تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية المصادف 18 ديسمبر، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي ندوة خاصة بهذا اليوم تحت عنوان “المكتبات الخاصة: الدور والمحتوى” شارك فيها مجموعة من مؤسسي ومديري مكتبات خاصة بالمحافظة حيث تحدثوا عن تجاربهم وعن التحديات التي تواجه عمل المكتبات ودورها، وذلك مساء الثلاثاء 20 ربيع الثاني 1441هـ الموافق 17 ديسمبر 2019م. وأدار الأمسية الدكتور محمد الحماقي، كما حل ضيف شرف فيها الشيخ فيصل العوامي، وحضرها جمع من المهتمين بالثقافة والمكتبات والقراءة.
بدأت فقرات الأمسية بعرض فيلم قصير حول اليوم العالمي للغة العربية يوضح الجهود التي تبذلها المملكة لحماة وتعزيز اللغة العربية، ثم ألقى الاستاذ عبد العظيم الشلي كلمة حول المعرض التشكيلي المقام في المنتدى للفنان توفيق الحميدي بعنوان “أنا انسان” حيث استعرض التجربة الفنية وطبيعة الأعمال المعروضة بالمنتدى. وشارك كل من الاستاذ عبد الله السبيعي وعبد الله المسقلب في الحديث عن “جماعة أصدقاء الكلى” التي تعنى بالاهتمام بمرضى الفشل الكلوي وذويهم والتشجيع على التبرع بالكلى والتوعية بصحتها، كما تحدثت الكاتبة هدى العوى عن مؤلفاتها وتجربتها مع الكتابة ووقعت في نهاية الندوة على روايتها الأخيرة “يراني في الظلام”.
افتتح مدير الندوة الدكتور محمد الحماقي اللقاء بمقدمة حول اللغة العربية ودورها الحيوي في تنمية المحتوى الثقافي والتواصل الانساني وانتشار العلوم والمعرفة، والتراجع الذي حل بها نتيجة للانحسار الحضاري للمتحدثين بها مشددا على أهمية العودة إلى العربية كلغة جامعة ومعرفا باليوم العالمي للغة العربية. وأوضح أن المنتدى يهتم بتفعيل هذه المناسبة المهمة عبر تنظيم ندوة تعنى بالمكتبات الأهلية الخاصة ودورها في المجتمع وتحديدالتحديات والمصاعب التي تواجهها، وعرف بالمشاركين في الندوة وهم الاستاذ علي الحرز مؤسس مكتبة جدل، الاستاذ عبد الباري الدخيل أمين مكتبة الشيخ حسن الصفار، والاستاذ أديب أبو المكارم عن مكتبة والده الشيخ عبد القادر أبو المكارم.
تناول الأستاذ علي الحرز في كلمته أبرز القضايا المطروحة في المكتبات الخاصة والتي تنبع من الاهتمام بجمع الكتب واقتنائها كهواية إلى أن تتولد المحافظة عليها وتطويرها كهدف ينمو بشكل متدرج، موضحا أن التواجد بين ارفف المكتبة بحد ذاته له جاذبية ومتعة كبيرة. وأوضح أن مكتبته تحتزي على ارشيفا كبيرا ومفهرسا من الاصدارات الصحفية والوثائق وآلاف الكتب في مختلف المجالات، ويزورها الكثير من الرواد كطلبة المدارس وضيوف المنطقة والباحثين، مضيفا أن المكتبة تقيم ندوات وحلقات نقاش أحيانا حول قضايا فكرية وثقافية. وأوضح أن أبناء المنطقة لديهم اهتمام بالقراءة واقتناء الكتب والمشاركة في معارضها بشكل دائم، وأن اصدارات الكتب في المنطقة هي الأعلى، مؤكدا على أن التقنية الحديثة ووسائلها ليست بديلة عن القراءة والمكتبات التقليدية، وأن هناك مصورات لبعض المخطوطات التراثية ولكنها ليست الأصلية.
كما تحدث الاستاذ عبد الباري الدخيل عن تاريخ ومراحل تأسيس مكتبة الشيخ حسن الصفار التي جعلها وقفا، واحتوائها على العديد من المصادر الفقهية والتاريخية ومجلدات مفصلة في مختلف مجالات الفكر والثقافة. وتناول في حديثه ضرورة وجود مكتبات متخصصة في المنطقة تعنى ببعض المجالات التخصصية، وأكد على تفعيل برامج ربادة المكتبات مشيرا إلى أن المهم هو استمرار القراءة في المجتمع بعيدا عن الطريقة سواء كانت تقليدية او الكترونية. وأوضح أن عادة التواجد في المكتبات وارتيادها والاستفادة من محتوياتها لا تزال قليلة مقارنة بالحالة الموجودة في مجتمعات اخرى.
