“تجارب في القراءة” على منصة منتدى الثلاثاء

1٬201

ضمن اهتمامه بنشر ثقافة القراءة في المجتمع والتوعية بها، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي ندوة حوارية تحت عنوان “تجارب في القراءة” مساء الثلاثاء 17 ربيع الأول 1442هـ الموافق 30 مارس 2021م وشارك فيها مدرب القراءة الأستاذ أحمد طابعجي والراوية والمدونة الدكتورة سوزان طامي وأدارتها الأستاذة ملاك الجبلي، بحضور مجموعة من المهتمين والمتابعين بموضوع القراءة.

وقدمت مديرة اللقاء الأستاذة ملاك الجبلي الحوار بالحديث عن أهمية القراءة والمطالعة المتواصلة، وأن هناك تجارب عديدة ومختلفة في هذا المجال، والهدف من الحوا رهو إثراء وتبادل هذه التجارب الملهمة كي يتم الاستفادة منها. وعرفت الأستاذ أحمد طابعجي بأنه مدرب في القراءة وراوي قصص للأطفال، خريج راديو وتلفزيون من جامعة الملك عبد العزيز، ويقدم من خلال وسائل الإعلام المختلفة والمسارح الجماهيرية دورات ومحاضرات لتحفيز الآخرين على القراءة وحب الكتاب، وهو مقدم فقرة كتاب الأسبوع عبر إذاعة بانوراما FM، ومؤلف مشارك لكتاب (التجربة والتكوين). كما عرفت الدكتورة سوزان طامي الدكتورة سوزان طامي اخصائية علوم التغذية وراوية ومدونة، قدمت العديد من برامج القراءة للأطفال من بينها قصص في ركن الأطفال عن التغذية السليمة وعن الخطوط الحمراء وهي قائدة حملة “لحياة أفضل”، وساهمت في العديد من ورش التدريب في مهارات القراءة.

تحدث الأستاذ أحمد طابعجي في بداية مداخلته حول القراءة موضحا أن لها أبعاد متعددة لارتباطها بعلوم ومعارف متنوعة، وتفيد كعلاج أحيانا وتعطي قدرة أفضل على الحديث كما أنها وسيلة تواصل معرفي، مضيفا أن القارئ المبتدئ عليه البحث عن حاجته أولا من أجل الوصول إلى معارف تشبع هذه الحاجة. وقال أن القراءة هي فعل تراكمي تعطي مجالا من الصبر والتركيز في عالم سريع ومشتت، وأنها عمل تراكمي لا تظهر نتائجه إلا بعد فترة من العمل المتواصل، موضحا أن الأطفال باختلاف أعمارهم يقرؤون بصور مختلفة وبعضهم تظهر عليه سمات الاهتمام بالقراءة، وينبغي تحبيب الكتاب للطفل عبر تقديم القصص بكل تفاصيلها وشخصياتها وحركاتها.

وأشار إلى أن هناك عدة أنواع من القراءة كالسريعة والاستطلاعية والتحليلية، فالقراءة السريعة هي التقاط الأفكار الرئيسة في الكتاب وتحتاج إلى تدريب لإتقانها، أما القراءة النقدية فتتطلب الحضور الذهني وحدوث تفاعل بين القارئ والمؤلف من خلال طرح أسئلة. وأوضح أن القارئ قد يتوقف أحيانا أمام مقاطع وفقرات مهمة وقد يحتاج لإعادة قراءتها كونها تحتوي على أفكار مهمة أو صعبة الفهم أحيانا. وأضاف أن القراءة غير الواعية تخلق حالة من الانغماس السلبي وتنتج أشخاصا أحاديين وصلبين، بينما القراءة الواعية تمر بمراحل النمذجة والاسقاط والتفحص والتنميط أي المحاكاة بين أفكار الكتاب وواقع الحياة، وكل كتاب يحدث أثرا نفسيا للقارئ. وشدد على أن مغامرة القراءة للآخر تسهم في الالمام الشامل للمواضيع وفهمها بصورة واسعة ومن زوايا مختلفة، ويكون اختيار الكتاب من خلال المتابعة المباشرة أو النصيحة من شخص آخر وحسب الهواية والتوجه، وأحيانا تقود قراءة الكتاب إلى فتح موضوع أوسع.

كما تحدث عن تجربته في إعداد وتقديم برنامج “قراءة في كتاب” على محطة بانوراما FM، حيث قدم لحد الآن تلخيصا لما يقارب 270 كتابا يشمل عرض لسيرة الكاتب واقتباسات من الكتاب وإعطاء رأي وملخص حول الكتاب، موضحا أن عملية اختيار الكتب تأخذ بعين الاعتبار كونها مناسبة للأسرة وتكون مواضيعها جاذبة وحجمها مناسب أيضا، مؤكدا على التأثير الإيجابي الواسع لهذا البرنامج. كما أوضح أن مبادرة “معرض كتاب على السناب” التي تقوم بعرض كتب وتحفيز على القراءة وتخلق تفاعلا بين القراء من مختلف الدول العربية، موضحا أنها لا تغني بالطبع عن معارض الكتب المفتوحة. وأكد في ختام حديثه على أنه من أجل خلق جيل قارئ، ينبغي تشجيع الأطفال على تنمية الحواس، وطرح الأسئلة ومناقشتها، واختيار الكتب والقصص وألعاب الكلمات، وإيجاد مكتبة بالبيت، وقيام الآباء والامهات بالقراءة، والتوازن بين القراءة والتعامل مع الناس.

