أمسية شعرية وحوار أدبي

3٬989

ضمن باكورة نشاطه لموسمه الثقافي الثامن، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 13/ نوفمبر /2007م، الموافق 3/ ذي القعدة /1428هـ، الشاعر محمد الماجد في أمسية شعرية احتفالا بمناسبة صدور مجموعته الشعرية «مسند الرمل». وقد أدار الندوة الشاعر ياسر الغريب؛ فبدأها معرفاً بالضيف وهو من مواليد بلدة سنابس بتاروت عام 1966م، حاصل على درجة البكالوريوس في العمارة من جامعة الملك فهد، كما أنهى دراسة الماجستير في نفس الجامعة عام 1996م.

وللشاعر الماجد عدة مقالات في مجال الأدب وشارك في العديد من الأمسيات الأدبية، وصدر ديوانه «مسند الرمل» عن دار الانتشار عام 2006م، وتناول العديد من الكتاب والنقاد ديوانه بالتحليل والقراءة النقدية.
افتتح الشاعر محمد الماجد الأمسية بنص عبّر عن كونه وفاء واجب لدين عليه للجنوب المقاوم كان قد تأخر عنه كثيرا، وقال فيه:

سيحمل سرب اليمام على راحتيه الجنوبليدعك بالعود والطيب ذيل السراجويبكي إذا ما رأى وجهه في الزجاجسأنجز فيه، وأتهم، وأنجدأحشد فيه القبائل من كل فج وأندس في كل حاج لم يكتفِ الماجد في نصه الأول بإيفاء دينه للجنوب، ولا بإنجاز وعده بحشد القبائل، بل حشد لغات ورموزا، وخيالا حلق بالحضور إلى ما وراء الحروف فأحرقهم شعرا، وأمطرهم نثرا، على مدى ساعة حافلة بالإبداع.

عدسة الشاعر كانت خيالا خصبا، التقط به صورا من واقع مكثف حكاه على لسان راوٍ سمع ورأى. وكان مما رأى ما جاء في شهادة قال فيها:

ورأيت القميص والمشجب والسبابة والخاتم. رأيت ليلة القدر. رأيت الحيازيم والإوز والطبيب وعرق الشاة. رأيت الكوفة وأهل الكوفة ومسجد الكوفة ورأيت قبل ذلك وبعده وفيه. رأيت عليا. رأيته..

يحزم النهر بمالك رب مالكعرشه في الماءوالغيم على أكتافه سبع ممالكقرأ الألواح لم يسلك ولم يبق من القراء سالكحالك وابن حوالكيأخذ الناجي بهالكرب مالكقد لمحناه بسفح الجبلحاملا في خرجه قرآن صفينورأس الجمليلبس الفسطاط بردين يمانيا وكوفيا بلون السنبلبيقين يتقرى حكمة المحتملحدثتنا الورْق عن فاختة حيته يوم الأجلبغناءٍ زجلمالك ترويه للريح المزاميروللموت جنود العسل

التصفيق الحار كان أبسط تعبير عن التفاعل الذي قدمه الحضور للشاعر، وطالبه بعضهم بالإعادة التي فرضت نفسها عليهم تارة لعبِّ المتعة والإثارة، وتارة للغوص أكثر في عميق وصفه وغزير مفرداته؛ وكأنما يستسلمون لقناعة الماجد بكون اللغة الشعرية المغايرة للغة السائدة إنما هي حجاب بقدر معين يخلق حجابا موازيا لمستوى المتلقي الذي لا يجد بدا من أن يبذل جهده ليتواصل مع اللغة التي تكون حينها في مكان آخر لن يستطيع المتلقي الوصول إليه مالم ينفض عن نفسه غبار إقامته ويسافر في فضاءات أرحب.

بعد انتهاء الشاعر من إلقاء نصوصه، قرأ مقدم الأمسية الشاعر آل غريب قراءة للأستاذ موسى آل رضوان جاء فيها قوله “أن لغة الشاعر تنبجس من بين أناملها أحاسيس مضمخة بتاريخ متقد له القدرة على استثارة الموروث وتوظيفه لصالح فلسفة الفن الشاعري دون الإخلال بمستوى التراكيب اللفظية، إنها العفوية، إنها السليقة المرتبطة بالتداعيات الكامنة في دهاليز الروح، بوحاً يجدد الشاعر طوالعه كلما ألهبت نفحات الذكرى ونسائمها الغضة، لغةً شهدية كلما ألح المعنى تبرعمت الكلمات متربعة على عرش ربيع الجمال، وهنا لا يسع السامع إلا الرقص على أوتارها دونما شعور”.

بعد ذلك فتح المجال للحضور بالمداخلات. وقد حضر الأمسية عدد كبير من الشعراء والمثقفين والكتاب، شاركوا بمداخلاتهم كالإعلامي الشاعر الأستاذ حبيب محمود الذي أشار إلى قصيدة الشاعر محمد الماجد «فلتغنوه نبيا» التي ألقاها عام 1411هـ في احتفال ديني، واعتبرها نص ولادته، كونها تخطت شعر المناسبات في القطيف في تلك الفترة بمسافة طويلة. مؤكدا أن الشاعر منذ ذلك الوقت منشغل ببناء تجربته؛ حتى قدم اليوم صوتا منفردا له خصوصيته، فأنجز مسندا خالصا متخطيا استفاد فيه من تجارب عربية كثيرة صبها في قوالب تجربته الخاصة.

ورغم الحاجز الجمالي السميك بين المتلقي وبين الماجد – كما- عبر الأستاذ حبيب محمود، إلا أنه راهن على أن يكون الماجد أحد أصوات المنطقة المميزين.

وقد علق الأستاذ عقيل المسكين على فنيات قصيدة الماجد التي لاحظها أثناء استماعه للماجد، ومنها الوصف الدقيق والتفاصيل المفاجأة، وحضور الثقافة العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث مرورا بما بينهما من عصور، وأشاد ببلاغة النص، وحضور الأقصوصة والرموز المكانية والزمانية، مبديا ملاحظته حول طول المقطوعة الشعرية له.

وختم الأديب حسن الخليفة الذي تطرق إلى عالمية النص بالمعنى الداخلي في نصوص محمد الماجد ووصفه بالنص المفتوح لأسباب منها تمازج الأجناس الأدبية من شعر وسرد وقصة ورواية ومسرح فيه.

في نهاية الأمسية، قدم راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب شكره الجزيل للشاعر وللحضور، مؤكدا على أهمية تشجيع ودعم الطاقات الأدبية في محافظة القطيف التي تضم أطيافا ثقافية كثيرة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد