بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي ندوة حوارية تحت عنوان “المعلمون وتحديات التعليم والرقمنة”، وذلك مساء الاثنين 4/10/2021م شارك فيها كل من الدكتورة فاطمة البراهيم، الأستاذة جوزى المليحي، الأستاذ غسان الشيوخ. وأدار الحوار الأستاذ وائل الجشي، كما تم عرض فيلم تعريفي بأعمال الفنانة التشكيلية أميرة آل بري.
وبدأت الندوة بكلمة لمديرها الأستاذ وائل الجشي تحدث فيها عن أبعاد دور المعلم ومسئولياته الجسام ومواجهته لمختلف التحديات المستجدة ومنها جائحة كوفيد 19، وقال في كلمته أن دور المعلم تعاظم مع وضع الجائحة التي سادت العالم، وواجه المعلمون تحديات كبير في حمل رسالتهم، وحدثت تغيرات كبيرة في برامج ومناهج التعليم، كما تم عمل شراكات جديدة بين المعلم والاسرة تلبي احتياجات المرحلة، ونشهد حاليا مرحلة انتقالية شاملة في منظومة التعليم.
وعرف المشاركين في الندوة وهم الدكتورة فاطمة البراهيم وهي تربوية، مصممة تعليمية، مدربة، مدققة جودة معتمدة للتعليم الالكتروني، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة الدمام، انهت درجتي ماجستير في البحث والتقويم التربوي وايضا في التدريب والتعليم عن بعد، وحاصلة على درجة الدكتوراة من جامعة اوهايو بأمريكا في مجال تصميم وتقنيات التعليم. والأستاذة جوزى المليحي الحاصلة على بكالوريوس في الآداب، تخصص لغة إنجليزية من كلية الآداب للبنات بالمنطقة الشرقية، وعلى شهادة الدبلوم العام في التربية من الجامعة العربية المفتوحة، وانهت درجة الماجستير الآداب في التربية في تعليم اللغة الإنجليزية للناطقين بلغات أخرى TESOL من جامعة الملك سعود، وتعمل مشرفة تدريب بمكتب التعليم بمحافظة القطيف.
أما الأستاذ غسان الشيوخ فيعمل معلما للموهوبين، وهو حاصل على ماجستير تدريب وتعليم عن بعد من جامعة الخليج العربي بالبحرين، ومحكم بالأولمبياد الوطني للإبداع، كما عمل مراقبا في مراكز “موهبة”، وتم تكريمه من عدة جهات تعليمية ورياضية وحصل على لقب “معلم متميز” لعدة سنوات.
قالت الدكتورة فاطمة البراهيم في بداية حديثها أن هناك فرق بين الرقمنة والتحول الرقمي حيث أن الأولى تعني أن من أبرز تحديات التحول الرقمي ظهور أنماط اجتماعية مختلفة بعضها متحمس لتبني التقنية والآخر رافض لها بسبب التخوف من استخدامها وعدم معرفته لجدواها وكونها عبء على المعلم حتى يتعلم ويتدرب عليها، وهو نوع من الصراع حول التغيير. وأضافت أن التعليم الذاتي يجعل من المتعلم محمور العملية التعليمية لكونه منفتح على جميع المصادر ولا يحتاج إلا إلى الاشراف والتوجيه من قبل المعلم وتنمية مهارات التعليم الذاتي لديه ومنح المتعلمين الفرصة للتعلم كل حسب طريقته الخاصة حيث لا يشترط اتباع نفس الطرق لجميع المتعلمين.
وأوضحت البراهيم أن التعليم الالكتروني يتطلب خلق الدافعية الكبيرة لدى المتعلم، ومساندته عبر توفير بيئة مناسبة للتعلم الذاتي وتنمية روح الاستكشاف والمعارف اللازمة والمهارات الناعمة والصلبة لديه، كما ينبغي على الأسرة أن تعي هذ الضرورات اللازمة للطالب وتساعده في تنميتها.