وتحدثت الدكتورة سوزان طامي حول موضوع القراءة بقولها أن البيئة المحفزة للقراءة مهمة، وينبغي على الوالدين والمعلمين اكتشاف المواهب وخلق بيئات مناسبة في المنزل والمدارس والجامعات للتشجيع على القراءة ومناقشة ما تتم قراءته. وقالت أن القراءة تشبه الرحلة دون محطات توقف، كما أن القراءة المتنوعة تشبه التجول في بستان متنوع ومفتوح وذي زوايا مختلفة ينبغي استكشافها، والقراءة تعزز حالة التحدي لدى الانسان القارئ النهم، مشيرة في معرض الحديث عن تجربتها الشخصية إلى أنه من المهم تحديد الهدفية من القراءة حتى يسهل عملية اختيارات القراءة. وأوضحت أن القراءة تجعل للإنسان عمقا معرفيا وتفتح له عوالم كثيرة، فلكل كتاب قصة، كما أن القراءة تساهم في إعادة اكتشاف الذات من جديد.

وأوضحت أنها بدأت القراءة منذ الطفولة حيث كان لدى أختها فاطمة مكتبة عامرة بأنواع الكتب، وبالرغم من أن تلك الكتب مقدسة لديها، إلا أنها شجعتها على قراءة ما تريده منها، وجذبتها كتب غازي القصيبي، مصطفى محمود، أنيس منصور، ودواوين نزار قباني، وتضيف أنها أضاعت السبيل لمتعة القراءة لسنوات عديدة خلال سنوات ابتعاثها وانشغالها بالدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت تقرأ بطبيعة الحال الكتب العلمية لغرض الدراسة. وأضافت أن حدثت المعجزة قبل سنتين حين قرأت (العصفورية) لغازي القصيبي، وأحيا ذلك عندها شغفها من جديد للقراءة، ولم تعد تحصي ما قرأت خلال هاتين السنتين، حيث أن نهمها للقراءة يلازمها كل يوم فكلما أتمت كتاباً، رافقها كتاباً جديداً. وأضافت أنه وفي مستهل هذه السنة الجديدة، قررت قراءة سبعين كتاباً في سنة، أي قراءة كتاب في خمسة أيام تقريباً، وانتهى بها التحدي لقراءة 100 كتاب خلال عام 2020م وكتبت تعليقها على كل كتاب تقرؤه في مدونتها.

وواصلت حديثها بقولها أن من سبل تدوير ثقافة القراءة نقل تجارب المجتمعات الأخرى، والتواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالقراءة، وتطوير وسائل القراءة لجذب الجيل الجديد، وتوظيف القنوات الإعلامية لبث تجارب القراءة. وأوضحت أن تأثير الكتاب يختلف من شخص لآخر حيث أنه يحدث تأثيرا نفسيا مختلفا على القارئ حسب الظرف والمادة التي يقرؤها، وأن إعادة قراءة الكتاب في زمن آخر سيكون بتصورات مختلفة عن تلك السابقة، مشيرة إلى أن وسائل القراءة تطورت الآن وأصبحت متيسرة أكثر من السابق وبأنماط وأشكال أكثر مرونة.

وجاءت مداخلات المتابعين للندوة باتجاهات مختلفة، فطرح الأستاذ سلمان الحبيب أهمية جعل القراءة منتجة وليس حكرا فرديا من خلال إعادة إنتاج ما يقرأ وعبر فتح منتديات خاصة بالقراءة ومناقشة الكتب وتحقيق الإنتاج الثقافي وتدويره بشكل أوسع. وتحدث المشرف على المنتدى الأستاذ جعفر الشايب حول تجارب القراءة في مجتمعنا مقرنة مع المجتمعات الأخرى وسبل الترويج لها وإتاحتها للجميع، متسائلا عن فاعلية سبل القراءة الإلكترونية مقابل القراءة الورقية. وطرحت الطفلة سارة السعيد (10 أعوام) عن سبل اختيار الكتب المناسبة لعمرها حيث أنها مهتمة كثيرة بالقراءة ومتابعة الكتب، وطرح الأستاذ راجي الشاخوري أهمية موضوع تحديد مفتاح القراءة الذي يكون بابا للدخول لعالم القراءة، موضحا أنه من الملاحظ أن الجيل الحالي أكثر اهتماما بالقراءة.

وأنهت الندوة رئيس مجلس إدارة المنتدى الأستاذة هدى الناصر بشكرها لجميع المشاركين في الندوة وإدارتها ومؤكدة على أهمية تناول موضوع القراءة بصورة مستمرة وفتح آفاق العمل فيه في مجالات متعددة ومع مختلف الجهات.

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة كاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد