استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 19 ربيع الأول 1443هـ الموافق 26 اكتوبر 2021م خبير الأمن السيبراني المسئول في شركة حلول الشبكات الخليجية المحدودة الدكتور حسين آل داؤود متحدثا حول “الأمن السيبراني وفرص المستقبل”، في الندوة التي عقدت على مسرح كليات الأصالة بالدمام وحضرها جمع من المهتمين بالأمن السيبراني ورجال الأعمال، وتناول فيها أهمية الأمن السيبراني، وأحدث أساليب الحماية الشخصية، واجراءات ما بعد الأعطال، والفرص المستقبلية من دراسة الأمن السيبراني.
وأدار الندوة الأستاذ مصطفى الشعلة، وتم تكريم المهندسة فاطمة آل ابو ديب فيها وهي الحاصلة على جائزة أفضل مهندس يافع في العالم لعام 2021م من جماعة مهندسي البترول العالمية، حيث تناولت في كلمتها جوانب من نشاطها التطوعي في خدمة الطلبة عبر تقديم برامج تأهيلية لهم، كما تحدث في الندوة الكاتب الأستاذ أمير بو خمسين حول تجربته في الكتابة وعن كتابه “ومضات ثقافية الذي وقعه في نهاية الندوة.
وألقى كلمة المنتدى الترحيبية الأستاذ مالك آل فتيل مسئول البرامج في المنتدى حيث رحب بالحضور والمحاضر، وتحدث حول التوجهات التي يوليها المنتدى الاهتمام ومن بينها المجتمع والعلوم الحديثة مؤكدا على أهمية علم الأمن السيبراني في هذه المرحلة التي أقرت فيها الدولة العديد من التشريعات والمبادرات المهمة، وشاكرا إدارة كليات الأصالة على تعاونهم في تفعيل الشراكة المجتمعية والتعاون مع المنتدى في تنظيم ندوات توعوية في المجالات العلمية والتقنية.
وتحدث مدير الندوة عن ضرورة مواكبة المستجدات العلمية ودراسة كل جديد فيها، معربا عن تفاؤله بالجهد المبذول من الشباب السعودي وتطلعاتهم نحو هذه العلوم. وعرف ضيف الندوة الدكتور حسين آل داؤود بأنه حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة نيوكاسل وخريج برنامج القادة بأمن المعلومات من جامعة هارفارد، وله عدة بحوث منشورة في مؤتمرات ومجلات علمية، وعمل في شركة ارامكو السعودية وحاضر لمدة سنتين في جامعة نيوكاسل.
بدأ المحاضر حديثه باستعراض نماذج من محاولات اختراق أنظمة المعلومات لكبرى الشركات المحلية والدولية بهدف تعطيل أعمالها من قبل المخترقين أو الإساءة لسمعتها وزعزعة الثقة بها، إضافة إلى الأهداف المالية كالابتزاز احيانا في الحصول على معلومات لدى هذه الجهات أو حول زبائنها حيث يقوم بعضهم بعرض هذه المعلومات للبيع بالجملة. وعرف الجرائم السيبرانية بأنها السلوك غير المشروع أو المنافي للأخلاق أو غير المسموح به المرتبط بالشبكات المعلوماتية العالمية. ومن هنا انطلق في الحديث حول النشأة القانونية للأمن السيبراني بتأسيس الهيئة الوطنية للأمن السيبراني كجهة مختصة في المملكة بالأمن السيبراني والمرجع الوطني في شؤونه بهدف تعزيز الأمن السيبراني للدولة وحماية مصالحها الحيوية وأمنها الوطني والبنى التحتية الحساسة فيها.
وعرف الأمن السيبراني بأنه أمن المعلومات على أجهزة وشبكات الحاسب الآلي والعمليات والآليات التي يتم من خلالها حماية معدات الحاسب الآلي والمعلومات والخدمات من أي تدخل غير مقصود أو غير مصرح به أو تغيير أو اختلاف قد يحدث، حيث يتم باستخدام مجموعة من الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية لمنع الاستخدام غير المصرح به، ومنع سوء الاستغلال واستعادة المعلومات الالكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها.
وفرق الدكتور حسين آل داؤود في محاضرته بين الأمن المعلوماتي والأمن السيبراني حيث قال أن المصطلحين متشابهان لكنهما غير متطابقين، فأمن المعلومات هو أعم وأوسع من الأمن السيبراني بوصفه مجالا يهتم بتأمين البيانات والمعلومات التي تتداول عبر الشبكات الداخلية أو الخارجية، والتي يتم تخزينها في خوادم داخل أو خارج المنظمات من الاختراقات.وأضاف أن الأمن السيبراني هو سلاح استراتيجي بيد الحكومات والأفراد وأصبحت الحرب السيبرانية جزءا لا يتجزأ من الأسايلب الحديثة للحروب بين الدول، موضحا أن الهدف من الأمن السيبراني هو ضمان توافر استمرارية عمل نظم المعلومات وحماية الأنظمة التشغيلية وتعزيز سرية وخصوصية البيانات الشخصية. وأوضح أن تحقيق الأمن السيبراني الشامل يتم بحماية شبكات الاتصالات والمعلومات وأنظمة الحواسيب ذات الاستخدام العام وكذلك الأنظمة المدمجة وما في حكمها، مشيرا إلى أن هناك 26 مليون مستخدم الانترنت في المملكة في عام 2017م.