وتناول الاستاذ أديب أبو المكارم في ورقته الحديث عن مكتبة والده الشيخ عبد القادر ابو المكارم حيث أنها تحتوي على ما يزيد التسعة آلاف كتابا في مختلف مجالات العلوم، وأنها تتميز باحتوائها على قسما سمعيا ومرئيا فيه الكثير من المواد التراثية. وأضاف أن المكتبة توفر مجالا لاستقبال طلبة المدارس، وهذا يتطلب توفير مكان مهيأ بصورة أفضل لاستقبالهم وفائدتهم، مشيرا إلى أن أبناء المجتمع ينفقون كثيرا على بناء المساجد ودور العبادة لكنهم مقلون في الانفاق على المراكز الثقافية داعيا إلى ضرورة ايجاد مكتبات في المساجد لإفادة المجتمع. وطالب في حديثه المزيد من الاهتمام من قبل وزارة الثققافة بالمكتبات الخاصة والعمل على تصنيفها واثراء محتوياتها وعمل قاعدة معلومات عامة حولها.
وفي بداية المداخلات، تحدث الاستاذ مؤيد الزاير مسئول المكتبة العامة بالقطيف – التي تحتوي على أكثر من أربعين ألف كتاب – حول أهمية انتشار المكتبات العامة في مختلف بلدات المحافظة باعتباره طلبا ثقافيا، مشيرا إلى أن هناك تعاون مع المكتبات الخاصة في مجال تصميف وفهرسة كتبها وتنظيم برامج وفعاليات ثقافية. وطرح الاستاذ نزار العبد الجبار تجربته في تأسيس مكتبته الخاصة التي تحتوي على أكثر من خمسين ألف كتاب وفيها 200 دورية وثلاثة آلاف عنوان متخصص في محافظة القطيف كالتراجم والسير وهي مفهرسة، مشيرا إلى أن هناك العشرات من المكتبات الخاصة بالمنطقة لكنها غير معروفة للعموم.
وقال الاستاذ عبد الرسول الغريافي ان الطرق التقليدية في القراءة أكثر جاذبية ومتعة وفائدة من الأساليب الحديثة ، مؤكدا على أهمية العودة للمكتبات لغرض القراءة، واستعرض الاستاذ عدنان السادة طرق استقطاب طلبة المدارس لحضور المكتبات عبر التشويق بأساليب جذابة كالرسومات وغيرها ومن بينها مكتبات شركة ارامكو التي أبدعت في هذه الأساليب. وأكد الفنان عبد العظيم الشلي على النشاط البارز لمعارض الكتب واقتنائها وأن الكتاب الورقي لا يزال توزيعه وانتشاره كبيرا، وواصل الأستاذ علوي الخباز حديثه حول تاريخ المكتبات الأهلية بالقطيف منذ الخمسينات الميلادية والتطور الذي مرت به.
وتسائل الدكتور ايهاب الفضلي عن مدى الاهتمام بالمخطوطات العربية والاسلامية في المنطقة، كما تناول الاستاذ مجدي الزاير بعض القضايا التي تشكل حواجز بين الشباب والقراءة من خلال النظرة القاصرة للكتاب واعتبار القراءة مضيعة للوقت وقصر النظرة إلى أدب الرواية والسرد وكأنه غير مفيد. وأكدت الاستاذة هدى الناصر على كون الشباب بحاجة إلى أنماط جديدة من البرامج والأدوات التثقيفية التي تناسب اهتماماتهم وطريقة معيشتهم، وأن هناك نقص واضح في الاحصائيات المتعلقة بساعات القراءة واقتناء الكتب. وعلق الأستاذ عدنان العوامي على قضية المخطوطات مؤكدا على أن هناك الكثير منها ولكن حرص أصحابها يجعلها غير متاحة، مطالبا بتدخل رسمي يمنع احتكار المخطوطات كما هو الحال بالنسبة للآثار والمقتنيات الأثرية.
وفي نهاية الندوة، تحدث ضيف شرف هذا الأسبوع الشيخ فيصل العوامي معبرا عن شكره للمنتدى على جهوده في تنمية الثقافة في المجتمع وتنويع الفعاليات في برامجه، مؤكدا على ضرورة خلق بيئة علمية فاعلة ومتميزة بمجتمعنا ليكون من المجتمعات الناهضة، موضحا أن ذلك يتطلب الخروج من التبعية الثقافية للبيئات الأخرى، وضرورة ابراز اللمسات الخاصة بالمنطقة والتي تتميز بالانفتاح على الثقافات المختلفة وسيادة المزاج الهادئ في التعاطي مع مختلف القضايا.
لمشاهدة التقرير على يوتيوب:
كلمة الأستاذ عبد العظيم شلي في معرض الفنان الحميدي:
كلمة مجموعة أصدقاء الكلى:
كلمة الشيخ فيصل العوامي/ ضيف شرف الأمسية: