على الأفق الوطني العام بدلا من الإنشغال بالقضايا المحلية البسيطة، وبدلا من الصفة الحالية لعمل الوجهاء التي اعتبرها أحد الحضور بأنها حالة تناسب مجتمعات تقليدية فقد اقترح حلا بديلا وهو العمل على تنمية مؤسسات المجتمع الأهلي والمدني والتي تحل الكثير من مشاكل المجتمع وتدفعه لمزيد من الفاعلية والنشاط، وحدد بعض الحضور أبرز المشاكل في دور وجهاء المجتمع ومن أبرزها ضعف الثقة بين الأفراد وإنتشار حالات الأنانية والخوف وقلة المتصدين لقضايا الشأن العام وعدم توحيد الخطاب مع الآخر.
وأكد أحد المتحدثين على ضرورة القيام بدراسات إجتماعية للتعرف على تأثير الضغوط على المجتمع وردود الفعل المحتملة في العلاقات الإجتماعية الداخلية والخارجية وضرورة تطوير عملية البناء الداخلي للمجتمع والتعرف على الأسباب الداخلية وصياغة مشروع إجتماعي واضح يعالج أسباب ضعف المجتمع وتنمية مؤسساته.