وانتقل بعد ذلك للحديث حول مجالات استخدام الانترنت ومن بينها التعليم والابتكار والصحة والهوايات والترفيه والعمل والتجارة، مقدما مجموعة من الاحصائيات العالمية لاستخدام الانترنت. واستعرض أبرز مخاطر استخدام الانترنت كالادمان والابتزاز وانتهاك الخصوصية والأضرار الصحية، موجها بالتفاصيل الإجراءات والسبل التي تجعل من استخدام الانترنت أكثر أمانا، ومن بينها خطوات حماية الأجهزة الشخصية وكلمات المرور والبريد الالكتروني وإعادة السيطرة على الأجهزة بعد اختراقها، وطرق التعامل مع الإساءة في مواقع التواصل الاجتماعي والإبلاغ عنها. كما ناقش في حديثه بعض أخطاء المستخدمين كالتصيد الالكتروني وتحميل برامج غير موثوقة وتتبع الروابط بدون تدقيق مستعرضا بعض الأمثلة والنماذج لمثل هذه الأخطاء المتكررة التي تتجدد بصورة مستمرة. وذكر أن من أساليب الاختراق الهندسة الاجتماعية للحصول على معلومات شخصية، وملفات طروادة، والنتحال الشخصية، والابتزاز الالكتروني.
كما تناول في نهاية حديثه أنواع الجرائم المعلوماتية وأددوات الإبلاغ عنها للجهات المختصة، مؤكدا على أن مجال الأمن السيبراني واسع ومتشعب وهو الآن مطلوب جدا وخاصة المتخصصين وهناك فرص كثيرة للعمل في هذا المجال والتخصص فيه حيث بدأت بعض الجامعات بإعطاء شهادات جامعية وعليا في هذا التخصص. وأوضح أن هناك دورات تدريبية وشهادات تخصصية يمكن للأفراد الحصول عليها من خلال الانترنت وتوثيق هذه البرامج التدريبية للحصول على فرص وظيفية جيدة ومواقع مرموقة، وخاصة أن هناك رقابة شديدة لفحص عمل الشركات والتأكد من التزامها بالضوابط والاحتياطات اللازمة لحماية أمن معلوماتها، مما يعني توفر فرصا أوسع وخاصة للمواطنين. وحث في نهاية كلمته الشباب السعودي بالتوجه نحو هذه المجالات الجديدة وخاصة في ظل اهتمام الدولة ببناء منظومة حماية متكاملة وتأهيل أبناء الوطن للعمل في هذا المجال.
بدأت المداخلات بسؤال من اللواء المتقاعد عبد الله البوشي الذي أثنى على المعلومات التي قدمها المحاضر بكل سلاسة ووضوح متسائلا عن اشكال الاختراقات التي تتم لدى بعض الجهات وضرورة حماية معلومات المستفيدين لديها، وكذلك عدم اهتمام الأفراد بحماية أجهزتهم التي يستخدمونها. وأكد الدكتور عبد العزيز الحميدي على ضرورة تنمية الوعي لدى الطلاب الشباب بالالتحاق بهذه المجالات التخصصية التي يمكنهم أن يبدعوا فيها ويجدون فيها فرصا جيدة ومناسبة بدلا من التخبط والعشوائية في اختيار التخصصات، موضحا أن العديد من الجهات مسئولية عن نشر هذا الوعي في المجتمع. وتساءل الأستاذ محمد الهداني عن سبل تنمية المهارات العلمية لدى غير المتخصص في هذا المجال وممن فاته ركب التعليم الجامعي.
كما طرحت الأستاذة فاطمة آل ابو ديب تساؤلا حول سبل حماية كلمات السر، وأضاف الأستاذ أمين الصفار بقوله أن الاهتمام بهذه القضايا المستجدة يعتبر من الضرورات المهمة، وتساءلت الأستاذة عرفات الماجد حول دور العمر في الوعي بالتخصصات العلمية وأساليب الحماية لأمن المعلومات. وتحدث الأستاذ عبد الرحمن الخلوفي نائب رئيس كليات الأصالة شاكرا المنتدى على تنظيم هذه الندوة المهمة مطالبا بأن تتاح الفرصة في الندوات القادمة لدعوة طلاب الجامع للمشاركة فيها لأنها تصب في مجال اهتمامهم وتنمي الوعي لديهم، وختم المشرف على المنتدى الأستاذ جعفر الشايب اللقاء بشكره للمحاضر ولمسئولي كليات الأصالة على استضافتهم هذه الندوة موضحا أن المنتدى يبدي كل الاهتمام لتناول هذه المواضيع التي تساهم في التوعية وفتح الآفاق الجديدة للشباب.
المحاضرة كاملة:
كلمة المهندسة فاطمة آل أبو ديب:
كلمة الأستاذ أمير بو خمسين: