المجتمع والتحديات المعاصرة في منتدى الثلاثاء الثقافي

1٬214

أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ندوة حوارية مفتوحة شارك فيها جمع من المثقفين والكتاب والشخصيات الإجتماعية تحت عنوان (المجتمع والتحديات المعاصرة) وذلك مساء الثلاثاء 17 جمادى الأول 1435هـ الموافق 18 مارس 2014م ، وأدارها الإعلامي الأستاذ محمد الحمادي .

وعبر راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب في إفتتاح الندوة عن أن هذا اللقاء يأتي ضمن إهتمام المنتدى بمختلف قضايا المجتمع وشؤونه وخاصة في ظل الظروف الحالية التي تدور فيها حوارات ونقاشات ومبادرات مختلفة حول الشأن المحلي . وطالب الشايب في كلمته ضرورة تناول هذه القضايا بكل موضوعية وضمن حوار هادف ومنفتح وبناء يسعى إلى معرفة مكامن الخطورة وآفاق التتطور والتقدم وسبل المصالحة والتعايش والسلم الإجتماعي .

وبعد أن إفتتح مدير الندوة باب المشاركات للنقاش ، تناول الحضور الذين مثلوا مختلف شرائح المجتمع العديد من القضايا والمواضيع ذات العلاقة بالشأن الإجتماعي في هذه المرحلة في حوار اتسم بالشفافية والوضوح والجدية. فحول تقييم الواقع الإجتماعي ، أوضح المشاركون أن الظرف الحالي الذي تمر به المنطقة بالغ الخطورة والحساسية من ناحية سرعة وتيرة التحولات السياسية فيها والتالي انعكاس ذلك على الشأن المجلي والإجتماعي ، ولذا ينبغي إعادة قراءة وضع المجتمع ضمن هذا السياق بعيدا عن الإنفعالية والإرتجالية في التفكير . كما أن تغيير المواقف تجاه موضوع أو قضية ما لا يعني التراجع أو الفشل وإنما قد تكون نتيجة لقراءة واقعية للمتغيرات المحلية والإقليمية ، وهو أمر مطلوب ويمكن أن يساهم في توفير الجهود والطاقات للوصول للأهداف المرجوة .

وبين المشاركون أن الأحداث التي مرت بها المنطقة منذ بداية الربيع العربي ، خلقت مسارات وتفاعلات مطلبية جديدة ، لكنها اتخذت مسارات عنف واتجاهات حادة خلافا لما كان متوقعا ، وهو مأ اوقع الجميع في إشكالية المواجهات المستمرة . واعتبر بعض المشاركين أن الخطاب الديني قد يكون معنيا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في خلق حالة الإلتباس السائدة والتي أدت إلى إحتقان وميل إلى التشدد والتطرف .

وأشاروا أيضا إلى أن الحالة السائدة في المجتمع تميل إلى التسامح والعمل السلمي بعيدا عن توجهات التطرف التي لا تعبر إلى عن أقلية لها مصالح من استمرار هذا الوضع ، مستشهدين بمبادرات المعالجة التي قادها مجموعة من علماء الدين من خلال البيانات والخطب واللقاءات مع مختلف الجهات الرسمية والأهلية . وأن الصورة النمطية التي رسمت عن المجتمع ليست سليمة ولا تعبر عن حقيقته لأن هناك صور ناصعة من المواقف الوطنية الإيجابية مشيرين إلى ما تناولته وسائل الإعلام المحلية مؤخرا من نظرة أكثر اتزانا حول المجتمع .

وتناول أحد المشاركين أهمية الحوار حول هذه المواضيع بصورة مستمرة ومنفتحة شاكرا المنتدى على كونه ساحة حوار للجميع ، مطالبا بأن لا يكون المجتمع ضحية لأحداث خارجية مهما كانت المبررات . كما أوضح أنه قد يكون هنك مطالب محقة لأبناء المجتمع وهي محل إجماع ، لكن أسلوب التعبير عنها والمطالبة بها هي محل الإختلاف ، مؤكدا على ضرورة إبداء حسن النية من مختلف الأطراف كأسلوب لمعالجة الموقف .

ودار جدل شديد بين بعض الحضور حول استخدام العنف الذي نفاه البعض وأكده الكثيرون ، حيث عبر أحد المتداخلين عن أن ما يجري في المنطقة هو حراك إجتماعي إنساني سلمي ليس له علاقة بالربيع العربي وأعرب عن رفضه لبيان العلماء ، رد الكثير على خلاف ذلك معتبرين أن الحراك السلمي في بدايته تجاوب معه الأهالي والمسئولين لكنه عندما انحرف نحو العنف أدى إلى مضاعفة الخسائر .

وعن سبل المعالجة دعا المحاورون إلى الأخذ بعدة توصيات من أبرزها : مواصلة عقد مثل هذه اللقاءات الإجتماعية الحوارية التي تساهم في بلورة وجهات النظر والرؤى المختلفة ، العمل على التصدي للعنف ونبذه بكل أشكاله ورفع الغطاء الشرعي والسياسي عن كل من يمارسه مؤكدين على ضرورة الفصل بين المطلوبين جنائيا وسياسيا ، وعلى ضرورة تفعيل الحوار الرسمي والأهلي بين مختلف القيادات الإجتماعية من أجل بلورة مشاريع عمل لمعالجة الموقف الحالي وتجاوز الأزمة القائمة .

كما أكد الحضور على دعم المبادرات الإيجابية التي تصب في تأكيد السلم الإجتماعي ونزع فتيل التوتر في المنطقة ، وتشكيل لجان من القيادات الإجتماعية المتصدية لتنسيق الجهود الرامية لإستقرار المجتمع ، والعمل على إعداد دراسات إجتماعية مضوعية حول أسباب التوترات ومنشأها ومراجعة الخطاب الثقافي السائد في المجتمع ، وإحترام وجهات النظر المختلفة في المجتمع وعدم مواجهتها بالتسقيط والتجريح والتخوين ، وضرورة الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان وتبنيها ومعالجتها عبر الإستعانة بالمؤسسات الحقوقية المحلية ومساندة أهالي الموقوفين ، وكذلك دراسة التجارب الإجتماعية الماضية وتقييمها للإستفادة منها وتطويرها بما يخدم إستقرار المجتمع .

واستضاف المنتدى ضمن برنامجه أعضاء اللجنة الشبابية الإجتماعية بالعوامية والتي تأسست العام الماضي لغرض تفعيل دور الشباب في الخدمة الإجتماعية حيث تفرعت منها عدة لجان لتأهيل المتطوعين وقامت ببرامج عديدة مثل سقاية العمال المغتربين لتقدير البد العاملة ، وتنظيم حملة (في صالوني مكتبة) لاستثمار الوقت في القراءة في صالونات الحلاقة وتنظيم حملات للتبرع بالدم وحركة المرور في البلدة ودهان المطبات الصناعية ، وإقامة دورات للمسرحيين من الشباب ورعاية وتنظيم دورات رياضية .

كما أقامت الفنانة سلمى الحيان معرضها للفن التشكيلي في المنتدى وألقت كلمة عرفت بتجربتها الفنية وتطورها ومجالات عملها .

 

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد