كلمة راعي المنتدى في اليوم الوطني 2018

1٬226

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم أيها السيدات والسادة ورحمة الله وبركاته
يسعدني في هذا المساء الجميل، المليئ بالوطنية والمحبة والسلام المجتمعي والتعايش، أن أقف أمامكم في حفلنا باليوم الوطني الثامن والثمانين، في لقاء ثقافي واجتماعي متميز بحضوركم ومشاركتكم.
في منتدى الثلاثاء الثقافي، ارتأينا أن نحتفي بيومنا الوطني بطريقة مختلفة، وذلك بملامسة التجارب الانسانية في التواصل والتعايش بين مكونات المجتمع السعوي ومقاربتها من مختلف الجوانب. ونتعرف على أبعاد هذه العلاقات الوطنية المتجذرة والوطيدة التي تتعامل مع الوطن بكل صدق وتواصل وسلام، بعيدا عن مسببات التباعد والتباغض والشحناء.
هذه التجارب الجميلة والثرية، لم يتم تسليط الضوء عليها، فدائما ما نتغنى بالماضي الجميل الذي كان فيه أبناء الجيل السابق يتواصلون بكل أريحية وعفوية وانسجام. بينما توجد أمامنا تجارب عديدة وجميل وثرية من التواصل والتعايش، ينبغي علينا أن نبني ونؤسس عليها كي تكون نماذج ناصعة من التفاعل البيني في المجتمع.
لعلنا في أمس الحاجة إلى توثيق وتسطير هذه التجارب وبثها بين أبناء الجيل الحاضر، كي يرى الجانب الآخر الجميل من الصورة، ويتفاعل معها بكل ايجابية ومحبة، لتكون الدافع أمام لتعزيز اللحمة الوطنية ومواجهة التحديات القائمة.
عديدة هي المبادرات التي أطلقت في هذا المجال، فعلى الصعيد الأهلي تم إطلاق مبادرة لوحة المحبة والسلام التي جالت معظم مناطق المملكة لنشر ثقافة المحبة والسلام عبر المشاركة الفنية، ومثلها مبادرة “بين ساحلين” التي جمعت فنانين من سواحل المملكة الشرقية والغربية. وكذلك مبادرة التواصل الوطني، التي انطلقت أيضا من محافظة القطيف لتؤسس لفهم أفضل بين المكونات المختلفة عبر استضافة شخصيات من الجنسين للقيام بزيارات متبادلة لغرض التعارف والتواصل.
وعلى الصعيد الرسمي، فإن الجهود التي يقوم بها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني – وخاصة فرعه في المنطقة الشرقية – لنشر ثقافة التعايش في أوساط الطلبة والشباب عبر برامج علمية مقننة، تعتبر هذه الجهود تطورا ملحوظا في أنماط التوعية المجتمعية الحديثة.
ونحن، في منتداكم – منتدى الثلاثاء الثقافي – كنا ولا نزال نسعى دوما لتعزيز الحوار والتثقيف حول مختلف القضايا والمواضيع المتعلقة بالشأن الوطني عبر استضافة شخصيات كفوءة من مختلف المناطق والتوجهات للحديث حول هذه القضايا، وفتح ابواب الحوار والنقاش حول مواضيع التعايش والمواطنة من الأبعاد النظرية والعملية.
ونحن، إذ نعيش هذه المرحلة من التطورات الكبيرة على الساحة الوطنية، فإننا مدعوون جميعا لأن نكون عناصر فاعلة في حماية مكتسبات الوطن، وتعزيز لحمته ووحدته، وعدم السماح للأصوات المتطرفة بأن تحرف مسار الوحدة الوطنية تحت أي مسمى وشعار.
أحييكم مرة أخرى، وأرحب بكم جميعا، وآمل أن تكون هذه الأمسية ثرية ومفيدة لنا جميعا بمشاركات فرسانها المتميزين والمتنوعين، وبتفاعلكم الايجابي المثمر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد