ضمن اهتمامه بالمنجزات الشبابية التي تلامس قضايا المجتمع،وفي حضور كبير وملفت ناقش منتدى الثلاثاء الثقافي التجربة الفنية والسينمائية لفيلم “قوانين اللعبة” في حوار بناء بمعية الطاقم الفني السعودي للفيلم وهم المخرج فهمي فرحات والمنتج علي العلي وبطل الفيلم حسين العباس، وذلك مساء الثلاثاء 9 ربيع الثاني 1440هـ الموافق 18 ديسمبر 2018م في ندوة تحت عنوان “عرض وحوار فني حول فيلم قوانين اللعبة”، وأدار دفة اللقاء المخرج المسرحي عباس الحايك، كما مثل ضيف شرف هذه الأمسية الشاعر الأستاذ أحمد الملا الرئيس السابق للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، ومؤسس مهرجان أفلام سعودية.
وتضمنت الأمسية عدداً من الفعاليات شملت تكريم الفنان التشكيلي محمد ابراهيم المصلي مؤسس متحف المصلي بجزيرة تاروت، الذي تم تكريمه مؤخرا كأحد الفنانين الرواد على مستوى المملكة وله مشاركات فنية ومحاضرات داخل وخارج المملكة، وإلى جانب هذا التكريم تحدثت الفنانة فاطمة المطر عن معرضها الفني الذي اقامته بالمنتدى حيث شاركت بمجموعة من لوحاتها الرائعة والمعبرة عن تراث المنطقة، كما شاهد الحضور فيلماً تثقيفياً قصيراً يحكي أهداف التضامن الانساني بمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني، وقد تفضل الأستاذ أحمد الملا بتسليم دروع المنتدى للمشاركين.
افتتح اللقاء الأستاذ عباس الحايك معرفاً بضيوف اللقاء، وتحدث عن تجربة الأفلام السعودية مشيراً إلى أنها تحظى بدعم كبير لاسيما بعد تاسيس
مجلس الأفلام السعودي الذي يعنى بتطوير انتاج الأفلام، كما بارك للجميع اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق يوم الثامن عشر من ديسمبر، مشيداً باهتمام منتدى الثلاثاء بمواكبة الساحة الفنية بمختلف أشكالها وجعلها مادة للحوار الثقافي ومنح الفرصة للمجتمع بتقييمها ومناقشتها.
وقبل عرض الفيلم حاور الأستاذ الحايك ضيوف اللقاء بمجموعة تساؤلات بدأها بسؤال حول تأثير إجازة العمل السينمائي على عمل الأفلام السعودية، حيث تفضل المخرج فرحات مجيباً بأن العمل السينمائي لايزال في بداياته ولم يصل لمرحلة التأثير، كما أن الأفلام العالمية ستحظى بحضور كبير في صالات السينما مما سيدفع بالإنتاج السعودي للمنافسة. وفي سؤال آخر حول توقعات الاقبال على الفيلم السعودي بدور السينما السعودية أجاب المنتج العلي بتفاؤل مستنداً لميزة الجمهور السعودي بشغفه للمشاهدة السينمائية، وأضاف الفنان العباس أننا بحاجة لصنع نجوم سينمائية لأن كسب الجمهور مرتبط بالنجومية، وحول طلب توضيح أجواء وإرهاصات صناعة الأفلام في السعودية أسوة بالتحول العالمي الذي جعل من الفيلم صناعة، أجاب المنتج العلي بأن هناك اهتماماً بهذه الصناعة والآمال طموحة أيضاً لصناعة الفيلم الطويل الذي يعرض في المهرجانات الكبيرة مثل كان وبرلين والقاهرة. وفي إجابته على تساؤل حول تقلص عدد منتجي الأفلام القصيرة في الشرقية حالياً، أرجع الفنان العباس السبب إلى محدودية مساندة رجال الأعمال للإنتاج الفني في المنطقة الشرقية مع وجود طاقات مبدعة متألقة على مستوى المملكة.
توجهت الأنظار بعد ذلك لمشاهدة الفيلم “قوانين اللعبة ” من انتاج “برايت لينز ميديا” والذي تم قبوله ضمن المسابقة الرسمية لمسابقة أفلام جنوب آسيا ومدته عشرون دقيقة، وتدور احداثه حول اكتشاف زوجين ليلة زفافهما بشكل عفوي بعلاقاتهما العاطفية السابقة للزواج، حيث كان هذا الانكشاف السريع صادم لكل منهما فاحتدم النقاش بينهما، وتركزت معالجة الفيلم للمشكلة بموافقة الطرفين لبدء صفحة جديدة وترك النقاش عن أخطاء الماضي.
بعد ذلك أدار الأستاذ الحايك جولة المداخلات مبتدءاً الضيوف بسؤاله حول بعض المشاهد الجريئة للفيلم هل كانت تمثل لديهم هاجس خوف بعدم تقبل
مجتمعنا المحافظ لها، فأجابه المخرج فهمي فرحات بأن ما شجعهم على هذا الطرح هو واقعية المشكلة وأنها ليست من الخيال، إضافة إلى أن ثقافة المجتمع أصبحت أكثر تفهماً في قبول هذا المستوى الصريح لطرح المشاكل الاجتماعية. وعلق الفنان محمد المصلي على الفيلم باعجابه بالجهد الفني مشيراً إلى أهمية الاهتمام بملاءمة تفاصيل الديكور واللباس وغيرها مع المشهد الدرامي، ودعا إلى إحياء النشاط التمثيلي بالمدارس، كما أشاد الأستاذ أحمد الملا بقدرة الفيلم على انجاز الفكرة بتفاصيلها في عشرين دقيقة حيث مرت سريعا وهي قضية حساسة فنيا وكذلك قدرته على الطرح المقنع والمؤثر الذي يعد نجاحا كبيرا واعتبره أحد الأفلام المهمة لعام 2018م، أما الأستاذ محمد العبدي فهنأ الطاقم الفني للفيلم غير أنه انتقد مستوى الجرأة العالية في الطرح، واقترح أن يكون الطرح ضمن إطارتربوي توجيهي، مشيرا إلى أن الجرأة في الطرح لها دور التنبيه للمجتمع ليبدأ دور الأسر في المعالجة.
وطرح الفنان المعروف علي السبع أهمية الطرح الجريء لبعض القضايا، مشيرا إلى أن البعض لا زال يرى أن مجتمعه ملائكياً لأن بعض الخبايا غير معلومة للجميع، مستذكراً لقاءه مع مجموعة فنانين بوزير الداخلية لأخذ الضوء الأخضر لإنتاج دراما حول انتشار المخدرات في المجتمع حيث كان ذلك حينها غير مقبول اجتماعيا بينما كانت السجون مليئة بمتعاطي ومروجي المخدرات. وعبر الأستاذ صالح آل عمير عن عدم تقبله لمستوى الفيلم باعتبار أن جرأته لا تتناسب ووضع المجتمع، وشاركه في ذلك الأستاذ عبد الكريم الممتن وعده عملاً قد يسبب استفزازا. وعبر الأستاذ عبد الله أبو خمسين عن اعجابه بالفيلم، قائلا أنه يجب على المجتمع أن يتنبه بأن لديه منعطفات جديدة كباقي المجتمعات وأن هذه الأعمال الهادفة أحد وسائل المعالجة.
وذكر الممثل بفرقة مواهب علي السنان أنه ينظر إلى الفيلم بحيادية وأنه يتفهم تحفظ البعض لمستوى الجرأة في الفيلم، أما الشاعر علي طاهر البحراني فأشاد بفكرة الفيلم وقال أن الاختلاف في تقييم معالجة الفيلم للمشكلة أمر طبيعي، كما انتقد مستوى الأداء في التمثيل. من جهته أشاد الأستاذ علوي الخباز الرئيس السابق للجنة الأهلية بمركز التنمية الاجتماعية بفكرة الفيلم وأنها من صميم الواقع، وانتقد أيضا المخرج في جعل المشكلة تبرز في ليلة الزفاف، كما شكره من جهة أخرى لمعالجة المشكلة بطريقة إيجابية، وسجل الأستاذ مصطفى الجويهر اعجابه بقدرة الطاقم الفني في تنفيذ العمل ضمن مساحة صغيرة.
وفي نهاية المداخلات عبر الأستاذ جعفر الشايب عن شكره للطاقم الفني واستجابتهم الدعوة بالمشاركة، موضحاً رسالة المنتدى في فتح المجال لمختلف التجارب والمبادرات التي تملأ الساحة الاجتماعية، وإتاحة الفرصة للجمهور للحوار حولها ومناقشتها لتكون هذه اللقاءات منطلقاً لحراك ثقافي واع من خلال عرض وجهات النظر المختلفة في إطار من الاحترام المتبادل. بعد ذلك ختم اللقاء بكلمة ضيف شرف الأمسية الأستاذ أحمد الملا شاكراً منتدى الثلاثاء الثقافي على جهوده، وعبر عن سروره لما شاهده من فقرات البرنامج وحضور الوسط الفني وكذلك فيلم “قوانين اللعبة” بالقول أنْ العمل الفني هو رسالة جمالية وليس خطاب وعظي لذلك لابد أن يكون العمل المسرحي واضحاً ومباشراً في تناول المشاكل الاجتماعية المعاصرة وأن من حق الجمهور أن يبدي رأيه حوله، شاكرا جميع الحضور لهذه المشاركة.
التقرير على اليوتيوب:
المحاضرة الكاملة:
كلمة الفنانة فاطمة آل مطر:
كلمة الأستاذ محمد المصلي:
كلمة ضيف الشرف الأستاذ أحمد الملا: