نظم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس ندوة بعنوان “نجران: قراءة تاريخية”، تحدث فيها رئيس جمعية الآثار والتاريخ في منطقة نجران الكاتب “محمد آل هتيلة”، وأدارها “وحيد الغامدي”، وتناولت محاورها مقدمة تاريخية وانثروبولوجيا الشخوص وخصوصية اللسان النجراني والحياة الفكرية في نجران.
وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة إنشاء قسم في جامعة نجران يعني بدراسة ورصد تاريخ وتراث وآثار منطقة نجران لما له من أهمية علمية وبحثية بالغة.
وفي كلمته الافتتاحية قال مدير الندوة أن منطقة نجران ضاربة في أعماق التاريخ لما تمتلكه من آثار ومعالم، وتمثل حالة القبيلة المتحضرة من حيث الانفتاح والتعايش والتواصل مع مختلف المجتمعات والمكونات.
وبدأ المحاضر حديثه بالقول أن الأنثروبولوجيا تدرس الإنسان بوصفه كائًنا اجتماعيًّا بطبعه، يحيا في مجتمع له ميزاته الخاصة في مكان وزمان معينين، طبيعيًّا واجتماعيًّا وحضاريًّا، وإن اهتمام الأنثروبولوجيا بدراسة المجتمعات الإنسانية كلها وعلى المستويات الحضارية يعتبر منطلًقا أساسيًّا في فلسفة علم الأنثروبولوجيا وأهدافه.
وقال المحاضر أن الحياة الفكرية في منطقة نجران اتسمت بتنوعها وكثرتها وأهميتها، نتج عنها موروث ثقافي ثري زاده في ذلك عملية الانفتاح على الآخر نتيجة للعوامل الجغرافية المتميزة.
وأوضح أن نجران كانت طريقا للقوافل وبوابة بين اليمن والحجاز وشمال ووسط وشرق الجزيرة العربية واصبحت منطقة جذب لجميع الاديان والثقافات المختلفة ومن كل الاجناس.
وأضاف أنه تم العثور على نص مهم (بالخط السبئي) في قرن الزعفران بنجران (يبعد 8كم عن وسط المدينة) يعود الى القرن الثالث قبل الميلاد، فيه اشارة الى العلاقة الجيدة التي كانت تربط بين مملكة قتبان وملك هجر بالأحساء والمشهورة بسك العملات، وتشير الى التواصل التجاري بين نجران وهجر.
وختم المشرف على المنتدى جعفر الشايب الندوة بالقول أن هذا اللقاء الثري يؤكد على أهمية توجه المنتدى لتخصيص مجموعة من ندواته لدراسة التاريخ الانثروبولوجي والإنساني لمناطق المملكة.