شدد مشاري النشمي الباحث ومستكشف الآثار على أن منطقة حائل تعد الأولى في أعداد النقوش القديمة في المملكة، وخاصة الثمودية التي تعود إلى القرن السابع والسادس قبل الميلاد، مؤكداً في ندوة نظمها مساء أمس منتدى الثلاثاء الثقافي في محافظة القطيف أن حائل لكونها تحتل موقعاً استراتيجياً جعلها معبراً مهماً لطرق القوافل التجارية القديمة وهمزة وصل بين مختلف مناطق شبه الجزيرة بالإضافة لتوسطها بين مدن قديمة ذكرت في التاريخ.
والندوة التي تناولت حضارة بلاد ما بين الجبلين: التاريخ الإنساني القديم في منطقة حائل حضرها مختصون في التاريخ القديم من مختلف مناطق المنطقة الشرقية، وقال الباحث النشمي: “إن النقوش الثمودية القديمة أتت تحت أربعة عناوين هي الاشتياق والحب، والحزن والرثاء، والدعاء للإله، والتذكاريات”، موضحاً أن هذه النقوش تعكس أن حائل ما قبل الميلاد كانت تتمتع بمجتمع متحضر ومتمدن ومستقر، وأنهم أمة متعلمة ويمارسون مختلف الحرف بما في ذلك صناعة وتشكيل الحديد، وأن المرأة كانت متعلمة وتشارك في مختلف الأعمال الحياتية كما الرجل بما في ذلك الكهنوتية وامتلاك الجمال.
واستعرض أحد نماذج التحضر في بلاد ما بين الجبلين بعرضه للمراصد الفلكية التي كانت قمة في الدقة الحسابية لحركة الكواكب وتعاقب الفصول، وأن بعضها متعلق بالمعتقدات الدينية أيضاً، مشيراً إلى أن هناك ارتباط بين هذه الحضارة وحضارة ما بين النهرين.
وأكد في ختام حديثه على أهمية توجه أبناء كل منطقة من مناطق المملكة لدراسة وتوثيق الآثار والمعالم التاريخية فيها، وهو الأمر الذي تحدث عنه مدير الندوة أمين الصفار، إذ قال: “إن الاهتمام الحاصل حالياً من قبل هيئة التراث ووزارة الثقافة بالآثار وتوثيق تاريخها وتسجيلها في اليونسكو يعد تحولاً مهماً في هذا المجال، ويتيح فرصاً أكبر لاستكشاف التاريخ الحضاري لمختلف مناطق المملكة”.