وأكدت الأستاذة جوزى المليحي على أهمية مواكبة المعلمين للمعرفة والتغيرات الرقمية المتسارعة في أنظمة التعليم، حيث أن هناك فئة من المعلمين كانوا سباقين في التعاطي الفعال مع الرقمنة والتعامل مع المحتوى كالمهارات الرقمية وغيرها، وأن الجائحة أثرت كثيرا على بيئة التعليم وخلقت تحديات كبيرة أمام المعلمين والمتعلمين. وقالت أن من أبرز التحديات التي تواجه برامج التعليم هي: كثرة أعداد المعلمين وتعدد احتياجاتهم، كثرة وتنوع البرامج التدريبية التي تتضارب مع التزامات المعلم ومهامه الأساسية، ضعف التجهيزات التقنية والشركات الرقمية المتخصصة في التعليم، وعدم توفر قواعد بيانات شاملة لاحتياجات المعلمين.
وأضافت المليحي أن من أبرز المهام المطلوبة في التعليم هي ضرورة الاستمرار في برامج التدريب وممارستها دون انقطاع، وتبادل الخبرات بين المعلمين أنفسهم، وقد بذل الجميع جهودا كبيرة أثناء الجائحة من بينها توفير أجهزة للطلبة عبر الشراكات المجتمعية، واستكمال المهارات التقنية المطلوبة.
وتناول الأستاذ غسان الشيوخ في حديثه موضوع المهن المستقبلية موضحا أن المهن المستقبلية لدى الأبناء لا تزال لكما هي في الجيلين الأخيرين على الرغم من التحولات الكبيرة التي قامت في العالم والانتقال من ثورة إلى أخرى، وسبب ذلك هو الأفق المحدود الذي لا يزال منغلقا على محيطه الضيق ولا يستوعب أبعاد هذه التحولات الكبرى. وأضاف أن هناك مهارات أصبحت لازمة للنجاح في القرن 21 ودور التعليم يتركز في تنمية هذه المهارات والتي من بينها التعلم والابتكار، الثقافة المعلوماتية ومهارات الحياة والعمل، والمطلوب إعداد طلبة وتأهيلهم للحياة وللمستقبل من خلال براج لتنمية الفكر والتعامل مع الآخر وحل المشكلات الحياتية.
وأوضح في كلمته أن الفصول الحديثة يكون المعلم فيها موجهاً ويستخدم تقنيات وأنشطة تفاعلية مع مراعاة لأنماط المتعلمين وترتيب الفصل بناء على ذلك، كما برزت قواعد جديدة في التعليم من أهمها كون الطالب هو المحور، وأن يكون التعلم ضمن سياق محدد وبشكل تعاوني، وأن يكون هناك تكامل بين المدرسة والأسرة. واستعرض تجربة التعليم الحياتي لدى مجموعة من الطلبة الذين سافر معهم إلى ماليزيا من أجل دعمهم تدريبيا للتعلم كي يكونوا جاهزين للمستقبل حيث أن الشهادة وحدها لم تعد كافية للنجاح وإنما يتطلب ذلك المهارات الحياتية أيضا.
وبدات مداخلات الحضور بتعقيب من الدكتور فراس اللامي اشار فيه الى اهمية تطوير برامج إعداد المعلم وتنسيق التدريب على رأس العمل، ومراعاة القدرات المختلفة للمتعلمين، وتحسين طرق التدريس المعاصرة، ووضع استراتيجية بعيدة المدة للتعليم، ومعالجة آثار ما بعد الجائحة على الطلبة كالترسبات النفسية والانغلاق الاجتماعي. واشادت الاستاذة منال الزهراني بما قدمه المحاضرون من افكار فيمة ومهمة في تقييم وتطوير العملية التعليمية بشكل عام والتركيز على كون الطالب محورها الرئيس.
وأكد الدكتور سعيد الجارودي في مداخلته على ضرورة دراسة جودة التعليم مقارنة بالتحصيل الدراسي للطالب، وعمل مقاييس معيارية تحدد فاعلية التحصيل الدراسي مع مخرجات التعليم ونتائجه. كما أشار الاستاذ جعفر الشايب الى اهمية الاحتفاء بيوم المعلم قائلا ان علينا ان نقف إجلالا وتقديرا لكل من أسهم في بناء الأجيال وعلمهم كي يكونوا فاعلين وناجحين في حياتهم، وعلينا تقدير جهود هؤلاء المعلمين وتضحياتهم وخاصة في مواجهة الجائحة والتحديات الكثيرة، ونتطلع لإسهامات أكبر ونتائج أفضل للتعليم استفادة من تجارب المجتمعات الأخرى.
لمشاهدة الندوة كاملة: