حوار حول أدب الطفل في منتدى الثلاثاء

1٬400

انطلاقا من أهمية الكتابة للطفل بمفهومها الشامل وتأثيرها على تنشئة الطفل، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي ندوته التاسعة لهذا الموسم تحت عنوان “الكتابة للطفل، إشكالات ورؤى” وسط حضور نخبة من المهتمين بأدب الطفل من كتاب وناشرين، وذلك مساء الثلاثاء 15 ربيع الأول 1441هـ الموافق 12 نوفمبر 2019م، وقدمتها الدكتورة صباح عيسوي الأستاذ المشارك في دراسات ثقافة الطفل وأدبه بجامعة الإمام عبد الرحمن الفيصل، تناولت فيها مختلف أبعاد الكتابة للطفل من ناحية أدبية ومواصفات الكتاب الموجه للطفل والاشكالات النقدية. وأدارت الحوار الكاتبة سلمى بو خمسين وكان ضيف الشرف فيها الدكتور عبد الله آل نمر وهو شخصية اجتماعية وداعم للعديد من المبادرات الأهلية وترأس مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية ومن مؤسسي جمعية أمراض الدم الوراثية بمحافظة القطيف.

وبدأت الأمسية بمجموعة من الفعاليات المصاحبة، شملت عرض فيلم قصير بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، ومعرضا فنيا للنحات عصام جميل الذي تحدث عن تجربته داعيا للمشراكة في عمل النحت واستعرض مشاركاته في معارض عالمية مختلفة داعيا لأهمية إبراز هذا النوع من الفنون داخل المملكة وخارجها. وتم كذلك تكريم الأستاذ إبراهيم القحطاني لمساهمته المستمرة بالتبرع بالدم لأكثر من مئة مرة حيث تحدث عن تجربته الإنسانية في التبرع بالدم داعيا الجميع إلى المشاركة في الحملات التي تدعم بنوك الدم، وكذلك كرم الطالب عبد الله السنان من مدارس الظهران الأهلية والذي شارك في برنامج “موهبة” وجامعة “كاوست” في مسابقة عالمية تمكن من خلالها الفوز بالمركز الأول لبحثه في مجال الجينات في موضوع فصل الزيت عن الماء بطريقة صديقة للبيئة، بعدها عرضت الكاتبة نرجس الخباز موضوع مؤلفها “أرجل حوراء القوية” الذي وقعته في ختام الأمسية.

قدمت مديرة الندوة الأستاذة سلمى بو خمسين قراءة مختصرة حول أهمية أدب الطفل مستعرضة تأثير القصص في ذاكرة الطفولة ومالها من دور في الانتقال إلى عوالم خيالية واستخلاص عبر ودروس توجيهية، وسردت جزءا من السيرة الذاتية الحافلة للمحاضرة الدكتورة صباح عيسوي، فإضافة لجهدها العلمي والأكاديمي، فقد نالت وسام الأمير محمد بن فهد للتميز البحثي وحصلت على لقب سفيرة النوايا الحسنة لمبادرة “ميبي” عام 2008م بالإضافة لدورها في تحكيم العديد من المسابقات وتمثيلها المملكة في عدة مناسبات دولية ومحافل مهتمة بأدب الطفل.

بدأت المحاضرة في تقديم ورقتها بسرد مقدمة تاريخية عن نشوء أدب الطفل، والذي ظهر بشكل مستقل على يد الكاتب والأديب البريطاني جون نيو بيري الملقب بأب أدب الطفل، وتواصل هذا المجال الحيوي من فروع الأدب بالنمو مستفيدا من تقدم علم نفس النمو الذي أظهر سمات الطفولة وقسمها لمراحل: طفولة مبكرة، وسطى، ومتأخرة. وعرفت أدب الطفل بوصفه الكتابة الإبداعية والموجهة للمتلقين في سن الطفولة، كما عددت أدوار الأدب الموجه للأطفال إضافة إلى المتعة والفائدة، ومن بينها أنه يساهم في تكوين شخصية الطفل وتحقيق النمو المتكامل، ويزوده بالخبرات والمعارف، وهو أداة لغرس القيم والمبادئ والأفكار. وأضافت أن الأدب الموجه له دور في تشكيل هوية الطفل العقائدية والقومية والثقافية، ويوسع مدارك الطفل وإثراء خبراته وبناء ثقافته، كما أنه يساهم في البناء اللغوي لدى الطفل.

وأوضحت المحاضرة أن الكتابة للطفل قد ارتبطت عالميا بالتربية بسبب العلاقة الوثيقة بين أدب الطفل ودوره التربوي، إلى أن تخلص أدب الطفل العالمي من سطوة التربية واتجه نحو تنمية الخيال مستعرضة نماذج “أليس في بلاد العجائب” و “حكايات الأرنب الصغير بيتر” و “قصص ماوكلي ابن الغابة”. كما أشارت إلى تأخر نشوء أدب الطفل في اللغة العربية الذي ارتبط بالتربية حتى العقد الأخير من القرن العشرين، وأنه ظل حبيسا للوعظ والتهذيب والإرشاد.

وحددت الدكتورة عيسوي أن الكتابة للطفل مثلها مثل الكتابة للكبار تستوجب المهارة الأدبية التي تظهر في جميع أركان العمل من خيال ابداعي ومهارة لغوية وأسلوب ناجح في معالجة الموضوعات وصياغة الشخصيات في أسلوب سردي مشوق، مشيرة إلى أن اختلاف السن بين الكاتب والقارئ يحتم على الكاتب التعرف على الطفل في المرحلة العمرية التي يقصد الكتابة لها حتى يبني العمل على أساس قدرة هذا الطفل اللغوية والإدراكية. وحول سمات الكتاب الناجح للطفل، وضعت المحاضرة مجموعة مواصفات من أبرزها قدرته على تنمية الخيال لدى الطفل وتناسبه ومستوى الطفل اللغوي، ومعالجته لمواضيع تهم الطفل، وعدم مخالفته لمبادئ التربية، وتركيزه على القيم الإنسانية والاجتماعية، وعدم مخاطبة الطفل بدونية أو التقليل من قدراته الذهنية.

وفيما يتعلق بخضوع أدب الطفل للدراسات النقدية، بينت عيسوي أن أدب الطفل حقل أكاديمي يدخل في تخصصات مختلفة لذلك فهو يصنف ضمن الدراسات البينية، مشيرة إلى أن الأدوات النقدية لأدب الطفل هي ذات الأدوات المعروفة في النقد الأدبي، لكن سن القراءة أفضى إلى قضايا محورية عديدة يمكن اعتبارها خاصة بالدراسات النقدية لأدب الطفل دون غيره. وأوضحت أن الاختلافات بين متعاطي أدب الطفل هي اشكالية واسعة الانتشار بسبب تداخل التخصصات فظهرت مصطلحات محدودة الاستخدام لكل مجموعة من المختصين في هذه المجالات يستخدمونها في أدب الطفل. وأنهت محاضرتها بالحديث عن مدى تأثير التقنية على كتاب الطفل، قائلة بأنها قدمت تطبيقات تفاعلية من خلال الصور وطريقة عرض القصص عبر طرح اختيارات وأسئلة يجيب عليها الطفل، ولكن ذلك حسب رأي الدكتورة مرتبط بالإثارة والتشويق على حساب جودة الأدب وهو ما يطرح المزيد من فرص العمل الجاد فيما يتعلق بالاستفادة من التقنية في مجال تنمية كتاب الطفل.

وبدأت فقرة المداخلات بتعليق من الاستاذ خليل الفزيع عن كون الاهتمام بأدب الطفل سابقا أكثر مما هو عليه الآن، وأن شروط النقد الأدبي لا تنطبق على أدب الطفل لاختلاف الأدوات، متسائلا عن وجود روايات للطفل في الأدب العربي كما في الأدب الغربي. وأشار الاستاذ عبد الرسول الغريافي لنماذج من الادب العربي الرمزي مثل كتاب “كليلة ودمنة” الموجه للكبار والذي يصلح كأدب للطفل، وتحدثت الاستاذة كفاح البو علي عن عدم وجود مؤسسات تقيم ما ينشر للطفل في الدول العربية وتساءلت عن دور النقد ومخرجاته فيما يتعلق بأدب الطفل.

وقارن الأستاذ علي الحرز بين تجربتين تاريخيتين في أسبرطة وأثينا فبسبب التربية العسكرية في اسبرطة لم ينتج كتاب وشعراء وفلاسفة بعكس أثينا التي قدمت كتابا خالدين في التاريخ، وطرح الاستاذ باسم العيثان تساؤلات عن غياب دور الطفل كناقد مع كونه مستهدفا بالإنتاج الأدبي. وأشار الأستاذ مصطفى الشعلة لدور نادي الطفل في مكتبة الملك عبدالعزيز كتجربة رائدة لتقديم الكتاب المناسب للطفل، وتساءل الأستاذ علوي الخباز عن إمكانية أخذ ما يتخيله الطفل وصياغته لنفهمه نحن ككبار ليكون من إنتاج الطفل نفسه. وتحدث الأستاذ أسامة الشخص عن تجربته لتشكيل مجموعة لتقديم نصوص مسرحية للطفل مبينا النقص في هذا المجال.

وفي ختام الأمسية تحدث ضيف الشرف الدكتور عبد الله النمر شاكرا ضيوف الندوة ومشيدا بموضوعها وبتجربة منتدى الثلاثاء الثقافي واقترح تقديم دراسات تهتم بالمجتمع وإشراك الطلاب المتفوقين في مدارس المحافظة وتقديم جائزة لأفضل كاتب يتبناها منتدى الثلاثاء الثقافي.

 

   

   

 

لمشاهدة بقية الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة التقرير على يوتيوب:

 

كلمة الفنان عصام جميل:

 

كلمة الأستاذ إبراهيم القحطاني:

 

كلمة الطالب عبد الله السنان:

 

كلمة الكاتبة نرجس الخباز:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ عبد الله النمر:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد