ضمن اهتمامه بطرح المواضيع الحيوية المرتبطة بشريحة الشباب ومناقشة الفرص الممكنة للإبداع والنجاح، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي وبحضور حاشد من المهتمين رجل الأعمال محمد المحسن في حوار مفتوح تحت عنوان “الشباب وفرص التجارة الخارجية.. التجارة مع الصين نموذجاً” وذلك مساء الثلاثاء 28 محرم1437هـ الموافق 10 نوفمبر 2015م.
وتضمنت الأمسية فعالياتُ مُصاحبة تَمثلت في تكريم الطالبة الموهوبة بتُول آل حَمادة كأصغر كاتبة في محافظة القطيف وذلك بعد صدور مجموعتها القصصية (ألوان الحياة) والذي تبنْت طباعتهُ دار أطياف للنْشر والتوزِيع. وتحدثت الطالبة بتول عن قصتها مع الكتابة والتي بدأت من عمر الروضة ، كما اشارت إلى الدور الكبير الذي قام به والداها من تشجيع ورعاية بالإضافة إلى حبها للقراءة؛ وأعربت عن شكرها إلى منتدى الثلاثاء الثقافي ودار أطياف ولكافة من كان له دور في تشجيعها على التقدم في مجال الكتابة والتأليف. كما شاركت في فعاليات الأمسية طالبة الخامس ابتدائي، موهوبة الفن التشكيلي “حوراء آل درويش” التي عرضت رسوماتها في لوحات جميلة بقاعة منتدى الثلاثاء ونالت إعجاب الحضور، حيث تحدثت عن الدورات التي إلتحقت بها وصقلت موهِبتها، مستعرضةً مُشاركاتها في عدة معَارض مدرسية ومعرض الوزارة لليوم الوطني، مما أهلها لتُشارك في تدريب زميلاتها في المدرسة على برنامج الرسم التتشكيلي؛ مقدمة شكرها لمعلماتها ومدرباتها وعلى رأسهم الفنان عبد العظيم الضامن.
افتتحت الامسية بكلمة من مدير الندوة الأستاذ زكي البحارنة عضو اللجنة المنظمة للمنتدى، أشار فيها إلى الأهمية التي يوليها المنتدى لمُناقشة التجارب الناجحة التي تفتح الآفاق للشباب نحو التوجهات السليمة للإبداع وإستثمار الطاقات والتي من أبرزها العمل التجاري. وعرف مدير الندوة بضيف الأمسية رجل الأعمال محمد المحسن وهو من مواليد بلدة العوامية بمحافظة القطيف، والذي بدأ مبكراً بالعمل التجاري في مجال العبايات النِسائية عام 1405هـ ، ثم إنطلق في عام 1423هـ للعمل في استيراد الملابس من عدة دول، وبعدها توجه إلى الصين عام 1426هـ ليؤسس مكتبًا للتمثيل التجاري في مدينة (جوانزو) لتقديم خدماتهِ في الأعمال التجارية والسياحة.
بدأ الأستاذ محمد المحسن حديثه حول إنطلاقة عمله في الصين بعد زيارته لها عام 1426هـ بهدف الإطلاع على الفرص التجارية للإستيراد والبيع بالجملة. وفي بدايات مشواره كان يعتمد على مكاتب الوسطاء للتنسيق مع المصانع والترجمة والشحن، غير أنه وجد الفرصة سانحة ليؤسس بنفسه مكتباً خاصاً به. وتحدث مشجعاً جيل الشباب لإقتحام العمل التجاري بالإعتماد على الإرادة والعزيمة القوية، لما لها من دور كبير في العمل التجاري وفي تطوير البلاد وتوفير الخدمات اللازمة والمطلوبة للنهضة الشاملة. وأكد على أن الانطلاق للعمل التجاري يبدأ فيه الانسان من الامكانات المتوفرة لديه، حيث لا يمكن أن يشكل رأس المال عقبة في هذا الطريق، كما اشار إلى ما قدمته التجارة الإلكترونية من تسهيل في الخدمات للوصول إلى المعلومات والتواصل مع مصادر التجارة المحلية والعالمية.
وتطرق المحسن إلى أشكال التجارة الإلكترونية؛ فمنها التجارة بين الشركات أو بين المصانع والتجار، أو بين الشركات والأسواق التجارية عن طريق التجارة الالكترونية، ومن أشكالها أيضا التبادل التجاري بين المستهلكين أنفسهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة والتي هي في مُتناول الجميع. وبين أن خُطوات البدء بالتجارة الإلكترونية تتطلب أولاً توفير السلع للمستهلك، والإعلان والترويج للسلع، والإحاطة بالمعلومات الكاملة عن السلعة المطلوب توفيرها، ورابعًا القدرة على التفاوض مع المستهلك والبائع، وخامساً العلاقات الاجتماعية إضافة إلى الدعم الفني لتوفير المعلومات اللازمة للمستهلك.
بعد تلك المقدمة، تحولت الندوة إلى حوار مفتوح أجاب فيها ضيف الأمسية الأستاذ محمد المحسن ًعلى التساؤلات التي تشغل بال الحضور. وعلق على مُداخلة عبد الرزاق الحسين المهتم بالتجارة الإلكترونية حول أفضل طرق الشحن لإيصال البضاعة لأكبر عدد من المستهلكين قائلاً أنه يمكن الاستعانة بكل طرق الشحن والتوصيل كلمكاتب المحلية داخل المدن الرئيسية، ومكاتب الشركات العالمية للبريد السريع مع أن تكلفتها أعلى ولكنها تصل إلى عنوان المستهلك مباشرة، وهناك خدمات الأفراد الذين يعملون على توصيل السلع لأصحابها مقابل مبالغ رمزية. وحول سؤال فتحي أحمد عن الامتيازات التي توفرها مكاتب التمثيل التجاري ولا توفرها التجارة الإلكترونية، أفاد المحسن أن مكتب التمثيل يستطيع أن يتواصل مع مصدر البضاعة ويتأكد من مصداقيته والتأكد أيضا من من سلامة البضاعة قبل إرسالها، إضافة إلى خدمة تجميع البضاعة إذا كانت سلعا متعددة ومن مدن مختلفة، فبدلاً من وصولها على دفعات والصرف على كل دفعة بمفردها فإن المكتب يعمل على توصيل البضاعة مرة واحدة وبتكلفة شحن واحدة.
وقدم الأستاذ مالك عبد العال مداخلة حول المعارض التجارية في الصين ومن أهمها معرض (جوانزو) العالمي المتعدد السلع والذي يرتاده عدد كبيرمن التجار من كافة أنحاء العالم خصوصاً الأوربيين والأمريكيين داعياً الحضور لزيارة هذا المعرض، وعلق المحسن بالقول بأن معرض (جوانزو) هو من أشهر المعارض الدولية بالصين نظراً لطول فترة إقامته، ويضم اثنين وعشرين ألف مصنع تحت سقف واحد حيث يقام ثلاث مرات في السنة الأولى لإنشاء المصانع الصغيرة، والثانية حول المنتجات الطبية والاستهلاكية، والثالثة حول الألبسة والمنتوجات الرياضية وغيرها. وتساءل الأستاذ فتحي البنعلي حول فتح سبل مصنع داخل المملكة وتلكفته، وأجاب المحسن بأنه أقدم على فتح مصنع للملابس حيث اخذ الموافقة المبدئية واستخرج السجل التجاري، ولكن مع بدء العمل برزت العديد من المعوقات مع وزارة العمل في الحد من عدد التأشيرات، وكذلك تمثل في عدم توفر المواد الخام التي عادة ما تكون مستوردة وبالتالي ستكون تكلفة الانتاج أعلى من المواد المستوردة، وهذا ما يجعل صناعة الملبوسات في المملكة صعبة ومكلفة.
الأستاذ عبد العظيم الضامن قدم عدة أسئلة من خلال تجربته الشخصية مع الوسيط التجاري حيث لاحظ بطء الاجراءات وطول المدة في الحصول على السلعة، كما أن المصانع لا تستجيب لطلب كميات محدودة، ولاحظ أن سعر بعض المنتجات الصينية تكون في السعودية أقل. فأكد المحسن أن البدء بالتجارة الألكترونية لا تتطلب راس مال كبير، وذلك يختلف عن البدء بالتجارة التقليدية حيث أن التعاقد المباشر مع المصانع يتتطلب رصيداً مالياً أعلى، كما نبه إلى أن من يريد تصنيع منتج بمواصفات محددة فلابد من اعداد مخطط كامل للمنتج ومتابعة التصنيع والاشراف المباشر لإنتاج العينة التي يتم الإتفاق عليها بين الطرفين، أما بالنسبة لكميات التصنيع فذلك راجع إلى نظرة المصنع لتشغيل الطاقة العمالية وتحميل التاجر تكلفة المواد الخام.
وحول مداخلة الاستاذ حسين الحرز لمعرفة مدى الحاجة لشركات الوساطة، فأشار المحسن إلى أن المدن الصينية مدن متخصصة في الصناعات، لذلك تكون الحاجة للوسطاء القادرين على الوصول للمصانع والتفاهم معها، وأشار إلى أن الانطلاق في التعامل التجاري لأي فرد يجب أن يبدأ من المنتج الذي يفهم فيه ويكون قادر على تسويقه. الأستاذ صالح العمير أشاد بموضوع الندوة والحضور داعياً المحسن للعب دورا أكبر في تشجيع الشباب على العمل التجاري، وهو ما أكد عليه المحسن في ضرورة الاستمرار والمبادرة في اخذ التراخيص اللازمة والاهتمام بدراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع حتى لو كانت بسيطة.
وأجاب المحاضر على تساؤل الأستاذ مجدي البريه عن مدى تشبع السوق المحلية من المنتجات الصينية، وما إذا لا زالت الفرص متوفرة مؤكدا قائلاً أن السوق فيها تشبع ولكنها أيضا فيها فرص متاحة، مؤكدا على ان من مسئوليات التاجر التأكد من تشبع السوق بسلعة معينة قبل استيرادها. وحول سؤال سلمان المشاري حول طرق التسويق للسلع، أجاب المحاضر أن نوع السلعة واستخداماتها ومكان عرضها هو الذي يرسم طريقة التسويق والترويج لها، حيث أن السلع لا تتشابه في طريقة التسويق مشيرا الى ضرورة عدم الخوف من الخسارة لأن بعض الخسائر ترجع الى أسباب خارجة عن الارادة مثل تغير اتجاه المستهلكين أو تغير في الوضع الاقتصادي العام، عدا أن الخسارة يجب أن تعد تجربة يتم الاستفادة منها. وحول سؤال عدنان الموسوي عن درجة موثوقية الأنظمة في الصين، أجاب المحاضر أنها قوية جداً وحازمة، كما أن نظام المحاكم التجارية ممتازة، ولكن لا يعني ذلك عدم وجود مشاكل وأعمال نصب الت ييمكن تلافيها بالتعامل مع الأسماء التجارية الموثوقة والمعتمدة.
في نهاية اللقاء تحدث راعي المنتدى الأستاذ جعفرالشايب مقدماً شكره للأستاذ محمد المحسن لاستجابته للدعوة ، مؤكدا على اهمية مشاركة الشباب في استغلال فرص العمل الحر ومنها التجارة الخارجية وتأسيس مشاري ومبادرات صناعية وتجارية.
المحاضرة الكاملة: